معركة حفيد النبي
أسمع صوت الرياح المحملة بغبار الخسارة، لون الدنيا أصفر باهت، يظهر في الخلفية ركام المعركة، ضحايا أعرفهم ولا أعرفهم، مصابون ليس بيدهم حيلة يستعدون للانسحاب أو التخلي، صحراء مقفرة تتأهب لشتاء حزين..
على الأرض، سيفي الذي انحنى ودرعي الذي انكسر. في صدري إصابة مباشرة من عدو لا أعرفه، يرى ما لا أرى ويسمع ما لا أسمع ظننت أنني تغلبت عليه مرارا، لكنه كلما يُهزم كان يستعد لضربة أقوى من تلك التي مرت سلاما..
يأبى حفيد النبي الاعتراف بالهزيمة، لا يود عقله إدراك حدود ميدان المعركة، العدو هذه المرة ليس فنجان قهوة مُر من صنع نادل مجبر على خدمتي، يظن أنني أخذت فرصته وأنه الأحق بالجلوس على الطاولة، ينهره مدير الصالة على مشاعره تجاهي دون أن أشعر، لكنني كنت أعرف بمجرد النظر في عين كل منهما، مدير يريد إرضائي ونادل يريد حلمه، أدفع حساب الفنجان دون أن أشربه وأهرب سريعا بحجة مكالمة طارئة، لربما أعطي النادل فرصته التي ظن أنني اقتنصتها منه، وددت أن يعانق الفتى حلمه، يجلس على طاولتي يضع رجل على رجل يشرب قهوتي كأنه أنا..
العدو ليست أنغام ولا أغنيتها "شنطة سفر" ولا صوتها الذي طاله اليأس والشجن:
"من سؤال مهزوم .. بيترجى الجواب
مش بتقصد عيني .. يا حبيبي العتاب
سيبك أنت من دموع العين وقولى
خدت إيه في شنطة سفر ... أو إيه فاضلي؟"
العدو ليس شارع فيصل ذاك الشارع المزدحم المؤدي لبيت حبيبي الذي علمني شرب السجائر، ليس زميلي في العمل الذي أحبه ويظن أنني أكرهه..
ولا جارتي التي تريد إجباري على الزواج من ابنتها متعددة العلاقات لكنها ستتوب على يدي، ستُقلع عن التدخين وعن محادثة الشباب فجرا خارج إطار العمل وعن توزيع الضحكات للمارة والباعة والزملاء وكل من لها مصلحة عنده.
غاضب لأجل فتاة كان من المفترض ألا تكون هنا، تبيع نفسها لكل مشترٍ آت..
العدو هذه المرة ليس مصطفى أبو الحديد يختبئ كصياد لئيم حاملا "مطواة" داخل طيات ملابسه يطعنني حال خروجي لصلاة الفجر، أعدائي جبناء لكن ليسوا على شاكلة أبو الحديد
العدو المجهول يلعب بمبدأ عدم تكافؤ الفرص. يحاول اغتيالي منذ سنين، يعلم مكاني وأجهل مكانه يسمع صوتي ولا أسمع له حس، يراني جيدا ولا ألحظ وجوده، ترى ما الذي يمنعه من مواجهتي وجها لوجه؟
ما الشيئ الذي يعيق طريقه لي، ما الطلب الذي عز عليه أن يطلبه فقرر أخذه مني بالقوة المفرطة
كلما أصلب طولي يداهمني بضربة تقصم ظهر بعير عفي.
لكنني كنت أتعافى، كان هناك شيئ ما يمنع عدوي عن أذيتي بشكل كامل
يبدو هذه المرة أنني كلفته الكثير
ترى كم تكلفة سحره الأخير ليؤذي به حفيد النبي
أعتقد أنني كلفته مصنعاً من البخور والخيوط ومحلا للعرائس
نفذت أقلامه من كتابة الطلاسم والتعاويذ فاشترى مكتبة غير مخصصة للبيع
ليل نهار لا يمل من أجل إيذاء الحفيد، عصيره المفضل دموعي وجبته المفضلة شعري المتساقط وهالاتي السوداء أما فيلم السهرة حياتي وهي مقلوبة رأسا على عقب
تكمن فرحته في حزني وضوء عيناه في سواد الحياة في عيني
لكن مقاومتي تثيره، يجن جنونه إذ علم أمر ذهابي للعمل صباحاً
ينفعل على حراسه إذ ألقيت السلام على "عبدو وجيمي" ليلا
تقوم الدنيا ولا تقعد اذ ابتسمت لفتاة، يخاف أن أقع في الحب مرة أخري، يرتعب من فكرة أنني أمشي "عادي" دون عكاز أو حراس أو في جماعة ضخمة من الأصدقاء
يبكي دمًا حين يلاحظ هدوئي بعد قيام الليل وبعد احتسائي قهوة وبعد الانتهاء من ترتيبات الأعمال الخيرية
لكن لا يزال الأخضر في يدي يذبل والماء على طاولتي يجف، النور في عيناي يضعف والأمل في قلبي يقل
يعتقد أن أثر الفراشة لا يزول والسحر أيضاً
لكنه ينسى وجود الإله الذي ألهمني كتابي هذا
بسم الله الرحمن الرحيم
من حفيد النبي إلى ساحر هذا الزمان
سلامٌ على من اتبع الهدى، أما بعد فالحمدلله الذي ضل هداك ومنع مبتغاك وصب عليك غضبه فهجرت مسعاك
إن معي ربي يقيني من أذاك
ما ظنك بعبد يحتمي في الله
إذ قرأت كتابي ولم ترتعد فاعلم أنني قادم إليك أُحب الموت كما تحب أنت الحياه
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"
صدق الله العظيم
الأكثر قراءة
-
فيلا وسيارات فارهة.. كيف أوقع مستريح مدينتي ضحاياه في الفخ؟
-
"سُمعة المكان".. أول رد من "حضانة الغربية" المتهمة بضرب الأطفال
-
الاستعلام عن نتيجة حج القرعة بالرقم القومي2025.. رابط مباشر
-
"إهانة وشد شعر".. كواليس صادمة لضرب أطفال بحضانة في الغربية (فيديو)
-
سعر الذهب يواصل الارتفاع.. عيار 21 زاد 45 جنيهًا
-
04:55 AMالفجْر
-
06:25 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
أمي.. "أمل محفوظ"
15 نوفمبر 2024 02:00 م
راح فين زمن الشقاوة.. مصطفى فهمي "ابن باشا" سحر "الشاشة"
30 أكتوبر 2024 06:30 ص
حفيد النبي
12 أكتوبر 2024 03:59 م
لا أفضِّل أن أموت الليلة
26 سبتمبر 2024 01:28 م
أكثر الكلمات انتشاراً