السبت، 06 يوليو 2024

07:36 م

الدحدوح والعزايزة وأبوستة.. أبطال غزة بين الرحيل والمغادرة المؤقتة

معتز العزايزة

معتز العزايزة

ميار مختار

A A
سفاح التجمع

في الحرب الإسرائيلية على غزة التي تُلامس الشهر الرابع دون توقف، تعلقت أذهان الملايين حول العالم بمشاهد القتل والتخريب والدمار في القطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر الماضي، وحفظوا عن ظهر قلب أبطال غزة بين مصورين وصحفيين ومقاتلين في صفوف المقاومة.

“ولعت.. ولعت”

بفرحة عارمة، ظهر عدنان أبو ستة، في مقطع فيديو نشرته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، ظهر حافي القدمية يحمل سلاحًا يقفز فرحًا ويصرخ "ولعت.. ولعت"، في إشارة إلى تمكنه من تدمير آلية عسكرية لجيش الاحتلال.

أبو ستة لم يتمكن من القفز مجددًا، حيث استشهد في قصف للاحتلال استهدف مجموعة من الأهالي قرب مسجد في خان يونس جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أعلنه الكاتب الفلسطيني جهاد الترباني.

وقال الترباني عبر منصة "إكس": “بقلوب مؤمنة ورؤوس شامخة أزف إليكم خبر استشهاد ابن خالي المقاوم البطل عاهد عدنان أبو ستة صاحب مقولة (ولعت.. ولعت) أثناء مقاومته لجيش الغزاة الصهاينة”.

“حلل يا دويري”

"حلل يا دويري"، عبارة نطق بها المقاتل الفلسطيني مهند رزق محمد جبريل، خلال مواجهة مباشرة مع جنود جيش الاحتلال بمنطقة جحر الديك شرقي قطاع غزة.

وبعد أن أطلق القسامي قذيفته المضادة للتحصينات على قوة خاصة مكونة من 10 جنود احتفى بكلمات “الله أكبر في قلبهم يا ولاد.. حلل يا دويري”، في إشارة إلى الخبير الاستراتيجي اللواء فايز الدويري محلل قناة الجزيرة.

مهند رزق محمد جبريل

ورد آنذاك مذيع قناة "الجزيرة" زين العابدين توفيق بعد عرض فيديو نشرته كتائب القسام للعملية، “ “سيحلل بالتأكيد في النافذة القادمة بإذن الله”، ليتبسم الدويري قائلًا “حاضر سأحلل”.

المحلل الأردني الدويري

مغادرتي ليست انسحابًا

وبعيدًا عن المغادرة الجبرية، هناك أبطالًا غادروا الأرض، وأكدوا أنه سيكون رحيلًا لفترة مؤقتة، منهم المصور الفلسطيني معتز العزايزة.

وقال معتز في وقت سابق، “مغادرتي لقطاع غزة ليست انسحابًا، وسأخوض حربًا أخرى لإيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم، تركت أهلي وناسي ومنزلي المليء بالنازحين، تركت السجن الكبير مجروح ومكسور، الناس تائهون ولا يعلمون أين يذهبون، كما أنهم يهربون من الموت للموت”.

معتز العزايزة

جاء قرار العزايزة بالرحيل في أعقاب استشهاد أفراد من عائلة الصحفي بقناة الجزيرة وائل الدحدوح، خصوصًا أن علاقة قوية كانت تجمعه بتلك الأسرة.

العزايزة

ووُلد العزايزة في مدينة غزة وهو من مواليد التسعينيات، من عائلة  فلسطينية، ودرس الصحافة، ويعمل على تغطية الأخبار هناك، ويستخدم اللغة الإنجليزية لشرح الأحداث بالصوت والصورة، واستشهد 25 شخصا من عائلته خلال الحرب.

وتوجه عزايزة إلى الدوحة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية، وكتب عبر موقع “إنستجرام”، “ها هي آخر مرة سترونني فيها وأنا ألبس هذه السترة الثقيلة كريهة الرائحة”.

وودّع العزايزة زملائه بعد 107 أيام من الحرب، وخلع سترته الواقية من الرصاص على الهواء مباشرة، ليعلن بعدها الرحيل.

وائل الدحدوح

ووصل مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح إلى العاصمة القطرية الدوحة على متن طائرة إجلاء قطرية استقلها من العريش بعد خروجه من معبر رفح الحدودي.

وسيتلقى الدحدوح العلاج في الدوحة إثر إصابته التي يعاني منها عقب القصف الإسرائيلي الذي استهدفه وزميله سامر أبو دقة الشهر الماضي خلال تغطيتهما للحرب على قطاع غزة.

وأصيب الدحدوح يوم 15 ديسمبر الماضي، واستشهد المصور بقناة الجزيرة سامر أبو دقة، خلال تغطيتهما القصف الإسرائيلي على مدرسة فرحانة في خان يونس جنوبي القطاع.

وائل الدحدوح

يذكر أن عددا من أفراد عائلة مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح -بمن فيهم زوجته وابنه وابنته- استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحوا إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع يوم 25 أكتوبر الماضي، رغم إعلان قوات الاحتلال قبل الهجوم أن المنطقة آمنة.

وفي السابع من يناير الجاري، فُجع الدحدوح باستشهاد نجله الأكبر الصحفي حمزة، مع زميله مصطفى ثريا، عندما استهدف الاحتلال سيارتهما جنوب قطاع غزة.

وخلال أكثر من 100 يوم من الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، ظل الدحدوح حاضرا على شاشة الجزيرة على مدار الساعة مغطيا تطورات الحرب، خصوصا في جانبها الإنساني ومعاناة سكان القطاع.

search