السبت، 23 نوفمبر 2024

01:21 م

هانيبال القذافي.. رحلة من الثراء إلى السجن

هانيبال القذافي

هانيبال القذافي

أحمد سعد قاسم

A A

منذ تسع سنوات، يقبع هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، في سجن لبناني، بعدما تم اختطافه من سوريا، ونقل إلى بيروت بطريقة غير شرعية، حيث يواجه القذافي تهمة حجب معلومات عن اختفاء الإمام موسى الصدر، الزعيم الروحي للشيعة اللبنانيين، الذي اختفى في ليبيا عام 1978. 

وعلى الرغم من أنه حُكم عليه بالسجن لمدة عام وثلاثة أشهر فقط في قضية ازدراء المحكمة، إلا أنه لا يزال محتجزًا هناك حتى الآن، في ظل تعقيدات قانونية وسياسية ودبلوماسية تحول دون إطلاق سراحه.

البداية

ولد هانيبال في 20 سبتمبر عام 1975، وهو الابن الرابع لمعمر القذافي من زوجته الثانية صفية فركاش، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في ليبيا، ثم انتقل إلى أوروبا لمتابعة دراسته الجامعية، ونال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال واقتصاديات ولوجستيات النقل البحري من جامعة كوبنهاجن لإدارة الأعمال، وتزوج من اللبنانية عارضة الأزياء السابقة ألين سكاف.

العمل

بدأ حياته المهنية في مجال البحرية عام 1993 عندما انضم إلى أكاديمية الدراسات البحرية في ليبيا، وشغل في ليبيا منصب صمم خصيصا له وهو “المستشار الأول للجنة إدارة الشركة الوطنية العامة للنقل البحري”، وهي الشركة التي تملك أكبر أسطول بحري في أفريقيا.

نال شهادة ضابط مسئول عن نوبة ملاحية وبكالوريوس في الملاحة البحرية، وشغل  مناصب قيادية في عدة سفن تابعة للشركة الوطنية العامة للنقل البحري، ونال شهادة كبير ضباط وربان آعالي بحار من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية في عام 2003.

المشاكل

 هانيبال، كان يعيش حياة الرفاهية والفخامة قبل أن ينقلب مصيره بعد  الثورة الليبية عام 2011. من رجل أعمال وبحار متميز إلى سجين معتقل في لبنان بتهمة تحقير القضاء.

وتعرض هانيبال للعديد من المشاكل القانونية والسياسية في عدة دول، ليس فقط في لبنان فقد وقع في العديد من المواقف الصعبة والمحرجة في عدة مدن أوروبية، بسبب سلوكه العنيف والمتهور.

وخضع في السابق للتحقيق من قبل الشرطة البريطانية في لندن بعد تلقي تقارير عن شجار وضرب امرأة “زوجته”، وقد تم اعتقال ثلاثة أشخاص من ضمنهم حراسه الشخصيين، ولكنه لم يتم اعتقاله بسبب جواز سفره الدبلوماسي، وقد تدخل السفير الليبي في لندن لإخبار الشرطة بذلك.

الاختطاف

في عام 2015، تعرض هانيبال القذافي لعملية اختطاف في لبنان، حيث تم استدراجه من سوريا إلى لبنان بواسطة سيدة، زعمت أنها تريد أن يحضر لمساندة شقيقه سيف الإسلام في قضيته أمام المحكمة الجنائية، لكن بمجرد وصوله إلى لبنان، تم اختطافه من قِبَل مجموعة من المسلحين 

كان وراء عملية خطف القذافي ابن الشيخ محمد يعقوب، أحد الرجال الذين ضاعوا مع الإمام موسى الصدر في زيارته الأخيرة إلى ليبيا.

وفي حوار أجري معه سابقا، قال هانيبال "في ديسمبر 2015، تعرضت للخطف من قبل مجموعة مسلحة في سوريا،  ثم نقلت بشكل غير قانوني من سوريا إلى منطقة البقاع في لبنان، استخدمت المجموعة المسلحة منطقة عسكرية لتفادي التفتيش السوري. احتجزت هناك لمدة أسبوع، حيث تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي لإجباري على الإفصاح عن معلومات تتعلق بمصير موسى الصدر ورفيقيه، محمد يعقوب، الذي كان ابنه منظما لعملية الخطف، وعباس بدر الدين.

ازدراء المحكمة

في 21 مارس 2018 حكم على هانيبال القذافي بالسجن لمدة سنة وثلاثة أشهر وغرامة مليوني جنيه في قضية ازدراء المحكمة.

ورغم أن مدة الحكم انتهت إلا أن القذافي لا يزال يقبع في السجون اللبنانية تحت ضغط الجماعات الشيعية وفي عام 2021 أثير موضوع سجن هانيبال القذافي مرة أخرى، وهذه المرة بشأن الحملة الرئاسية لنيكولا ساركوزي في فرنسا. وكان القضاء الفرنسي يحقق في شبهات “فساد” من قبل قضاة لبنانيين حاولوا - وفشلوا - فى إخراج هانيبال القذافي من السجن، على أمل الحصول على أدلة لتبرئة ساركوزي من الاتهام بأنه تلقى تمويلاً ليبياً لحملته الرئاسية عام 2007.

اضرب مفتوح

ودخل القذافي في اضربا مفتوحا عن الطعام في 2 يونيو 2023 لأنه يرى نفسه بريئا من الاتهامات الموجهة إليه ولأنه سجين سياسي”، حسبما أعلن محاميه بول رومانوس في ذلك الوقت. ورفض الأخير الكشف عن مزيد من المعلومات، بسبب “سرية التحقيق”. وليس من الواضح الجهة القضائية التي تحقق في هذه القضية حاليًا.

و أعلنت السلطات الليبية عن خطط لتشكيل لجنة متابعة برئاسة وزير العدل الليبي، مكلفة بإجراء محادثات مع السلطات اللبنانية لإيجاد حل لقضية القذافي.

وفي مقطع فيديو نشر على تيك توك وقتها، قال رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة إنه أجرى محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني المنتهية ولايته نجيب ميقاتي حول هذا الموضوع. ونفى المكتب الصحفي للأخير هذه المعلومات. ووفقا لمختلف وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية، فإن حكومة الدبيبة تتعرض لضغوط من المؤيدين والقبائل المقربة من القذافي.

نقل القذافي إلى فندق ديو دو فرانس في بيروت ووضعه تحت مراقبة مشددة، بحسب محاميه. وقال رومانوس لصحيفة “أوريان لو جور” : "كان يعاني من انخفاض في نسبة السكر في الدم.

search