الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:53 ص

أكرم إمام أوغلو يقلب المشهد السياسي التركي..من يكون "عقدة أردوغان"؟

أكرم إمام أوغلو

أكرم إمام أوغلو

تيمور السيد

A A

بعد انتصار المعارضة التركية في الانتخابات المحلية على حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، أصبح أكرم إمام أوغلو هو عقدة أردوغان السياسية.

يعد أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري من أبرز خصوم أردوغان، واحتفظ برئاسة بلدية إسطنبول التي فاز بها للمرة الأولى في 2019.

تأثر أردوغان بانتصار أوغلو، وكان هذا التأثر نتيجة الخسارة المفاجئة، وتعهد بدراسة نقطة التحول، كما تعهد أيضًا بأنه سيدرس الرسائل الصادرة عن الشعب.

عقدة أردوغان 

بعد انتصار أوغلو، قد تشهد تركيا تغيرًا جذريًا في المشهد السياسي، حيث تمثل بلدية إسطنبول التي يقودها أوغلو حوالي 16 مليون نسمة، ويشار إلى أنها هي من تقود عجلة الاقتصاد التركي، واحتفظ أوغلو بمنصب رئيس بلدية إسطنبول منذ عام 2019.

يحظي أوغلو بشعبية هائلة في البلاد ويتمتع بالثقة لدى العديد من الأتراك، كما يحظى أيضًا بدعم الناخبين الأكراد التي كانت أصواتهم سببًا مهمًا بفوزه ببلدية إسطنبول عام 2019.

من هو أكرم إمام أوغلو؟

مهندس ورجل أعمال ولد في عام 1971 في أكشابات في ولاية طرابزون شرق تركيا، لأب كان يعمل تاجرًا وأم مزارعة، ويعد أوغلو هو المنافس الأكبر للرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.

التحق أوغلو بجامعة جيرن، ودرس في كلية الاتصالات، قبل إنتقاله إلى إسطنبول ليدرس في كلية إدارة الأعمال ثم أكمل بذات الجامعة مرحلة الماجيستير في قسم الموارد البشرية والإدارة، وتخرج منها عام 1995.

كانت له تجارب في قطاع صناعة المواد الغذائية، عندما أدار مطعمًا في منطقة جونجورن في إسطنبول.

حياته السياسية

بدأ أوغلو مشواره السياسي في أيام الدراسة، عندما انضم لحزب "الوطن الأم" في مطلع التسعينات، ثم بدأ بالاحتكاك بحزب الشعب الجمهوري الذي اقترح عليه الترشح عن الحزب لرئاسة بلدية "بيليك دوزو" في الانتخابات المحلية عام 2004، لكنه رفض الأمر.

وفي عام 2008، انضم أوغلو رسميًا لحزب الشعب الجمهوري، ثم أصبح أول رئيس منطقة يتم انتخابه من قبل المؤتمر الإقليمي للحزب، وفي عام 2019 أصبح رئيسًا لبلدية إسطنبول.

المتاعب تلاحقه

بعد أن الحق الهزيمة بأردوغان في انتخابات بلدية إسطنبول في عام 2019، ظلت المشاكل القضائية تلاحقه، بسبب أن حزب أردوغان ظل مسيطرًا على إسطنبول طوال 25 عامًا، تلك المدينة التي تعد أكبر مدينة في تركيا.

وفي منتصف العام الماضي تمت محاكمة أوغلو في قضية تتعلق بتزوير عقد مالي عام 2015 عندما كان رئيسًا لبلدية بيليك دوزو، إحدى ضواحي إسطنبول.

وتعقيبًا على القضية، نفى أوغلو تلك الاتهامات، وصرح وقتها بأن أردوغان يستعمل مثل تلك الأمور لإبعاد خصومه السياسين عن الساحة، وجعلهم شبهة حتى لا يثق فيهم الناس.

وفي عام 2022 أيضًا تم الحكم على أوغلو بالسجن مدة عامين وسبعة أشهر، بتهمة إهانة أعضاء اللجنة الإنتخابية، لكنه تمكن من استئناف هذا الحكم والاحتفاظ بمنصبه على رأس البلدية.

ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي يجد فيها إمام أوغلو نفسه أمام المحكمة، إذ حُكم عليه في نوفمبر 2022 بالسجن عامين وسبعة أشهر، بالإضافة إلى تجريده من حقوقه السياسية بتهمة "إهانة" أعضاء لجنة الانتخابات.

وعند فوزه بالمنصب في 2019، جُرد إمام أوغلو في البداية من هذا الفوز الذي حققه بفارق ضئيل في الانتخابات، لكنه عاد وفاز بفارق أكبر في جولة الإعادة.

مصطفى كمال أتاتورك

يسعى أوغلو بالتغيير في صفوف حزبه الجمهوري الذي أسّسه مصطفى كمال أتاتورك، الأب المؤسّس للجمهورية التركية الحديثة، حيث يرى أوغلو أن الحزب أصبح خاملًا ولا يواجه التحديات التي تواجهه.

كما يحاول أوغلو أيضًا تحقيق نتائج أفضل في الانتخابات المستقبلية، للتخلص من هيمنة أردوغان على جميع المشاهد السياسية في البلاد.

search