الجمعة، 14 مارس 2025

09:47 م

د.طارق سعد
A A

موسم الـ15 رمضان.. حَلُّه يا حالو!

حل مناسب تم وضعه أخيرًا لرسم خريطة موسم رمضان وهو في الحقيقة حل يرضي جميع الأطراف باقتسام الموسم الرمضاني بين المسلسلات ليتحول الموسم السنوي للأعمال المشاركة إلى 15 يومًا من الشهر يتبعها 15 أخرى لأعمال جديدة باستثناء عدد قليل من دراما الـ 30 حلقة التي لا تقبل القسمة على 2.

مسلسلات الـ 15 حلقة والتي طالما نادينا بها من سنوات طويلة وأثبتت تجربتها بشكل كبير في رمضان 2024 جاءت هذا العام لتفرض سيطرتها رسمياً وترسم ملامح جديدة تمامًا للخريطة الرمضانية والتي تكتظ بهذه النوعية التي لاقت قبولًا كبيرًا لدى الجمهور لما تقدمه له من موضوعات متنوعة في قوالب جديدة دون مط أو تطويل للوصول لآخر الشهر بأية طريقة فمنحت المشاهد فرصاً أفضل لمتابعة ضعف الأعمال التي كان يتابعها على مدار الشهر بعدما تم توسعته وإنشاء مجرى درامي جديد.

ليس فقط المشاهد من خرج رابحًا من هذا التوجه الجديد ولكن الرابح الأكبر هم عناصر الصناعة الفنية فتضاعف الأعمال في رمضان فتح الأبواب لأعداد كبيرة من الفنانين بمختلف فئاتهم للعمل فهي فرصة مهمة كانت تقتصر حتى سنوات قليلة على عدد محدود من الفنانين هم نجوم رمضان وكانت تغلق الأبواب في وجه عدد كبير جدًا يعني له الخروج من الموسم الرمضاني الجلوس في البيت لمشاهدة الزملاء على الشاشة ومنهم من يراه في أكثر من عمل وهو قرار آخر تم تنفيذه بحظر تواجد الفنان في عدد من الأعمال دفعة واحدة لإتاحة الفرصة لآخرين للتواجد بجانب باقي عناصر الصناعة من كتاب ومخرجين ومهندسين وفنيين وعمال وكل من يشاركون في خروج العمل للنور الذين استفادوا كثيرًا من توجه انقسام الموسم الرمضاني وإنتاج الـ 15 حلقة.

القرار الذي تم اعتماده أخيرًا ساهم في جرأة تنفيذه توافر المنصات الرقمية وتعددها وهو ما فتح أبواباً أكثر للتسويق وأتاح الفرصة للمنتجين للمغامرة والمشاركة طالما هناك سوق مفتوح به منافذ متعددة تضمن المشاهدة ليس فقط في رمضان ولكن تحقيق نسب أكبر على مدار العام كله لتحدث انفراجة كبيرة في السوق الدرامية الرمضانية تصب في صالح المشاهد الذي لم يعد يتحمل فرض أعمال ونجوم بعينها عليه طوال 30 يومًا مجبرًا على متابعته.

ولكن رقمنة الأعمال الفنية ساعدته في التنوع والاستمتاع بدلًا من اللهث وراء أحداث كل الأعمال على مدار الشهر والكثير منها يمتلئ بالحشو لإتمام التعاقد المبرم بل كانت تتعدى الحلقات في سنوات سابقة موسم رمضان ويتم استكمالها في العيد وفي سنوات أقدم كانت تصل أحيانًا إلى 35 حلقة وأكثر لينتهي الموسم بـ "فرفرة" و"فرهدة" للمشاهد الذي يظل في حالة تشبع لفترة طويلة تعاد فيها نفس الأعمال مرة ثانية على مدار شهور أخرى جديدة!

موسم الـ15 رمضان منح أيضًا فرصة لبطولات شبابية جديدة وظهور وجوه موهوبة قطعاً لم تكن لتجد هذه الفرصة في سباق قطع الأنفاس الطويل وهو ربح جديد من نوع آخر يصب في صناعة الفن وضخ دماء جديدة وزيادة كثافة المشاهدة أيضاً باجتذاب شرائح كبيرة من المجتمع لمشاهدة هذه الأعمال التي تخصصت في صناعة النجوم ووضعهم في الصفوف الأولى مما يخلق حالة من الثراء فيما بعد بتقديم موضوعات جديدة بأشكال جديدة بالقوالب الجديدة من هذه النجوم الصاعدة.

لعُمر طويل تحول الموسم الرمضاني إلى لغز كبير يحتاج إلى حل ولكن...

موسم الـ 15 رمضان حله ـ يا حالو.

search