الجمعة، 14 فبراير 2025

12:11 ص

المستشار محمد نجيب يكتب: رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي

سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.. 
من مواطن مصري يعتزّ بوطنه ويدرك قيمته ومكانته، ماضياً وحالياً ومستقبلاً، أقول لك "نحن معك، نحن نقدّر موقفك ونثني على عزيمتك وشجاعتك، في هذه الأيام الصعبة من تاريخ بلادنا"

سيادة الرئيس، لقد تربينا في هذا الوطن على الإيمان بأهمية الأرض والقتال من أجل ترابها وحمايتها وعدم التفريط فيها، وما تتعرض له مصر الآن لا يزيد أبناءها إلا صلابة، والتفافاً حول قيادتهم.

ندرك جيداً أن الظرف صعب، والضغوط هائلة، لكن لدينا إيمان مطلق بأنك أقوى من أي ظروف وضغوط، كما أن لدينا ثقة كاملة في مؤسستنا العسكرية وأجهزة بلادنا..
وخلفكم جميعاً نقف نحن، ملح مصر وكنزها.. مائة مليون مصري على أهبة الاستعداد للبذل والعطاء والتضحية، فامضِ كما أنت شامخاً أبياً شجاعاً مدافعاً عن أرضنا وحدودنا….
 

"غاضبون"

نحن لسنا فقط رافضين، بل غاضبون بشدة، وهذا ما يجب أن يفهمه ترامب ونتنياهو وكل من يساند هذا المخطط الاستعماري البغيض، غاضبون من اللغة الاستعلائية الإمبريالية التي تظهرنا وكأننا مفعول بنا، وأراضينا مستباحة لمن هبّ ودبّ يقسّمها كيفما يشاء، ومتى يشاء!
غاضبون، لأننا لا يمكن أن نكون جزءًا من مؤامرة مكتملة الأركان لإبادة شعب، وتهجيره قسراً من أرضه، كما فعل أجداد ترامب مع الهنود الحمر!
غاضبون، لأننا مصر التي كانت قبل أن يكون هذا العالم، ولا يمكن أن نعامل بهذه الطريقة المنحطة، مهما ضاقت بنا السبل أو صعبت ظروف المعيشة، فكرامتنا جزء من تاريخنا وتراثنا وهويتنا..
غاضبون، لأن الفلسطينيين منا ونحن منهم، وما تعرضوا له من قتل وتدمير وتشريد على مدار 15 شهراً يدمي نفوسنا، ويوجع قلوبنا، ولا يمكن أن نسامح أنفسنا إذا ظن البعض بأننا قد نتورّط في مؤامرة مثل هذه!
غاضبون، لأن هذا الـ"ترامب" يصرّ على الحديث وكأننا غير موجودين، فيعلن صباحاً مساءً بأن موقف مصر محسوم، وسوف نقبل استقبال الفلسطينيين، رغم وضوح موقفنا من هذه الجريمة!
غاضبون، لأنه يلوّح بورقة المساعدات وكأننا سنموت دون معونتهم البائسة التي حصلوا على مكاسب من ورائها أضعاف ما دفعوه لنا، فيا لها من فرصة لإنهاء هذا الابتزاز!

"غربان الإخوان"

في هذه الظروف الحرجة يصر غربان الإخوان والموالون لهم على التشكيك في موقف مصر وقيادتها ونشر الإحباط بين أهلهم من خلال أبواق إعلامية تدار من الخارج.. 
لا أريد أن أكون تآمرياً، لكن متى تحل ساعة الاصطفاف إذا لم تكن هذه، وأتمنى لو يخبرهم أحد أن هناك فرقا كبيرا بين الاختلاف في الرأي والمعارضة، وبين الخيانة التي تتمثل في التأليب ضد بلادهم والطعن فيها.
لن أدخل في تفاصيل كثيرة، لكن لديّ قناعة تامة بأن الشعب المصري واعٍ لما يحدث، ولديه قدرة على الفرز بين الغث والسمين، ويدرك جيداً أهمية الالتفاف حول قيادته في هذه اللحظات الحاسمة.
مصر أكبر كثيراً من أن يهددها أو يبتزها ترامب أو نتنياهو أو غيرهما، وإذا كان الرئيس الأمريكي يعتقد أن بإمكانه أن يحول المنطقة إلى جحيم إذا لم نمتثل لإرادته، فليعلم أنه وحلفاءه سيكونون أول من يحترق بجحيمه، وما مرّ على مصر من خطوب وأزمات وصراعات عبر تاريخها يجعل من عمر أمريكا منذ نشأتها مجرد يوم في تاريخ مصر.. فأهلاً بالمعارك!
 

search