الإثنين، 25 نوفمبر 2024

10:11 ص

أبو عبيدة.. تصفية معنوية من إسرائيل لا تدعمها حقائق

أبو عبيدة

أبو عبيدة

ميار مختار

A A

يغيب الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة عن الأنظار، لمدة تخطت الشهر تقريبًا، وكأن اختفاءه أضحى أمرًا يثقل القلوب ويثير تساؤل متابعينه، الذين اعتادوا منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، انتظار بياناته، خلال قناة الإعلام العسكري عبر تطبيق "تيليجرام"، والتي تنقلها قناة الجزيرة القطرية، للحديث عن أحدث تطورات الاشتباكات.

مقتل أبو عبيدة

اختفاء أبوعبيدة عن الأنظار منذ أواخر نوفمبر الماضي، يثير المخاوف حول قتله، خصوصا مع ما أثارته القناة الـ13 الإسرائيلية من جدل بإعلانها نبأ مقتله، دون ذكر تفاصيل العملية العسكرية التي انتهت بتصفيته بحسب زعمها.
ويبدو أن تسريب سلطات الاحتلال لأنباء كهذه، يأتي نتيجة لالتقاطها مكانة أبو عبيدة النفسية والنضالية لدى الشارع العربي خارج غزة، في محاولة دعم هدفها الرئيسي، تثبيط الروح المعنوية لمؤيدي المقاومة، إلا أن شكوكًا تحوم حول الخبر، نتيجة لعدم تأكيد الحركة في بيان لها مقتله.

أبو عبيدة

بديل التسجيلات الصوتية

وعبر مقاطع صوتية مسجلة، كانت تطل المقاومة عبر التاريخ لتنقل الأحداث على أراضيها المُحتلة، إلى أن ظهر أبو عبيدة في الشارع العربي بإطلالة مختلفة مسجلة فيديو وصوت، للإطلاع على التطورات الميدانية، رافعًا إصبعه في الهواء، ومحذرًا عدوه، لتصبح حركته اقتباسًا يتداوله العالم العربي والغربي.
محللون يرجعون غيابه المرئي إلى طائرات الرصد والتجسس البريطانية في سماء القطاع المحاصر، تحت مزاعم مساعدة الاحتلال في البحث عن الرهائن الأجانب والإسرائيليين، الأمر الذي جعله يستعيض عن المقاطع المصورة بتغريدات على منصة "إكس"، كونها أكثر أمانًا.

الملثم ذو الشارة

كما يبدو صوته مميز، وحركاته فريدة، يتجلى التميز في زيه العسكري أيضًا، حيث لم يخرج أبو عبيدة يومًا مرتديًا ملابس عادية، وإنما زيًا أضحى يميزه الجميع، ويعرفونه وسط آلاف البذلات العسكرية، كما أن "الكوفية، التي يلثم بها وجه، مميزة هي الأخرى بخطوط حمراء في بيضاء، ويعصب رأسه بشارة كتائب القسام.
وحاولت تل أبيب مرارًا وتكرارًا، معرفة الوجه الحقيقي له، مستخدمة في ذلك ساعة يده، وإصبعه، وعيناه، لرسم تصور تقريبي، لوجه الرجل الذي لم تنشر له صورة ولا تُعرف ملامحه، إلا أنها أيضًا لم تتمكن من التخمين الصحيح. وفى 25 أكتوبر الماضي، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مقطع فيديو على منصة “إكس” يظهر صورة لرجل يقول إنه أبوعبيدة.

اسمه حذيفة 

اسمه الحقيقي حذيفة سمير الكحلوت، وتعود أصول عائلته إلى بلدة نعليا المُهجرة منذ النكبة الأولى عام 1948، واختار لنفسه اسم "أبو عبيدة" اقتداء بالصحابي المسلم أبو عبيدة بن الجراح، الذي تمكن من فتح فلسطين، تمهيدًا لمجيء أمير المؤمنين حينها، عمر بن الخطاب.
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، قد قالت أن أبوعبيدة حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عام 2013، وخطط لنيل شهادة الدكتوراه، عبر أطروحة تحمل عنوان "الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام"، إلا أن حماس لم ترد على تلك التصريحات.

كلمات رنانة 

وفي عام 2006، كانت الوهلة الأولى لتعرف الشاشات على الشارة وعلى مرتديها، حيث أعلن حينها جميع البيانات الخاصة بالقسام، بعدما تمكنوا من أسر الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط.
وبعبارات مؤثرة يوضح أبو عبيدة الدور الذي تقوم به الكتائب، ففي خطابه الأخير "مقاومونا يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون مدرعات العدو ودباباته"، وتمكنا من تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية للاحتلال بشكل كلي أو جزئي منذ بدء العدوان البري على قطاع غزة، وتدمير 25 آلية صهيونية خلال يومين، وفق أخر خطاباته.

وبكلمات رنانة تنتهي خطابات الملثم، "وإنه لجهاد.. نصر أو استشهاد"، تلك المقولة التي لطالما استخدمها عز الدين القسام، قائد الكتائب، فضلًا عن كلمة "لا خطوط حمراء" في إشارة إلى الرد على جرائم الاحتلال.

search