"الأونروا" بلا تمويل.. موتٌ آخر بأيدي "العالم الحر"
مساعدات الأونروا تعبر معبر رفح
عبد اللطيف صبح
في خطوة أثارت استهجان المعنيين بحقوق الإنسان حول العالم، أقدمت 10 دول على اتخاذ قرار بقطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مما يهدد ما تبقى من جهودها الإنسانية، التي تتراجع يوما بعد يوم، لإبقاء الغزاويّين على قيد الحياة، بينما يواجهون لحظيّا آلة القتل الإسرائيلية المدججة بالسلاح، والأكثر فداحة دعم غير مسبوق من دول عدة، وفي صدارتها أمريكا.
تأتي هذه الخطوة في ظل صراعات سياسية متصاعدة، مما يزيد من حدة التحديات التي تواجهها الأونروا في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
واتخذت دول (أمريكا، بريطانيا، كندا، أستراليا، ألمانيا، فنلندا، إيطاليا، هولندا، أيرلندا، والنرويج) قرارها بقطع التمويل عن "الأونروا"، ما سيؤثر على حياة ملايين الفلسطينيين، لا سيما أولئك الذين يقيمون في قطاع غزة المحاصر.
عواقب خفض التمويل
أكد محللون أن خفض التمويل لـ"الأونروا"، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي من الأساس في غزة، خاصةً مع إصابة 64,400 شخص في الحرب الحالية ونزوح السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
وحذر المراقبون، من أزمة إنسانية كارثية محتملة، خصوصا أن الحرب الحالية أدت إلى تهدم البنية التحتية للصرف الصحي، بما في ذلك محدودية الوصول إلى المراحيض، إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا، علاوة على تدمير مجمعات الأونروا وفقدان موظفيها خلال النزاع الأخير يؤدي إلى زيادة الضغط على قدرة الوكالة على تقديم الخدمات الأساسية.
نظرة مستقبلية
وفقًا لخبراء فإن تخفيض التمويل لـ"الأونروا" يشكل تحديات كبيرة لقدرة الوكالة على مواصلة مساعداتها الإنسانية في غزة، ويمكن أن يؤدي إنهاء التمويل إلى انخفاض الخدمات وزيادة المعاناة الواسعة النطاق بين السكان الفلسطينيين داخل قطاع غزة.
انعدام الأمن الغذائي على رأس التحديات
أكد محللون أنه قد يتم تقليص حجم المساعدات الإنسانية القادمة إلى قطاع غزة بشكل كبير، ما يترك الأسر عرضة للجوع وسوء التغذية.
إلى جانب الأزمة الطبية، حيث أوضح الخبراء أنه يمكن أن يؤدي نقص الموارد إلى تعريض خدمات الرعاية الصحية الأساسية التي تقدمها الأونروا داخل مجمعاتها للخطر، مما يؤدي إلى تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها وزيادة معدلات الوفيات.
تعطيل التعليم
تعطيل التعليم أيضًا من أبرز التحديات، حيث يمكن أن يؤدي إغلاق مدارس "الأونروا" إلى حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، ما يؤجج الأمية ويعرض آفاق المستقبل للخطر.
المراقبون حذروا أيضًا من التدهور الاجتماعي والاقتصادي، فمن المتوقع أن يؤدي فقدان سبل العيش والخدمات الأساسية إلى تفاقم الفقر، ما قد يؤدي إلى تأجيج الاضطرابات الاجتماعية وانتشار العنف بين المجتمع وانتشار السرقة والقتل.
إدانة حقوقية
المنظمة العربية لحقوق الإنسان أعلنت إدانتها لقرار قطع المساعدات عن وكالة الأونروا، دون انتظار نتائج تحقيقات الأمم المتحدة في المزاعم الإسرائيلية، ما يدعم حق المنظمة في اتهام تلك الدول بالمساهمة في العدوان الإسرائيلي وفي تنفيذ جرائمه، وفي مقدمتها جريمة الإبادة الجماعية.
المنظمة، أكدت أن تعليق المساعدات لـ"الأونروا" يُشكل عقبة أمام تطبيق الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية، المتعلق باتخاذ تدابير فورية وفعالة تهدف إلى منع إلحاق ضرر لا يمكن إصلاحه بحقوق الفلسطينيين، وهو قرار ملزم يتطلب استجابة فورية من كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
ويؤكد رئيس المنظمة علاء شلبي، في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن تقويض دور "الأونروا" يعني إقصاء المؤسسات الأممية التي تشهد على جرائم الإبادة والوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال في قطاع غزة.
المسئولية الدولية
وطالبت المنظمة، المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته في معالجة الأسباب الكامنة وراء الوضع الراهن الذي يعود لاستمرار الاحتلال، والعمل على إنهاء خطر الإبادة الجماعية وغيرها من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها بحق المدنيين الفلسطينيين، وكذا إنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي.
كما تطالب المنظمة الدول العربية – دون إبطاء - بتحمل مسئولياتها وتعويض النقص الذي تحتاجه وكالة الأونروا للاستمرار في تقديم خدماتها المنقذة للحياة في قطاع غزة.
وجه رئيس المنظمة، الشكر لكل من الدولة والمجتمع في مصر، مشيرا إلى أن مصر قدمت وحدها أكثر من 80% من إجمالي المساعدات التي تدفقت إلى المنكوبين في قطاع غزة المحتل.
وأشاد بالجهود الدؤوبة التي يقوم بها الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي.
نبذة عن الأونروا
تأسست الأونروا عام 1949 وتعد أكبر وكالة تابعة للأمم المتحدة تعمل في غزة، بسعة 33 ألف موظف في جميع دول العمل للمنظمة، منهم 13 ألف موظف في فلسطين، وتلعب الأونروا دورًا حاسمًا في تقديم المساعدات الحيوية للفلسطينيين في غزة، وكذلك في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والأردن، ولبنان، وسوريا، ويبلغ عدد رعاياها في غزة قبل الحرب نحو 1.2 مليون مواطن و حاليا إلى 1.5 مليون.
وقد ساعدت جهود الوكالة ملايين الفلسطينيين في الحصول على الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية للتخفيف من عواقب الصراع والحرب في المنطقة.
تقدم عدة دول الدعم المالي للأونروا لمساعدة الفلسطينيين في غزة ومناطق أخرى، وقد أدركت هذه الدول أهمية عمل الأونروا في تلبية الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين وتعهدت بتقديم أموال كبيرة لدعم قضيتهم.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
ضوابط جديدة للحج السياحي 2025.. هل تضمن أمن وسلامة الحجاج؟
22 نوفمبر 2024 05:56 ص
هل مساعدة الفقراء أولى من الحج؟.. "الإفتاء" تجيب
22 نوفمبر 2024 03:19 ص
المتحدث العسكري للسيسي: "هوّن على سيادتك".. والرئيس يرد
21 نوفمبر 2024 09:34 م
الجيزة تعلن فوز 2389 شخصًا في قرعة الحج
21 نوفمبر 2024 10:29 م
مخالفات وإثارة جدل.. إغلاق مركز طبيب قلب شهير في العاشر من رمضان
21 نوفمبر 2024 09:02 م
السيسي: نواجه الأحداث الجارية بسياسة متوازنة تتسم بالاعتدال والصبر
21 نوفمبر 2024 08:17 م
لمواجهة التقلبات الجوية.. الأقصر ترفع درجة الاستعداد القصوى
21 نوفمبر 2024 06:50 م
الطماوي: إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي ضرورة لمواجهة الأزمات
21 نوفمبر 2024 06:38 م
أكثر الكلمات انتشاراً