الإثنين، 03 مارس 2025

11:38 ص

تجربة صادمة مع مبادرة سيارات المصريين في الخارج!!

أنقل إليكم اليوم تجربة عاينتها شخصياً لمصري في الخارج قرر اللجوء إلى مبادرة السيارات التي أتاحتها الدولة للمصريين المغتربين حتى يمكنهم نقل سياراتهم إلى وطنهم، أو شراء سيارات مناسبة وشحنها إلى مصر.

بداية، أؤكد لكم من واقع علاقة شخصية بصاحب التجربة، أنه قرر -أساساً- اتخاذ هذه الخطوة لوازع وطني متأصل لديه بأهمية المساهمة في حل مشكلة توافر العملة الصعبة بالدولة قدر استطاعته وحسب إمكانياته، وبدرجة أدنى الاستفادة من مزايا المبادرة التي لا تضيف كثيراً إليه، إذ أنه يملك بالفعل سيارة رائعة في مصر ولا يحتاج إلى أخرى..

ولمن لا يعلم تتيح المبادرة للمصريين في الخارج استيراد سيارات خاصة "ملاكي" دون دفع أي جمارك أو رسوم ضريبية، مقابل إيداع مبلغ بالعملة الأجنبية لدى البنك المركزي المصري لا يمكن استرداده لمدة خمس سنوات، ثم يسترد بعد ذلك بالجنيه المصري وفق سعر الصرف وقت الاسترداد.

كلام جميل، ومبادرة لطيفة، مبنية على قاعدة "الجميع فائز" فالمصري في الخارج لن يخسر سيارته التي اشتراها في غربته، أو بإمكانه شراء أخرى جديدة دون تكبد الجمارك الثقيلة التي تفرض عليه خارج المبادرة، وفي المقابل أضافت الدولة مورداً للعملة الصعبة التي تعاني من شحها طوال السنوات الأخيرة..

وبالعودة إلى صاحبنا الجميل المثالي المحب لوطنه، قرر الرجل شراء سيارة تناسب وضعه وقيمته، واختار مرسيدس "إس كلاس"، وهي أحبائي فئة فارهة بالفطرة من سيارات المرسيدس، - يعني ربنا ومصنعها خلقوها كده- 

بمعنى آخر، يمكن أن تشتري مرسيدس سي كلاس، أو إي كلاس" بمقاعد قماش وزجاج يدوي أو مواصفات أقل – على حد علمي المتواضع، لكن فئة الـ إس كلاس، لا يمكن أن تُصنع أو تباع بمواصفات أقل من قيمتها، الخواجة نفسه يعجز عن ذلك، حتى لا يهين السيارة وملاكها..

المهم، حددت المبادرة درجتين لفئة الـ"إس" الأولى مقابل وديعة 134 ألف دولار" والفئة كاملة المواصفات بزيادة 10 آلاف دولار فقط أي 144 ألف دولار، وركزوا معي في الأرقام لأنها ستكون مهمة فيما هو آت!!

صاحبنا توجه متحمساً إلى وكالة مرسيدس، وسأل عن الفئات المتاحة من الـ"إس كلاس" واشترى أقل فئة، وأودع المبلغ المطلوب 134 ألف دولار، وهو يدرك جيداً أنه لن يستطيع استرداد المبلغ أو يستفيد به لمدة خمس  سنوات، وشحن السيارة إلى مصر!!

حين أصل إلى هذه الفصل من القصة الدرامية، أشعر أنني بحاجة إلى موسيقى تصويرية لفيلم رعب لم يتخيله الشخص الحالم الجميل بطل الواقعة، إذ فوجئ بموظفة الجمارك، تخبره بأن سيارته أعلى من مواصفات الفئة المستحقة على وديعته، لأن كراسيها من الجلد وبها فتحة بانوراما كاملة، ومواصفات أخرى يخجل المرء عن ذكرها، ولكن ربما تتذكرونها بالمشهد الشهير من فيلم سمير وشهير وبهير، حين كان صاحب الوكالة يتغنى بمواصفات فيات 28 وكيف تحتوي على مرآة خلفية ومطفأة سجائر!!

الرجل رد على الموظفة بكل استغراب، "يا افندم" العربية دي ربنا خلقها كده، لا تباع بكراسي قماش كما أن هذه أقل إصدار في فئة الـ"إس" لكن دون جدوى، فاضطر يائساً إلى الخضوع وقال لها، لا توجد مشكلة، سوف أضيف المبلغ المحدد للسيارة كاملة المواصفات، وأدفع 10 آلاف دولار، وهناك جاءته القاضية!

الموظفة اخبرته بأن الأسعار تغيرت، وإذا كان مصراً على هذه السيارة يجب أن يدفع 72 ألف دولار أخرى!!!!!!

كاد الرجل أن يشل من الصدمة، وأرسل شقيقه للقاء موظف آخر، لعل السيدة الفاضلة ليس لديها إلمام كاف بالفرق بين هيونداي إلنترا ومرسيدس إس كلاس، لكن تلقى شقيقه الرد ذاته من الموظف المتأثر بالموقف..

وبعد تجربة مريرة وشراء سيارة نقداً بمبلغ ضخم، وشحنها إلى مصر بمبلغ آخر، وإيداع 134 ألف دولار في خزينة الدولة، طلب بطل الرواية الحزين من شقيقه شحن المركبة إليه مجدداً، واستعوض الله فيما تحمله من خسائر، متحسراً على رغبة صادقة في مساندة وطنه!

لقد نقلت إليكم القصة كاملة، وحاولت البحث عن كلمات مناسبة للتعليق، لكن حين يغيب المنطق تخرس الألسنة!

search