الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:16 ص

اشتباه يفضي إلى الموت.. المانحون يخنقون "الأونروا"

طفل غزّي يقود دراجة هوائية حاملا بين ذراعيه صندوق مساعدات عليه شعار وكالة الأونروا وسط الخيم الغارقة في المطر.

طفل غزّي يقود دراجة هوائية حاملا بين ذراعيه صندوق مساعدات عليه شعار وكالة الأونروا وسط الخيم الغارقة في المطر.

جاسر الضبع

A A

أعلنت 10 حكومات من كبار المانحين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الأونروا “UNRWA”، أمس الأحد، وقف تمويلهم للمنظمة بداعي "الاشتباه" في انخراط موظفيها بهجوم السابع من أكتوبر، بناء على مزاعم إسرائيلية، اتهمت العشرات من العاملين تحت اسمها، بالمشاركة في هجمات “طوفان الأقصى”.

علّق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بأنه على تلك الدول إعادة النظر في القرار، لأن المنظمة تمد حوالي مليوني غزّي بالمساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة، وفي حالة قطع التمويل عن المنظمة الأممية فإن حياة الاثنين مليون شخص ستصبح مستحيلة.

تابع جوتيريش أنه يتفهم قلق تلك الدول، مؤكدا أن اتهاماتها لموظفي المنظمة أصابته هو شخصيا "بالذعر"، لكن على الأقل مساهماتهم التي يقدموها ستسهم في المضي قدما في التحقيقات الجارية بشأن أي موظف في الأمم المتحدة ثبت تورطه في "عمليات إرهابية"، على حد تعبيره.

أضاف أن الملاحقات القضائية قد تشمل "تهما جنائيا"، وهو إجراء يندر اتخاذه ضد الموظفين الدوليين، حيث أنهم يتمتعون بحصانة وظيفية محمية من قبل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وناشد الأمين العام لمنظمة الأونروا "فيليب لاساريني"، الدول المانحة بمراجعة قرارها بوقف المساهمات قبل أن تغلق المنظمة أبوابها بشكل فعلي بسبب العجز في التمويل.

عجوز غزّية تحاول الحصول على طعام وسط الكثير من النازحين المنتظرين هم أيضا. 

تعنت ضد الأونروا

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بفلسطين، فيليب لازاريني، إنه ومنذ بداية الحرب على غزة كان هناك محاولات لشل قدرة الأونروا بشكل متعمد ومنعها من أداء واجباتها الإنسانية تجاه سكان القطاع، وأن أطفال غزة الناجين من قصف الطائرات والمدفعية لن ينجوا من الجوع والعطش، وفي ظل التعنت الإسرائيلي وعدم السماح بإدخال الوقود، فإن توقف عمليات الوكالة مسألة وقت.

وقال المستشار الإعلامي للأونروا، عدنان أبو حسنة، إنه في 30 ديسمبر من العام المنصرم استهدفت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي طواقم الوكالة بإطلاق النار عليهم خلال إيصالهم المساعدات شمالي القطاع.

مجموعة من الغزّيين بالقرب من مقر للأونروا يحاولون الحصول على طعام أو شراب بعد أن كاد يفتك بهم الجوع والعطش.

قصف الأونروا

أضاف لازاريني، أن جيش الاحتلال لم يكتفي فقط بالتضييق على الوكالة، لكنه استهدف بشكل مباشر ومتعمد عدة منشآت تابعة للأونروا مثل قصفه مراكز تأوي لاجئين وبها بعض من موظفي الوكالة الأممية وقصفه أكبر ملجأ في غزة بمحافظة خان يونس مما أسفر أيضا عن قتلى بصفوف المدنيين وموظفي الوكالة.

المجاعة حتمية

منذ بداية الحرب على غزة في الثامن من أكتوبر المنصرم 2023، يعتمد الغالبية الساحقة من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2 مليون و300 ألف، بشكل أساسي على مساعدات الوكالة الأممية، مع نزوح أكثر من مليون غزّي إلي الملاجئ والمدارس وحتى المنشآت التابعة للأونروا.

مجموعة من الغزّيين النازحين يساعدون موظف الأونروا فى توزيع المساعدات الإنسانية في إحدي مدارس الأونروا التي تحولت لمخيم للاجئين 

نقلت وكالة “رويترز” عن أحد النازحين الغزّيين القاطنين حاليا في مدرسة تابعة للأونروا، تحولت حاليا إلى مخيم للاجئين، ويدعى "يامن حمد"، قوله “إننا كفلسطنيين كنا نعتقد أن إسرائيل تحاول استخدام سلاح التجويع فى حربها معنا بالتوازي مع سلاح القتل والقصف، والآن كل الدول التي منعت عنا الطعام هم شركاء في تلك الحرب والإبادة الجماعية”.

أنشئت وكالة الأونروا عام 1948 بعد الحرب التي دارت بين جيوش عربية وجيش الاحتلال الإسرائيلي وعرفت إعلاميا بعد ذلك باسم "النكبة"، وهدفت لتوفير التعليم والرعاية الصحية وتقديم المساعدات الإنسانية لفلسطينيي غزة والضفة الغربية وحتى خارج حدود فلسطين في سوريا ولبنان والأردن.

قبل نشوب الحرب كانت تؤكد الأونروا في أكثر من مناسبة أنها "تكافح من أجل البقاء"، وكررت التحذير في أكثر من مناسبة، من أن منظومتها على وشك الانهيار، وأن بعض موظفيها الموكلين بخدمة اللاجئين، هم أساسا من اللاجئين، وخلال الحرب على غزة وحتى اللحظة، قتل ما يقرب من 150 من موظفي الوكالة.

search