الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:00 ص

تجربة ملهمة.. فأران يتحديان البشر في الذكاء (صور)

الفأر أوجستين يضغط على الزر

الفأر أوجستين يضغط على الزر

أحمد سعد قاسم

A A

في تجربة غريبة أنشأ مصور فوتوغرافي محترف في باريس صندوق تصوير للفئران، ليكتشف نتيجة مذهلة تتعلق بدوافع البشر لالتقاط الصور ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

التعلم الشرطي

كان مشروع المصور أوجستين لينييه مستوحى من صندوق العالم النفسي الشهير بي إف سكينر، الذي أنشأ غرفة اختبار لدراسة كيفية تعلم الفئران؛ حيث كان يعطي حبيبات الطعام لها عندما تضغط على رافعة معينة فتربط الفئران شرطيًا تلك "الضغطات" بتوفير الطعام لتصبح واحدة من أشهر التجارب في علم النفس.

واكتشف العلماء أن الفئران التي أرادت المكافآت أصبحت خبيرة في الضغط على الرافعة، والقيام بذلك بشكل متكرر للحصول على الطعام.

الصندوق الخاص بالفئران

أذكياء للغاية

صنع أوجستين نسخته الخاصة من صندوق سكينر - وهو برج طويل وشفاف مزود بكاميرا - ووضع بداخله فأرين من متجر للحيوانات الأليفة.

بدأ الفأران استكشاف الصندوق، وسرعان ما اكتشفا أنه عندما يضغطان على الزر، يحصلان على القليل من السكر ليتم التقاط صورتهما وعرضها على الشاشة، ولم يكن واضحًا إن كان الفأران قد لاحظا الأمر، ولكنهما بدأ يظهران اهتماما بالضغط على الزر بشكل متكرر.

وقال أوجستين إنهما "أذكياء للغاية"، لكن الفأر الأبيض، الذي سماه على اسمه "أوجستين"، كان أذكى من الآخر الذي أطلق عليه إسم “آرثر”، مضيفًا أنه خلال التجربة قلل من كمية السكر التي يحصل عليها الفأران، وأحيانًا لم يعطهما شيئًا على الإطلاق؛ فيما استمر في التقاط صورهما في كل مرة كانا يضغطان فيها على الزر.

الفأر آرثر يضغط على الزر

المكافآت العشوائية

ووجد العلماء أن هذه الأنواع من المكافآت العشوائية يمكن أن تكون قوية جدًا في تحفيز السلوك، حتى لو كانت غير مؤكدة، وفي بعض الأحيان، لم يهتم الفأران حتى بالسكر عندما وصل، واستمرا في الضغط على الزر.

صندوق سكينر للإنسان الحديث

وقال لينييه إنه يرى في هذه التجربة تشابهًا مع تعامل البشر مع وسائل التواصل الاجتماعي، التي تقدم مكافآت غير متوقعة؛ مثل الإعجاب، أو المتابعة، وغيرها من الأمور التي تجعلنا مدمنين على هواتفنا، وأطلق على وسائل التواصل الاجتماعي اسم “صندوق سكينر للإنسان الحديث”.

وتابع “ربما نرغب فقط في إبقاء أنفسنا مشغولين بالضغط على ”الأزرار"، بدلًا من الجلوس بهدوء لإمعان التفكير، واستشهد بدراسة وجد فيها العلماء أن عينة من البشر اختاروا إعطاء أنفسهم صدمات كهربائية بدلًا من البقاء بمفردهم مع أفكارهم”.

وقال إنه ربما نفضل أن نفعل أي شيء، حتى الأشياء التي قد تؤذينا، بدلًا من الاسترخاء والتأمل.

وعبر لينييه عن أمله في أن تساعد تجربته في فهم ما الذي يجعلنا نحب التصوير، وما الذي نريد أن نعبر عنه من خلاله، مشيرًا إلى أنه ينوي مشاركة نتائجه مع العالم، ولكن عبر معرض فني.

الفأر أوجستين يضغط على الزر
search