الأربعاء، 19 مارس 2025

06:52 م

بعد اعتقال أوغلو.. تركيا تفرض قيودا على الأتراك بالمنصات الرقمية

تقييد وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو

تقييد وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا بعد اعتقال أكرم إمام أوغلو

أعلنت منظمة مراقبة الإنترنت “نت بلوكس”، اليوم الأربعاء، أن السلطات التركية فرضت قيودًا على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات للرسائل الفورية، عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وأحد أبرز معارضي الرئيس رجب طيب أردوغان، بحسب ما نقلته “رويترز”.

وأفاد مستخدمون في تركيا بوجود قيود على منصات “إكس، يوتيوب، انستجرام، تيك توك، واتساب، سيجنال، وتليجرام”، ما جعل الوصول إليها صعبًا أو غير ممكن إلا عبر الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN).

تفاصيل الاعتقال والتهم الموجهة لأكرم أوغلو

وذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية، أن السلطات التركية أمرت باعتقال أكرم أوغلو وأكثر من 100 شخص آخر، بتهم تتعلق بالفساد وصلاته المزعومة بـحزب العمال الكردستاني المحظور.

وفي رسالة صوتية، قال أكرم أوغلو، إن قوات الأمن داهمت منزله، فجر الأربعاء، متهمًا السلطات باستخدام الشرطة لتحقيق أهداف سياسية.

سحب الشهادة الجامعية ومنعه من الترشح للرئاسة

ووفق لما أوردته وسائل الإعلام التركية، يأتي اعتقال أكرم أوغلو، بعد يوم من إلغاء جامعة إسطنبول شهادته الجامعية، وهو ما قد يمنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

وتزامن القرار مع استعداد حزب الشعب الجمهوري، لعقد انتخاباته التمهيدية في 23 مارس الجاري، حيث كان يُتوقع أن يتم اختيار أكرم أوغلو مرشحًا رئاسيًا للحزب.

من جهته، ألغى مجلس إدارة جامعة إسطنبول، شهادات 38 شخصًا، بينهم أكرم أوغلو، بدعوى أن جامعته السابقة لم تكن معترفًا بها رسميًا.

وفي المقابل، أكد أكرم أوغلو أن جامعته أصدرت له شهادة معادلة، ما يجعل مؤهله ساريًا قانونيًا، متوعدًا بمواصلة النضال ضد القرار الذي وصفه بأنه "غير قانوني".

هل يسعى أردوغان لإقصاء أوغلو سياسيًا؟

وبحسب الخبراء السياسيين، يُنظر إلى تلك الإجراءات على نطاق واسع، على أنها محاولة لإقصاء أوغلو من المشهد السياسي، إذ يُعد المنافس الأبرز لأردوغان، بعد أن قاد حزب الشعب الجمهوري للفوز في ثلاث انتخابات محلية متتالية في إسطنبول، محققًا أكبر انتصار للمعارضة منذ عقود.

من هو أكرم إمام أوغلو؟

يُذكر أن  أكرم إمام أوغلو،  ولد عام 1971، في طرابزون، وتخرج في كلية إدارة الأعمال بجامعة إسطنبول.

وبحسب الأناضول، بدأ مسيرته السياسية في بلدية بيليك دوزو، قبل أن يحقق انتصارًا تاريخيًا في انتخابات بلدية إسطنبول، عام 2019، متغلبًا على مرشح حزب العدالة والتنمية.

وأضافت الوكالة، أن أوغلو أصبح منذ ذلك الحين أحد أبرز وجوه المعارضة التركية، لكنه تعرض لملاحقات قضائية متكررة، من بينها قضية فساد تعود إلى عام 2015، أدت إلى استبعاده من الترشح للرئاسة في انتخابات 2023 والتي فاز بها أردوغان بنسبة 52.2%.

ومع تصاعد التوترات السياسية في تركيا، يبدو أن اعتقال أوغلو وسحب شهادته الجامعية سيزيدان من حدة الانقسام الداخلي، في وقت تستعد فيه البلاد لخوض معارك سياسية جديدة، وسط تكهنات حول مستقبل الديمقراطية في تركيا.

search