السبت، 06 يوليو 2024

08:51 م

"كونوا وطنيّات".. الصين تحفز نساءها لـ"إنجاب أكبر عدد من الأبناء"

أطفال صينيون يتلقون رعاية طبية

أطفال صينيون يتلقون رعاية طبية

نيويورك تايمز - ترجمة جاسر الضبع

A A
سفاح التجمع

دعا الحزب الشيوعي، الحاكم فى جمهورية الصين الشعبية، نساء الصين إلى أن يكنّ “أمهات وطنيات”، وينجبن أكبر عدد من الأبناء.

وأعلن الحزب الشيوعي، والذي يتزعمه الرئيس الصيني، شي جين بينج، حالة طوارئ قومية، لتشجيع النساء على الإنجاب، عبر تقديم حوافز لهن، مثل تخفيض أسعار الإيجارات، والضرائب، وحتى صرف نقو بشكلٍ مباشر.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، فالشابات الصينيات صرن تتفادين الزواج والإنجاب، حتى واصل عدد السكان فى عام 2023 الانخفاض للعام الثاني على التوالى. وهو ما نبه أذهان الحكومة الصينية للأزمة السكانية المتوقعة، وأثرها على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

البلد العجوز

ونشر البنك الوطنى الصينى "NBS" للمعلومات، في آخر إحصاء له على موقعه الرسمي أن 9 ملايين و20 ألف طفل ولدوا فى 2023، مقارنة بـ9 ملايين و560 ألف طفل في 2022.

وبدأ مؤشر المواليد في الصين بالانخفاض منذ 7 أعوام، ولا يزال مرشحا للمزيد من الانخفاض. وخلال عام واحد توفى أكثر من 11 مليونا من الصينيين، أغلبهم من العجائز، ولذلك تعتبر الصين كأحد أكثر الدول امتلاءا بالعجائز.

ومع نهاية 2023 بلغ سكان الصين مليارا و400 مليون و600 ألف نسمة، بانخفاض قدره مليونا نسمة.

ويزيد قلق الصين مع تقلص أعداد السكان وزيادة الشيخوخة، لأنه بذلك ينقص ويتضاءل عدد الأيدي العاملة القادرة على دفع عجلة الإقتصاد للاستمرار، والتى لطالما حظيت بكين بوفرة منها.

الطفل الواحد

تلك المعضلة التي بدأت في الصين أبكر مما جاءت به التوقعات، تنهك منظومتي الإقتصاد والرعاية الصحية، بسبب المعاشات التي يحصل عليها المسنون لدى تقاعدهم، والتي تعانى أصلا من ضعف التمويل.

ومن 1978 وحتى 2015، تبنت الحكومة الصينية سياسة “الطفل الواحد”، لمنع الأسر في المناطق الحضرية من إنجاب أكثر من طفل، بهدف تخفيف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وهي السياسة التي منعت ميلاد 400 مليون طفل خلال 22 عاما، حسب السلطات الصينية.

تلك السياسة جعلت الفتيات الصينيات، اللاتي حظين بطفل واحد، أو حتى لم ينجبن، يحصلن على تعليم أفضل، ويركزن جهودهنّ في سوق العمل، وصرن ينظرن الآن لإجراءات الحزب الشيوعي بكثرة الإجاب بأنها ستؤدي لتأخيرهن وإرجاعهن للمنازل.

ومنذ فترة طويلة، تحدث الرئيس الصيني عن أن المرأة الصينية يجب أن تعود للعب أدوار أكثر تقليدية مثل أسلافها، ومؤخرا أصبحت النغمة الرائجة على ألسنة المسئولين الصينيين هى حث الشباب والشابات على أن يتزوجوا ويكونوا أسر وأن يحظوا بأبناء.

متمسكات بآرائهم

ولكن ترى الفتيات الصينيات أن الزواج وإنجاب الأطفال فى ظل التفرقة الجنسية وعدم مساواتهنّ بالرجال، وفي ظل عدم وجود ما يكفي من القوانين التى تعمل على الحفاظ على المرأة وضمان أن تحظى بمعاملةٍ حسنة وحماية ما تمتلكه من ممتلكات، هو من قبيل السفه.

وحسب نيويورك تايمز، قالت الخبيرة فى وسائل التواصل الإجتماعى "راشيل تشين" التي تقطن جنوب ولاية "كوانجدونج" أن النساء ما زلن غير متأكدات من إنجاب الأطفال. وتبلغ السيدة راشيل ثلاثة وثلاثين ربيعا ومع ذلك لم تنجب بعد، على الرغم من زواجها منذ خمس سنوات، وأضافت أنها لا تنوي إنجاب طفل على الإطلاق فى ظل وجود سياسة الإنجاب غير المألوفة بالنسبة للشعب الصيني "والتي لا تحمي حقوق ومصالح الإنسان الذي يريدونه أن يحظى بطفل"، على حد قولها.

search