لويجي مانجلوني.. سر تحول قاتل إلى بطل شعبي وسط الأمريكيين

أثار قاتل الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد هيلث كير الأمريكية براين تومسون المدعو لويجي مانجلوني الكثير من الجدل، خاصة بعد معرفة تفوقه العلمي وانحداره من عائلة ثرية، حيث تحول لبطل شعبي على وسائل التواصل الاجتماعي.

عائلة ثرية ووريث لـ"منتجع سياحي"

ينحدر مانجيوني من عائلة بارزة في ماريلاند تمتلك أندية ريفية ومرافق رعاية صحية مثل نادي هايفيلدز الريفي في كوكيزفيل ومنتجع تيرف فالي في إيليكوت سيتي في بالتيمور، ويعد "الوريث" لثروة المنتجع السياحي، حسبما ذكرت قناة إن بي سي 15 الأمريكية. 

ويعد المتهم  ابن عم النائب بالكونجرس عن ولاية ماريلاند نينو مانجيوني، حيث كان أجداد مانجيوني من جهة الأب، نيكولاس وماري مانجيوني، من مطوري العقارات الذين اشتروا نادي Turf Valley Country Club في عام 1978 ونادي Hayfields Country Club في هانت فالي في عام 1986، وأسسوا أنظمة Lorien Health Systems في عام 1977، وقاموا بتشغيل WCBM، وهي محطة إذاعية في بالتيمور، 

وقالت عائلة مانجيوني في بيان لها في التاسع من ديسمبر: “للأسف، لا يمكننا التعليق على التقارير الإخبارية المتعلقة بلويجي مانجيوني، نحن نعلم فقط ما قرأناه في وسائل الإعلام، لقد صدمت عائلتنا وأصابها الانهيار بسبب اعتقال لويجي”، بحسب قناة إس بي سي نيوز الأمريكية.

طالب متفوق

وتخرج مانجيوني في عام 2016 من مدرسة جيلمان، وهي مدرسة خاصة للبنين في بالتيمور، وكان المتفوق في المدرسة وقائد فريق الروبوتات بها، كما حصل على جائزة منحة دراسية في عام 2014، وتطوع في أنظمة لورين الصحية في عام 2014.

وقال زميل سابق في الدراسة، إنه التقى مانجيوني في المدرسة الإعدادية وظل قريبًا منه حتى المدرسة الثانوية، وأنه "رجل طيب" و"لم يكن لديه أي أعداء". 

وأضاف زميل الدراسة أنه بما أن مانجيوني "ذكي للغاية"، فليس من المستغرب أن يتمكن من التخطيط لإطلاق النار بمثل هذه الدقة.

بينما قال متحدث باسم الجامعة إن مانجيوني التحق بجامعة بنسلفانيا، وتخرج في مايو 2020 بدرجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر، ثم التحق بعد ذلك ببرنامج الماجستير.

يبدو أن مانجيوني يعاني من آلام شديدة في الظهر

وسكن المتهم في هونولولو بهاواي وتركها عام 2022، بسبب إصابة في الظهر طوال حياته تفاقمت بسبب ركوب الأمواج، بحسب سارة نحميا، التي عرفت مانجيوني أثناء وجوده في الجزيرة.

وقال آر جيه مارتن، وهو صديق مقرب، إن مانجيوني كان غالبًا اجتماعيًا باستثناء "عندما كان يعاني من ألم شديد". 

وأضاف مارتن أن الألم "منعه من القيام بالعديد من الأنشطة التي كان يريد القيام بها"، لكنه أضاف أن مانجيوني كان نشطًا عندما لم يكن يعاني من الألم. 

وتُظهر الصورة الخلفية على حساب مانجيوني على موقع X صورة بالأشعة السينية للعمود الفقري مع وجود أجهزة بداخله، مما يعكس عملية جراحية سابقة. 

وقال مانجيوني على موقع ريديت إنه خضع لجراحة في العمود الفقري في يوليو 2023، وفي أكتوبر، أشار إلى أن العملية سارت على ما يرام، قائلاً إنه “لم يتناول أي مسكنات للألم” منذ الجراحة، مشيرًا إلى أنها جاءت بعد عام ونصف من العلاج الفاشل. 

 دفتر ملاحظات

كما تم العثور على وثيقة مكتوبة بخط اليد مكونة من ثلاث صفحات “تتحدث عن دوافعه وطريقة تفكيره” عندما ألقت الشرطة القبض عليه، وأشارت مصادر شرطة نيويورك إلى الملاحظات باعتبارها ادعاءً بالمسؤولية حيث حاول مانجيوني تبرير  أفعاله. 

وكتب مانجيوني أن الولايات المتحدة لديها "أغلى نظام رعاية صحية في العالم"، لكنه أعرب عن أسفه لأن البلاد "تحتل المرتبة 42 في متوسط ​​العمر المتوقع"، وفقًا لمصادر شرطة نيويورك.

كما أشار مانجيوني إلى الشركات باعتبارها "عصابات مافيا أصبحت قوية للغاية"، وقال إن مثل هذه الشركات تستغل الولايات المتحدة "لتحقيق أرباح هائلة". 

مثل مانجيوني الأعلى

وتعتقد شرطة نيويورك أن مانجيوني استوحى جريمته من "أونابومبر" تيد كاتشينسكي، صاحب حملة تفجيرات قتلت ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، عام 1996، حيث اعترف بأن كاتشينسكي كان “عنيفًا”، لكنه  ثوري سياسي.

3 عبارات على المسدس

وألقي القبض على مانجيوني في 9 ديسمبر بفرع ماكدونالدز في بنسلفانيا، وتمكن من الإفلات من القبض عليه لعدة أيام بعد إطلاق النار على تومسون ومقتله في وسط مانهاتن أثناء سيره نحو مؤتمر المستثمرين السنوي لشركته.

وعثرت الشرطة على مسدس أسود مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد" مع كاتم صوت أسود"، متوافق مع السلاح المستخدم في القتل، كتب عليه عبارات مثل "إنكار" و"الدفاع" و"الاستغناء"،  وهي كلمات مشابهة لتلك المستخدمة لانتقاد ممارسات صناعة التأمين . 

بطل شعبي

وبحسب صحيفقة “الجارديان”، فقد تحول مانجيوني إلى بطل شعبي على شبكة الإنترنت بعد أن كشف مقتل تومسون عن الغضب العميق والاستياء تجاه نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة وشركات التأمين مثل يونايتد هيلث كير، حيث تلقى تعاطفًا، وتم الاحتفاء به لدوره في الجريمة. 

وكان الجمهور مفتونًا بمطاردة استمرت أسبوعًا للقاتل المزعوم لثومبسون والتي انتهت في وقت سابق من هذا الشهر عندما أبلغ أحد الزبائن وعامل في ماكدونالدز في بنسلفانيا الشرطة عن مانجيوني.

وفي الوقت نفسه، جمعت حملة لجمع التبرعات للدفاع القانوني عن مانجيوني ما يقرب من 150 ألف دولار . 

وأثارت هذه الجريمة ما وصفه بعض المراقبين بالغضب المكبوت والإحباط لدى الأميركيين تجاه قطاع التأمين الصحي في البلاد .

وشعرت شرطة نيويورك  بالقلق إزاء خطر اعتبار المتطرفين مانجيوني مثالاً يحتذى به، وأعرب حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو عن هذا القلق.

وامتلأت أربعة صفوف من قاعة المحكمة بجمهور من العامة لمشاهدة سير الجلسة، واحتشد المتظاهرون خارج قاعة المحكمة لدعم ماجينوني، ولوح الحشد بملصقات كتب عليها "الناس قبل الربح" وهتفوا "الرعاية الصحية حق من حقوق الإنسان".