الجمعة، 27 ديسمبر 2024

11:17 ص

أخطر فلول الأسد.. القصة الكاملة لـ"كنجو" سفاح سجن صيدنايا السوري

اللواء محمد كنجو حسن

اللواء محمد كنجو حسن

A A

لم تكن المعارك التي دارت اليومين الماضيين في مدينة طرطوس السورية مجرد عمليات لمطاردة فلول نظام بشار الأسد السابق، بقدر ما كانت عملية لاصطياد أحد أكثر أركان النظام السوري سوءًا في سيرته وتاريخه وهو اللواء محمد كنجو حسن. 

سفاح صيدنايا

دارت الاشتباكات في منطقة خربة المعزة بريف طرطوس، وخلفت قتلى وجرحى وكان “كنجو” المسئول الرئيسي عنها، هو المسئول الرئيسي عن الجرائم في سجن صيدانيا.

يلقب كنجو بـ"سفاح صيدنايا" ويأتي سر هذا اللقب من ترؤسه منصب مدير إدارة القضاء العسكري، ورئيس المحكمة الميدانية، وكان المسئول عن  إصدار أحكام الإعدام ضد آلاف المعتقلين في السجن سيئ السمعة.

وتعتبر قرية خربة المعزة التابعة لمنطقة الدريكيش بمحافظة طرطوس، مسقط رأس “كنجو”، والذي تخرج في كلية الحقوق، ثم التحق بالجيش السوري كمتطورع، وساعدته شهادته في الحقوق على التخصص في سلك القضاء العسكري. 

أحكام الإعدام.. وكلمة الموت

بدأت السمعة الرهيبة التي اكتسبها “كنجو” كأحد جلادي نظام الأسد تظهر مع المظاهرات السلمية عام 2011، وكان وقتها النائب العام العسكري في المحكمة الميدانية العسكرية بدمشق، برتبة عميد، وشرع في عقد سلسلة من المحاكمات للمدنيين المعتقلين، أو الضباط وصف الضباط والجنود بتهمة محاولة الانشقاق عن الجيش.

تميز “كنجو” بإضافة كلمات إلى أقوال المعتقلين في السجن، تكفي لإصدار أحكام الإعدام ضدهم بعد إقرارهم بمهاجمة مواقع عسكرية، لتكون دعوى كافية لإصدار أحكام الإعدام حتى في حق أبرياء.

كانت صيغة الاعدام التي احترف كنجو في ديباجتها هي: “كما أقدمت بالاشتراك مع آخرين على مهاجمة “اسم حاجز أمني” أو  النقطة “اسم منطقة عسكرية” بالأسلحة النارية، مما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر الحاجز أو النقطة وإصابة آخرين”. 

التوقيع دون علم المعتقلين

كان يتم الطلب من المعتقلين التوقيع على الإفادة دون معرفة محتواها، أو قراءتها لتكون لطريقهم إلى مقصلة الإعدام، سواء مدنيين أو عسكريين تم إعدام بعضهم لمجرد الانتماء المذهبي.

يتم الاتفاق عليها  بين رئيس فرع التحقيق في الجهة الأمنية والقاضي كنجو لإصدار الحكم، وقد تشمل القائمة أحكاما أخرى السجن المؤيد أو السجن السنوات طويلة بحق المعتقلين. 

كما يشير مركز توثيق الانتهاكات في سوريا إلى أن كنجو  كان أحد المتورطين في تعاملات غير إنسانية مع المعتقلين، واستغلال ذويهم ماديا، ما مكّنه من جمع ثروة كبيرة.

وصفت التقارير الدولية والإقليمية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية سجن صيدنايا بـ"المسلخ البشري"، وأنه كان من أكثر الأماكن سرية في العالم، بسبب ممارسات التعذيب والقتل الممنهج التي ارتكبها نظام بشار الأسد بحق الآلاف من المعتقلين.

الفصل الأخير

وجاء الفصل الأخير في قصة كنجو عندما توجهت دورية من إدارة العمليات إلى قريته لاعتقاله، إذ كان محاطًا بعدد من المسلحين لحمايته، واشتبك المسلحون التابعون لقائد العمليات الخاصة السورية السابق سهيل الحسن وكنجو مع الدورية، بقيادة شقيقه مما أدى إلى طردها من المنطقة.

 لم يكتف المسلحون بذلك ولكن نصبوا كمينا لإحدى سيارات الدورية، مما أدى إلى مقتل 14 عنصراً من وزارة الداخلية السورية وإصابة 10 آخرين، فيما قُتل ثلاثة من المسلحين وسقط جرحى من الجانبين.

واضطرت إدارة العمليات إلى إرسال تعزيزات أمنية كبيرة، وفرض حظر التجوال، حتى نجحوا في نهاية المطاف في إلقاء القبض عليه، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

search