السبت، 26 أكتوبر 2024

12:17 ص

أسرع طريق للإفلاس.. القمار الإلكتروني مصيدة "أون لاين"

عناوين أخرى مقترحة: "القمار الإلكتروني".. احذر مصيدة الربح السريع اجتنبوا الرجس الجديد.. "القمار الإلكتروني" مصيدة راغبي الربح السريع القمار الإلكتروني.. مصيدة "أون لاين" تستهدف الشباب
A A

"محمود" الذي نشأ محبًا لألعاب الفيديو، وجد ضالته أخيرًا عندما أخبره صديقه بمغامرة جديدة وجدها الأخير في متجر تطبيقات "جوجل"، خاصة بمشاهدة المباريات والمراهنة الإلكترونية نظير مبالغ مالية.

"ووَن إكس بت" أحد هذه التطبيقات وأكثرهم شهرة، كان بوابة لتحقيق الثراء السريع للشاب العشريني، فالتطبيق الذي يستقطب أطفالًا وشبابًا بين الـ10 وحتى الـ30 سنة، يعتمد على توقع نتائج المباريات في مختلف الألعاب الرياضية، والمراهنة على تلك النتائج، مقابل مبالغ مالية.

بداية القصة 

"البداية كلفتني 10 جنيه".. يروي الشاب العشريني تفاصيل تسجيله في تطبيق المراهنات الشهير، إذ أنه فور كتابة رقم حسابه البنكي، أبلغه التطبيق بضرورة تخصيص مبالغ معينة ليبدأ المراهنة حتى وإن كانت 10 جنيهات فقط. وبحسب "محمود" ارتفع المبلغ سريعًا إلى 100 جنيه. بعد أسبوع وصل حساب "محمود" في البنك إلى 70 ألف جنيه تقريبًا، بعد فوزه في أكثر من رهان. 

المكاسب دفعت الشاب إلى التفكير في المراهنة بمبالغ أكبر، وعبر تطبيقات أكثر، وبعيدًا عن "ووَن إكس بت"، وجد "محمود" ضالته في 4 تطبيقات جديدة.

لكن "محمود" لم يكن يعرف أن كل هذا في طريقه لأن يصبح كابوسًا. فبعد أن حققق مكاسب قاربت على 100 ألف جنيه، بدأ التطبيق في استنزاف "الربح السريع" بخسارة كانت أيضًا سريعة.

سباقات الخيل

"محمود" ليس الأول ولا الوحيد الذي وقع فريسة لمثل هذه التطبيقات.. فـ"أحمد" الذي عشق سباقات الخيل منذ الصغر، بدأ يشارك في المراهنات "أون لاين" على الخيول هذه المرة.. حقق أرباحًا قليلة، لكنه قرر المراهنة على حصان اعتبره فائزًا، بـ40 ألف جنيه. 

الشاب الذي لم يستطع الفوز في الرهان هذه المرة، تدهورت حالته النفسية وفقد كل ما يملك، بعد أن ضاعت أمواله في "ضربة حظ".

لعبة كونكور تستقطب الأطفال

تطبيقات المراهنات وصلت للأطفال والمراهقين.. إحدى الأمهات قالت إن ابنها وقع ضحية لتطبيقات المراهنات، هذه المرة كانت لعبة تدعى "كونكور". الأم قالت إنها لاحظت على ابنها الذي لم يبلغ الـ15 عامًا، حمله للهاتف المحمول لساعات طويلة حتى أصبح الأمر كما وصفته "إدمانًا". 

الأم قررت أن تستنجد بأحد الأطباء النفسيين، حتى يساعد ابنها على التخلص من إدمان المراهنات قبل فوات الأوان.

“السم في العسل”

خبير أمن المعلومات، وليد حجاج، وصف هذه التطبيقات التي تبدأ في جذب الشباب من خلال الألعاب، والتي يكون من ضمنها ما يخل بالمتعارف عليه في المجتمع بـ"ثقافة دس السم في العسل" في تصريحات لـ"تليجراف".

الخبير أكد أن الغرب يسعى إلى السيطرة على عقول المواطنين حول العالم، وخاصة الشباب والمراهقين، وهذا ما حدث في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مضيفًا: "نجد البعض يدمن وسائل التواصل كالفيس بوك والواتس آب وغيرها".

وأشار إلى أن تطبيقات المراهنة وألعاب الفيديو التي تسعى إلى ترسيخ فكرة "القمار" ازدادت خلال السنوات القليلة الماضية في الوطن العربي، وتستقطب الشباب بين عمر الـ10 سنوات وحتى الـ40، للسيطرة على عقولهم فيما يخص معتقداتهم بكل الأشكال الممكنة.

“نصب واحتيال”

من ناحية أخرى، علق الخبير الاقتصادي، الدكتور شريف الدمرداش، على الأمر مؤكدًا أنها جريمة إلكترونية تستهدف الشباب والدول، من خلال تدمير الموارد البشرية  باستهداف الشباب، لكونهم العمود الأول في هذه المجتمعات.

"الدمرداش" أكد لـ"تليجراف"، أن الدول الأجنبية، ومن خلال ما تدشنه من هذه الألعاب، تنفذ أفعالا يمكن وصفها بـ"النصب والاحتيال"، لافتًا إلى أنها تمثل خطرًا على الأخلاق بجانب خسارة الأفراد، فنجد البعض نتيجة إدمانه لتلك التطبيقات، تنتهي حياته بالانتحار أو الاكتئاب.

“القانون لا يحمي المغفلين”

بدوره، أوضح المحامي كرم رشدي، أن القانون لا يحمي لاعبي القمار أو المراهنات عبر المواقع المختلفة، فمن يدخل عليها يعرف جيدًا أنه معرّض لخسارة جميع الأموال التي أنفقها في سبيل الفوز، أو في سبيل الاستمرار، مشيرًا إلى أن هناك عقوبة لمن يثبت تورطه في جرائم النصب الإلكتروني، وهي الحبس لمدة لا تقل عن 3 أشهر وغرامة لا تقل عن 30 ألف جنيه. 

واستكمل لـ"تيليجراف": "هناك حالة واحدة يمكن للاعب فيها استرداد جزء من أمواله، وهي أن يثبت من خلال رقم الحساب البنكي الذي كان يستقبل عليه الأموال تعرضه للنصب الإلكتروني، ولكن هذا في حالة أن اللعبة مصرية، أما إذا كانت أجنبية ويتم ضخ أموالها من الخارج، فمن الصعب إثبات ذلك". 

“انتحار أو جنون”

يقول استشاري الطب النفسي والأسري، الدكتور أحمد علام، أن ألعاب القمار وخاصة الفيديو المتداولة الآن عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، قد تؤدي إلى هدم الشباب، وبالأخص المراهقين الذين هم عرضة أكثر لتجربة هذه المنصات دون غيرهم. 

وشرح لـ"تليجراف" ما يمر على لاعب القمار أو المراهن، مؤكدًا أن بعض الفضول يأخذ الشباب والمراهقين إلى الدخول على هذه التطبيقات، وبعدها يبدأ التفكير في كسب الأموال بسهولة، ومن ثم يبدأ في جني بعض الأموال فيترك كل حياته خلفه ليفوز بصورة أكبر. 

وتابع: “هذا السلوك يسمى بالسلوك القهري، وهو يدفع صاحبه إلى مواصلة ما يقوم به دون توقف أو تفكير في العواقب التي قد تسوقه في بعض الأحيان إلى الانتحار أو الجنون”، لافتًا إلى أن "الجمعية الأمريكية للطب النفسي، صنفت إدمان المقامرة كاضطراب نفسي للتحكم في الاندفاع ويصل في بعض الأحيان أن يكون أخطر من إدمان العقاقير". 

search