الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:02 م

مفاجأة.. صواريخ حماس "صُنعت في إسرائيل"

جنود إسرائيليون داخل مصنع ذخيرة لحماس .. أفيشاج شار-ياشوف لصحيفة نيويورك تايمز

جنود إسرائيليون داخل مصنع ذخيرة لحماس .. أفيشاج شار-ياشوف لصحيفة نيويورك تايمز

أحمد سعد قاسم - نيويورك تايمز

A A

فجر مسؤولون عسكريون إسرائيليون مفاجأة بشأن أسلحة حماس التي تستخدمها في حربها ضد كيان الاحتلال، وقالوا إن مصدرها هو إسرائيل نفسها.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد كشفت معلومات استخبارية تم جمعها خلال الأشهر الماضية أنه مثلما أساءت السلطات الإسرائيلية الحكم على نوايا حماس قبل هجوم  السابع من أكتوبر 2023، فقد قللت أيضا من قدرتها في الحصول على الأسلحة.

ولسنوات عديدة، كان المحللون يؤكدون أن “الأنفاق” هي السبيل الوحيد لتسليح حماس، لكن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة أظهرت قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات، مستخدمة آلاف الذخائر التي لم تنفجر عندما أطلقتها إسرائيل على القطاع، وفقا لخبراء أسلحة واستخبارات إسرائيلية وغربية.

عضو من حركة حماس يجمع مخلفات الصواريخ المنفجرة في القطاع

تستخدم ضدها

وأضافت الصحيفة أن “الأسلحة نفسها التي استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى الأعوام الـ17 عاما الماضية، تستخدم الآن ضدها. كما مكنت المتفجرات العسكرية الإسرائيلية والأميركية حماس من إمطار إسرائيل بالصواريخ، وللمرة الأولى، اختراق البلدات الإسرائيلية من غزة”.

وقال مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال مفعول القنابل في الشرطة الوطنية الإسرائيلية: “إن الذخائر غير المنفجرة هي المصدر الرئيسي للمتفجرات بالنسبة لحماس، ويتم استخدام الكثير منها بالطبع”.

 10% لا تنفجر

ويقول خبراء الأسلحة إن ما يقرب من 10% من الذخائر عادة لا تنفجر، ولكن في حالة إسرائيل، قد يكون الرقم أعلى.

وتشمل ترسانة إسرائيل صواريخ تعود إلى حقبة فيتنام، والتي توقفت الولايات المتحدة وقوى عسكرية أخرى عن إنتاجها منذ فترة طويلة. وقال أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية، لم تذكر الصحيفة الأمريكية إسمه إن معدل الفشل في بعض هذه الصواريخ يمكن أن يصل إلى 15%.

ونتيجة سنوات من القصف المتقطع والقصف الأخير لغزة جعل القطاع غنيا بآلاف الأطنان من الذخائر غير المنفجرة التي تنتظر إعادة استخدامها. والقنبلة الواحدة التي تزن 750 رطلاً، حين لا تنفجر، يمكن أن تتحول إلى مئات الصواريخ.

ولم ترد حماس على هذا الشأن، لكن المسؤولون الإسرائيليون قالوا من قبل هجمات أكتوبر أن حماس قادرة على إنقاذ بعض الأسلحة الإسرائيلية الصنع، لكن النطاق أذهل خبراء الأسلحة والدبلوماسيين على حد سواء من النتيجة.

رفع أحد الصواريخ المتفجرة في غزة

إعادة توظيفها

وعلى بعد أميال قليلة، قام أعضاء فريق الطب الشرعي الإسرائيلي بجمع واحد من الصواريخ الخمسة آلاف التي أطلقتها حماس في ذلك اليوم. وبفحص الصاروخ، اكتشفوا أن متفجراته العسكرية جاءت على الأرجح من صاروخ إسرائيلي غير منفجر أطلق على غزة خلال حرب سابقة، وفقا لضابط مخابرات إسرائيلي.

ورغم إستعانة حماس بأسلحة إيرانية الصنع ومنها جاء من كوريا الشمالية إلا أن الأسلحة الأخرى، مثل المتفجرات المضادة للدبابات، والرؤوس الحربية لقاذفات آر بي جي، والقنابل الحرارية والعبوات الناسفة، تم إعادة توظيفها كأسلحة إسرائيلية، وفقًا لمقاطع فيديو نشرتها حماس والمخلفات التي كشفت عنها إسرائيل.

وقال إيال هولاتا، الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في تصريح سابق من العام الماضي: "لديهم صناعة عسكرية في غزة بعضها فوق الأرض، وبعضها تحت الأرض، وهم قادرون على تصنيع الكثير مما يحتاجون إليه".

تقييد الاستيراد 

وتقيد إسرائيل الاستيراد الجماعي لمواد البناء التي يمكن استخدامها لصنع الصواريخ والأسلحة الأخرى. ولكن كل جولة جديدة من القتال بين الطرفين تترك وراءها أحياء من الأنقاض يستطيع المسلحون انتشال الأنابيب والخرسانة وغيرها من المواد القيمة منها.

search