متى يسقط مؤخر الصداق عن الزوج؟

يُعد مؤخر الصداق، من الحقوق المالية الأساسية للزوجة، وهو دين ثابت في ذمة الزوج، لا يسقط حتى بوفاته، بل تستحقه من تركته قبل توزيع الميراث. 

مؤخر الصداق

وعلى الرغم من أن هذا المفهوم مستقر في العرف والمجتمع، إلا أن هناك بعض الحالات التي يسقط فيها مؤخر الصداق عن الزوج، مما يثير تساؤلات كثيرة حول حقوق الزوجة ومتى يحق لها المطالبة به أو التنازل عنه.  

وفي هذا السياق، أوضحت المحامية نهى الجندي، الإطار القانوني لمؤخر الصداق، متى يصبح حقًا ثابتًا للزوجة لا يمكن إسقاطه، ومتى يمكن أن يسقط، كما سلطت الضوء على العادات الاجتماعية التي تتعلق بهذا الحق، خاصة في حالات وفاة الزوج.  

مؤخر الصداق.. متى يسقط عن الزوج؟

وأكدت الجندي أن المرأة يحق لها طلب مؤخر الصداق حتى وإن كانت لا تزال في عصمة الزوج، فهو دين واجب السداد في أي وقت تطلبه الزوجة، إلا أن هناك بعض الحالات التي يسقط فيها مؤخر الصداق عن الزوج، وهي كالتالي:  

الإبراء والتنازل الكامل: إذا قامت الزوجة بإبراء ذمة الزوج، من كافة حقوقها المالية، بما في ذلك مؤخر الصداق، فإنها تتنازل عن هذا الحق بشكل نهائي ولا يمكنها المطالبة به بعد ذلك.  

الخلع: في حالة طلب الزوجة الخلع، فإنها تتنازل عن كامل حقوقها المالية والشرعية، بما فيها مؤخر الصداق، حتى يتم الحكم لها بالخلع وإنهاء الزواج. 

التنازل بموافقة الزوجة: إذا قامت الزوجة بإعفاء زوجها من دفع مؤخر الصداق بمحض إرادتها وبدون أي ضغوط، فإن المؤخر يسقط عن الزوج قانونيًا.  

متى تستحق الزوجة مؤخر الصداق؟

  
وقالت نهى الجندي، مؤخر الصداق دينًا ثابتًا للزوجة، ولا يسقط إلا في الحالات الثلاث المذكورة، لكنها تستحقه بشكل كامل في حالتين أساسيتين: 

إذا طلّقها الزوج يحق لها المطالبة بمؤخر الصداق فور وقوع الطلاق، سواء كان طلاقًا رجعيًا أو بائنًا.  

وإذا توفي الزوج يصبح المؤخر دينًا على التركة، ويجب سداده قبل توزيع الميراث على الورثة، تمامًا مثل أي ديون أخرى مستحقة على المتوفى ويحق لها التنازل عنه وابرائه منه أو التمسك بحقها فيه خلال تغسيله وتشييعه لمثواه الأخير.

مؤخر الصداق بعد وفاة الزوج

وقالت الجندي، إن العادات الاجتماعية أحيانًا تتدخل في هذا الحق، فهناك مواقف تحدث أثناء غُسل المتوفى، حيث يسأل أهل الزوج الزوجة: “هل أبرأتيه من حقوقك؟”، وهنا يكون القرار بيد الزوجة وحدها:  

بعض الزوجات تقول: “نعم، أبرأته”، بدافع الرحمة والمغفرة، معتقدة أن ذلك قد يخفف عنه في الآخرة.  

بينما ترفض أخريات التنازل عن حقهن المالي، خاصة إذا كانت بحاجة إلى المال أو تشعر بأنها لم تحصل على حقوقها خلال الزواج.  

وأكدت المحامية في هذا الصدد أن حق الزوجة في مؤخر الصداق لا يسقط بوفاة الزوج إلا إذا تنازلت عنه برضاها، وإلا فإنه يُؤخذ من التركة بعد سداد الديون الأخرى للمتوفى.