الجمعة، 25 أكتوبر 2024

06:20 م

"أم البطل".. أغنية هددت حياة شريفة فاضل

شريفة فاضل

شريفة فاضل

هناء سلامة

A A

خاضت مصر قبل حرب أكتوبر معركة عنيفة تدعى "حرب الاستنزاف"، لرد الاعتبار، واستعادة الأراضي المحتلة، ومات فيها الكثير من الجنود المصرين لاستعادة الهيبة والكبرياء لأرضهم ووطنهم.

وكان الفن المصري حينها يجسد البطولات المصرية المتعددة، ومن أبرز الفنانات اللاتي شاركن بالحرب شريفة فاضل وذلك من خلال أغنيتها الشهيرة "أم البطل" .
 
مر 51 عاما على أغنية "أم البطل" وبالرغم من ذلك ما زالت عالقة في الأذهان، وتثير العواطف الجياشة داخل كل أم رحل عنها نجلها فداء للواطن.

 شريفة فاضل

سطرت شريفة فاضل بطولة نجلها الشهيد الذي رحل عن الدنيا فداء للوطن في حرب الاستنزاف، بأغنية “أم البطل”، وكانت كلمات الأغنية كالآتي: "شد الرحال شق الرمال، هد الجبال عدى المحال، زرع العلم طرح الأمل".

قصة أغنية "أم البطل" 

تلقت شريفة فاضل نبأ وفاة ابنها الملازم الشهيد "سيد السيد بدير" خلال أيام حرب الاستنزاف، والذي كان حديث التخرج، وتعرضت لانهيار عصبي حاد دفعها لاعتزال الجميع حتى الفن.

وعقب شهور من الألم قررت كسر حاجز الصمت الذي سيطر عليها عقب تلقيها خبر الوفاة، وقامت بالاتصال بالشاعرة نبيلة قنديل وزوجها الملحن علي إسماعيل، وطلبت منهما كتابة وتلحين أغنية لابنها الشهيد، فوافقا.

تسجيل الأغنية

واتجهت شريفة فاضل إلى مقابلة بابا شاور رئيس مبنى الإذاعة بماسبيرو، فرحب بشرط تغيير الناي في العزف، لكونه يجعل الأغنية حزينة بشدة، وعقب قبول شريفة أصدر شاور تعليماته للاستعداد بالتجهيزات الفنية.

دخلت شريفة فاضل في نوبة بكاء في كل مرة تحاول فيها تسجيل الأغنية، وعقب استعادة قوتها سجلت الأغنية مرة واحدة، وخرجت الأغنية للنور بصوت ألم أم فقدت نجلها الأول فرحة عمرها.

وقررت شريفة العودة للغناء مرة أخرى على المسرح لتقدم أغنيتها أمام الجميع لكن كانت تجتاحها حالة عصبية شديدة حتى انفجر أحد شرايينها بسبب الضغط العصبي، وعندما أخبرها الأطباء بعدم غنائها هذه الأغنية بالتحديد قررت الاعتزال.

وعادت تشدو شريفة من جديد بأغنية جديدة تدعى "آه من الصبر"، وكانت آخر ما قدمته سلطانة الطرب قبل اعتزالها الأخير.

من هي شريفة فاضل؟

ولدت شريفة فاضل 15 سبتمبر عام 1938، بمحافظة القاهرة، التحقت بمعهد الفنون المسرحية.

قدمت شريفة العديد من الأغاني المميزة، ومنهم "حارة السقايين، وأم البطل، وأمانة يا بكره، وورق العنب، ويا معجباني، وسألت فين حينا. وغيرها".

search