الجمعة، 20 سبتمبر 2024

06:39 ص

"تحته كنز مدفون".. لغز مسجد "سادات قريش" في بلبيس

مسجد سادات قريش

مسجد سادات قريش

الشرقية – محمد الشرقاوي

A A

“المسجد تحته كنز”، هذه أول كلمات تسمعها حين تسأل أحد سكان مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، عن مسجد “سادات قريش”.

“تليجراف مصر” اقتربت أكثر لتكشف تفاصيل مزاعم وجود كنز أسفل المسجد، المدفون بجواره عدد من صحابة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.

كنز أسفل المئذنة

إمام المسجد السابق الشيخ محمد نجم، تحدث عن مزاعم وجود كنز تحت المئذنة، مشيرًا إلى أن البناء "كله أثري".

وأوضح أن أهالي المنطقة توارثوا رواية الكنز من جيل إلى جيل، حيث يسود اعتقاد بأن المسجد تم تشييده فوق مقبرة فرعونية.

وأضاف بأن هذه القصة لم يثبت صحتها أو كذبها لأن الأرض لم يتم فحصها من جانب قطاع الآثار، لبيان ما إذا ما كانت هناك آثار مدفونة من عدمها.

وقال إن “ما يتواجد باطن الأرض خلف المئذنة هو مقبرة تحتوي على 250 شهيدًا، منهم 40 من صحابة رسول الله والتابعين ممن جاءوا في فتح مصر برفقة عمر بن العاص”.

معركة بلبيس 

“نجم” أوضح أن المسجد كان شاهدًا على مختلف العصور، وتغير اسمه أكثر من مرة، بداية من “سادات قريش” ثم “مسجد الشهداء” و"مسجد الفتح"، نسبة إلى شهداء معركة بلبيس التي استشهد فيها عدد كبير من الصحابة، و"جامع المأمون" نسبة إلى الخليفة المأمون، الذي رمم المسجد.

معالم فرعونية 

وأوضح الشيخ أن المسجد مُقام على مساحة تقترب من 3 آلاف متر مربع، ويضُم معالم تاريخية عديدة، بعضها فرعونية على هيئة نوافذ زجاجية مستطيلة لدخول الضوء في غرب المسجد، وسقف خشبي به شُخشيخة كبيرة مرتفعة عنه بشبابيك الإضاءة.

أهالي المنطقة توارثوا رواية الكنز من جيل إلى جيل

تيجان وسراديب سرية 

ورد ذكر المسجد في العديد من الكتب التاريخية، ومنها كتاب "البُلدانيات" للإمام السخاوي، والذي كشف وجود تيجان لملوك من عصور تاريخية مختلفة، وسراديب سرية استخدما الأمراء سرًا في الماضي للتنقل بين الشرقية والقليوبية.

ماذا قال الأهالي؟

الحاج حسن محمد زويد، أحد سكان المنطقة ويقيم فيها منذ أكثر من 80 سنة، يروي بأن "المسجد يحتوي على 

أعمدة كانت تُضيء وحدها في المساء، ولكن بعد تجديد دهانها انطفأت"، واتفق معه صابر العتيق، مشيرًا إلى أن المسجد بحاجة إلى الاهتمام.

وعلقت مدير إدارة التراث الحضاري بمحافظة الشرقية، الدكتورة رشا حسن، على مطالبات أهالي المنطقة، مؤكدة أنه سيتم إرسال لجنة من الإدارة لبحث الأمر على الطبيعة، في أقرب وقت لاستيضاح كل ما يحدث بشأن الدهانات والترميم.

دحض الإشاعات

بدوره دحض الدكتور مصطفى شوقي، مدير عام هيئة الآثار بالشرقية، ورئيس لجنة التفتيش بقطاعي الآثار الإسلامية والقبطية، الإشاعات التي تزعم وجود كنز تحت المسجد.

وأكد أن المسجد لا يوجد به شيء أثري ومُدرج ضمن قطاع الآثار سوى قاعدة المئذنة، مضيفًا أن الباقي تراث تاريخي غير مُدرج أو مُسجل.

ورد ذكر المسجد في العديد من الكتب التاريخية
search