"أحمد عدوية مات!".. قصة قصيرة عن ملك الأغنية الشعبية
أحمد عدوية
"أحمد عدوية مات!".. يكفي أن تقول هذه الكلمات، إذا أردت أن تخبر أحدا بوفاة الفنان الشعبي الراحل أحمد عدوية، وكأن مصر لا يوجد بها رجلا يحمل هذا الاسم سوى المطرب الراحل. حياة “عدوية” عبارة عن محطات تصلح أن تتجسد في مسلسل درامي من ألف حلقة، وربما لا تسعها، لذلك نسعى جاهدين لسردها في السطور التالية في قصة قصيرة عن حياة أحد أبرز نجوم الفن الشعبي المصري بل والعربي أيضًا.
نضج مبكر
كان أحمد مرسي العدوي، المشهور لاحقًا بـ"عدوية"، طفلًا بين 14 أخًا وأختًا، ولم يعلم أنه سيتربع على عرش الأغنية الشعبية يومًا ما، فكان من أسرة بسيطة، ومنذ نعومة أظافره، بدأ رحلة كفاح من أجل لقمة العيش، تارة مع والده تاجر المواشي، وأخرى عاملًا داخل ورشة نجارة يديرها زوج أخته، وفي ظل هذا الزخم لم ينس موهبة الغناء وصوته المميز.
داخل ورشته، كان يردد -عدوية الطفل- أغاني محمد رشدي، وأكثرها أغنية "تحت الشجر يا وهيبة"، تلك الأغنية التي ظلت في جعبته داخل السوق القديم بالمعادي، وفقًا لـ الحاج محمود سعيد، أحد سكان المنطقة لـ "تليجراف مصر".
السوق القديم بالمعادي
بمجرد أن تطأ قدميك السوق القديم، تستمع إلى أصوات كبار سن في المنطقة، يروون قصة، بطلها عدوية، حيث شهد شارع السوق القديم بدايته الحقيقية، قبل يخطو خطواته الأولى في شارع محمد علي، فكان يذهب بين الحين والآخر ليردد فقط "تحت الشجر يا وهيبة"، حتى أن الأهالي أطلقوا عليه "أحمد وهيبة".
مطرب أفراح
يقول الحاج سعيد - البالغ من العمر 72 عام- أحد سكان السوق القديم، إن أحمد عدوية بدأ شهرته في فرق الأفراح أولًا، كما كان يغني في شوارع السوق ليطرب المارة والمتواجدين بالورش، ليظل صوتًا راسخًا في أذهان كل من سمعوه في بداياته.
مطرب بدون أجر
رويدًا، بدأ أحمد عدوية، يحقق مزيدا من الانتشار مع إشراقة كل صباح في “الأكشاك” والمقاهي والميكروباصات، وتُباع له الشرائط على الأرصفة، لكنه لم ينس عشرة السنين والجيران بالسوق القديم، حتى أنه في أوج شهرته كان يأتي إلى أفراح الأسطح ويغني تحية "للعرسان" دون مقابل.
بدايته الحقيقية
الانطلاقة الحقيقية لتحول اسم الشاب أحمد العدوي، إلى عدوية، كانت في عيد ميلاد الفنانة شريفة فاضل، فلم يكن مطربًا مثل كهؤلاء الذين يؤدون فنهم الشعبي على المسارح الكبرى أو في الأفلام السينمائية المتداولة في هذا الوقت، بل كان فريدًا من نوعه، فلفت هذا عين الشاعر الغنائي مأمون الشناوي، الذي شاهده في عيد ميلاد “شريفة”، وذهب به إلى عاطف منتصر في شركة صوت الحب.
سلامتها أم حسن
“جنيهًا واحدًا”، كان هو الأجر الأول لـ أحمد عدوية من شركة صوت الحب، نظير أغنيته "سلامتها أم حسن"، تلك التي أصبحت ضمن تراث الموسيقى الشعبية، وكانت معبرة بشكل عميق عن الحياة البسيطة، ما جعله سببًا للتربع فوق عرش الأغنية الشعبية المصرية.
عندما اختفى عدوية
في أوج قمته، تعرض أحمد عدوية لحادث في أواخر الثمانينيات، وبعدها انطلقت شائعات عدة أبرزها أن الحادث أثر على رجولته، فضلا عن أسباب الحادث التي التصقت به بقية سنوات حياته، ليبتعد عن الأضواء لمدة 10 سنوات.
زوجة عدوية
لم تصمت ونيسة، زوجة عدوية، عن الشائعات التي انتشرت كالنار في الهشيم، وخرجت لتدافع عن زوجها، كلما سنحت لها الفرصة، نافية كل ما يتردد عنه، خاصة شائعة تعرضه لاعتداء وحشي حرمه من “رجولته”، وقالت: “زوجي راجل 100% وحملت منه بعد الحادث.. والشائعة أطلقتها صحيفة مستندة إلى ظهور عدوية في المستشفى بالقسطرة الطبية، مدعية أنه تعرض للاعتداء المزعوم".
حادثة عدوية الشهيرة
ليلة الحادث، بحسب رواية ونيسة، كان عدوية جلب من باريس بذلة من ماركة عالمية، وارتداها متأهبًا للخروج، بينما كان الببغاء الأليف في منزله يصرخ عليه قبل أن يخرج، كأنه كان يعلم ما سيحدث له مستقبلًا.
في الثانية عشر منتصف الليل، اتصل السائق بـ"نوسه" وصوته يعتريه كل مشاعر الهلع والخوف، يصيح: "الحقيني الأستاذ بيموت مني"، هناك من أعطاه هيروين وأشياء أخرى في كأس، قيل حينها إن ذلك كان بغرض السرقة، وقال آخرون إنه بسبب امرأة.
امرأة وراء اختفاء عدوية
تسترسل زوجة عدوية، في روايتها عن الحادث الأليم، أنه من الشائعات التي ترددت آنذاك، أن أميرًا ينتمي لإحدى العائلات المالكة في المنطقة العربية، خدّر المطرب الشهير، عقابًا له على ذهابه مع سيدة طلبت منه أن يقدم فقرة غنائية في حفل للأمير، واصطحبته داخل الفندق، وبعد ساعات وجدوه في حالة حرجة بغرفة الأمير مستلقيًا على السرير بملابسه، وقيل أيضًا إنه تم وضع كمية زائدة من المخدرات في كأس ودخل في غيبوبة على الفور.
وعانى عدوية وقتها من هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية، كما أصيب بخلل في وظائف الكلى والكبد واضطراب في الأعصاب دون أي جرح ظاهري، وبينت التحاليل وجود أثار كميات كبيرة من الهيروين والمورفين والكواديين.
عودة عدوية
سافر عدوية إلى فرنسا وبدأ رحلة علاج طويلة مع فريق طبي كبير، وغاب عن الساحة أكثر من 10 سنوات، ظهر خلالها مطربين آخرين للأغنية الشعبية، ثم عاد مرة أخرى بأغنية حققت ملايين المشاهدات مع الفنان رامي عياش عام 2010 بعنوان "بحب الناس الرايقة"، ثم في ديو بمطلع 2011 مع ابنه محمد عدوية.
ونيسة قلبه
ونيسة زوجة “عدوية” كانت خير ونيس له، ودائمًا ما كانت تتحدث عنه في البرامج واللقاءات كأنها المتحدث الرسمي له، وساندته حتى في أحلك أوقاته، حتى وصل الأمر لإخفاء عائلته خبر وفاتها عنه خوفًا من تعرضه لصدمة نفسية قد تعرض حياته للخطر.
ورحلت ونيسة في مايو 2024، وكأنه لم يرغب في أن يمر نفس العام إلا ويلحق بها؛ فعاش أيام من العزلة والحزن بعد فراق زوجته، التي كانت دائمًا ما تظهر لتحافظ على هيبته وبريقه أمام الجمهور ولم تتأثر بأي شائعة.
رحيل أحمد عدوية
يمثل رحيل أحمد عدوية، غربة ووحشة لدى الجمهور من جيله بشكل خاص، وكل الأجيال بشكل عام، تاركًا وراءه إرثًا من الأغاني الشعبية التي ستظل عالقة في الأذهان وعابرة للأجيال القادمة.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
لويجي مانجلوني.. سر تحول قاتل إلى بطل شعبي وسط الأمريكيين
04 يناير 2025 08:38 م
بإنتاج 5 أضعاف.. تفاصيل نهضة صناعة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى
04 يناير 2025 06:34 م
أول رئيس أمريكي مدان.. ما مصير ترامب بعد الحكم عليه في "أموال الصمت"؟
04 يناير 2025 06:14 م
تامر إبراهيم يكتب: أحمد الشرع نموذجًا.. يضاجعون السبايا ولا يصافحون النساء
04 يناير 2025 05:35 م
شيخ الأزهر طلب لقاءها.. حكاية أم ملهمة تحمل ابنها على كتفها للجامعة
04 يناير 2025 05:02 م
هل يُسمح ببيع الهاتف الشخصي المستثنى من الرسوم الجمركية؟
04 يناير 2025 02:48 م
تحصين 772 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع بالشرقية
04 يناير 2025 02:14 م
أماكن استخراج كعب العمل بالغربية 2025 والأوراق المطلوبة
04 يناير 2025 04:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً