الأحد، 27 أكتوبر 2024

12:13 م

مشرحة حلوان.. حكايات تُروى في الليل وصرخات يُسكتها الظلام

مشرحة حلوان

مشرحة حلوان

منار فؤاد

A A

في قلب منطقة حلوان، يقف مبنى عتيق كان يومًا ما قصراً أنيقًا لعائلة الملك فاروق، حيث كانت تُعقد فيه الحفلات والمناسبات الملكية. 

بعد سقوط الملكية في مصر، شهدت هذه الجدران تحولًا غير متوقع، حيث تم تحويل القصر إلى فندق يحمل اسم "عين الحياة"، الذي أثار مؤخرا جدلًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل مع تصدره التريند، بالإضافة إلى جذب الزوار بتصميمه الفاخر وأجوائه الحالمة.

 من فندق إلى مشرحة

 لكن الأقدار كانت تحمل في طياتها مفاجآت أكثر رعبًا، بعد سنوات من كونه ملاذًا للزوار، تحول هذا المعلم التاريخي من فندقٍ يحلم به الضيوف إلى مشرحة تابعة لمستشفى حلوان العام. 

بدأ سكان المنطقة في رواية أحداثٍ ترسم صورة مخيفة عما يحدث خلف الأبواب المغلقة، مستحضرين أشباح الماضي والمآسي.

 همسات من عالم آخر

تتردد في أرجاء المكان أصوات غريبة تُشبه الهمسات، وكأن الأرواح التي كانت تُعانق الفخامة لم ترحل أبدًا.

تابع أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي قائًلا: “في ليلة عاصفة، كنت جالسًا في منزلي، وفجأة سمعت صوت أنين يأتي من الاتجاه الذي توجد فيه المشرحة”، بينما أكد آخر أنها قصة حقيقية وحدثت بالفعل".

 قصص تُروى عند الفجر

تسارعت الروايات في الحي، حيث يشهد سكانه على ظواهر غامضة وأصوات تتردد بين جدران المشرحة. 

"كنت أسمع همسات في الليل، وكأن هناك من يراقبني"، تقول سيدة من الجوار، مشيرة إلى أحداثٍ غريبة جرت حول المبنى، البعض يروي عن أشخاصٍ رآهم يتجولون في محيط المشرحة، رغم عدم وجودهم في الواقع.

جانب من التعليقات

علقت ياسمين: “أنا مولودة في حلوان وكنا دايمًا بنمشي جمب المستشفي المهجورة، عمري ما مشيت جواها بالليل، بس محدش فكر يهدها بيقولوا فعلًا في أصوات كتيرة بالليل”.

بين الواقع والأسطورة

الأحداث الغامضة لم تتوقف عند حد الهمسات، تتحدث بعض الشهادات عن ظهور أشخاص بأشكال غير واضحة، تتلاشى سريعًا عند اقترابهم، "أحيانًا أشعر بشيء يراقبني أثناء ممارستي رياضة الجري في الصباح، أشعر بشيء ورائي، لكن عند ألتفت، أجد نفسي وحيدًا في ظلام الفجر"، هكذا روت إحدى رواد مواقع التواصل.

هل المشرحة حقًا عالَمٌ من الرعب؟

تتباين الآراء بين مشكك ومؤمن بالخرافات، في خضم هذه الجدل، علقت إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي قائلة: "على فكرة، أنا مدرستي قدام مشرحة حلوان، ومفيش حاجة مرعبة"، كانت كلماتها تصف مكانًا عاديًا، لكنه يظل ملاذًا لأساطير تخيم على الأذهان.

لكن نور، الساكنة في حلوان، جاءت لتضيف بوضوح: "أنا ساكنة في حلوان، والمشرحة مفهاش حاجة مرعبة". 

بينما تتواصل روايات الذعر بين سكان المنطقة، يُطرح سؤال مُلِح: هل هي مجرد أوهام، أم أن المشرحة تحتفظ بأسرار غير مرئية لا تُرى بالعين المجردة؟ تبقى الجدران شاهدة على صراعات الأذهان، حيث تتداخل الحقائق مع الأساطير، تاركة المجال مفتوحًا لكل تخمين.

ذكريات محفورة في جدران المشرحة

مشرحة حلوان ليست مجرد مكان للموتى، بل هي موقع يحمل ذكريات مؤلمة لأرواح لم تُنسَ، تشهد الجدران على قصص مأساوية، تجعل منها سردابًا للأسرار، حيث كل زاوية تحمل قصة وكل جدار يهمس بحكاية من الماضي، إن هذه المعالم التاريخية تُظهر كيف يمكن للتاريخ أن يتحول إلى كابوس، وكيف تصبح الذكريات عالقة بين الجدران، تطارد من يعيشون حولها.

في النهاية، تبقى مشرحة حلوان لغزًا مفتوحًا، يثير تساؤلات عميقة حول الأرواح العالقة، والأسرار المدفونة بين الأحياء والأموات، يبدو أن هناك حكايات لم تُروَ بعد، ورعبٌ ينتظر من يجرؤ على الاقتراب، هل ستبقى هذه المشرحة شاهدًا على المآسي، أم ستتحرر الأرواح العالقة يومًا ما؟ يبقى هذا السؤال معلقًا، تاركًا القلوب تتأرجح بين الخوف والترقب.

search