السبت، 03 أغسطس 2024

08:49 م

إعدام الجناة.. إسدال الستار على قضية "طالب الهرم" المغدور

المحكوم عليهما

المحكوم عليهما

خلود طارق ومصطفى منازع

A A
نتيجة الثانوية العامة 2024

بعد مرور 6 سنوات على الجريمة، قضت محكمة النقض، اليوم، بتأييد حكم إعدام “عمر.س” طالب مفصول، وصديقته فاطمة، شنقًا حتى الموت، وحكم النقض بات وواجب النفاذ، ولا يجوز الطعن عليه. 

وصدر الحكم بإدانتهما بقتل صديقهما المجني عليه “سيف الدين”، الطالب بكلية الهندسة بجامعة أكتوبر، داخل شقة في منطقة كعابيش بالهرم، وإلقاء جثته في الكيلو 40 بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، عام 2018.

وصدر الحكم، برئاسة  نائب رئيس محكمة النقض، المستشار أحمد حافظ، وعضوية المستشارين عبد الحميد دياب، ومحمد رضوان، وعادل ماجد، ومحمد أنيس، نواب رئيس محكمة النقض.

جثة على الطريق

تعود الواقعة إلى 6 سنوات مضت، وتحديدًا يوم 16 أبريل 2018، حيث عثرت الشرطة على جثة متعفنة لشاب يرتدي ملابس داخلية فقط، عند الكيلو 40 على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، وبدأت حينها الشرطة في خطة بحث مُحكمة لكشف غموض الحادث.

أول بنود الخطة كان مراجعة بلاغات التغيُّب، ومضاهاة أوصاف الجثة بأوصاف المتغيبين، حتى تم الكشف عن تطابق بين أوصاف شاب أبلغت والدته عن تغيبه، والجثة المعثور عليها بالطريق الصحراوي.

المجني عليه سيف الدين

ابني سيف

تم استدعاء الأم المُبلغة، التي قالت في بلاغها إن نجلها اتصل بها وأخبرها أنه سيتقابل مع أصدقائه في منطقة الهرم، من ثم يتوجه إلى منزل الأسرة بمحافظة الفيوم.

وبعدها تم اصطحاب الأم المُبلغة إلى مكان التحفظ على الجثة، وفور رؤيتها انهارت، وأكدت أنها جثة ابنها "سيف الدين"، لتبدأ مرحلة جديدة من البحث عن هوية القاتل.

علاقات وخط سير

المرحلة الثانية من البحث، اعتمدت على فحص علاقات المجني عليها وتعاملاته في الجامعة، فضلًا عن دائرة معارفه خارج إطار الدراسة، حتى وردت معلومة جديدة من الأم، اختصرت كل الطرق على فرق البحث، وساهمت في حل اللغز.

ابنك زعلان

ظهر على رادار البحث "عمر"، وهو طالب مفصول من كلية الشرطة، كان قد تعرف على المجني عليه سيف الدين، قبل عدة أشهر من الجريمة، واعتاد اقتراض مبالغ مالية منه. 

معلومة الأم، كان مفادها أنها تلقت اتصالًا من "عمر" بعد اختفاء نجلها بيوم واحد، أخبرها أن نجلها "سيف الدين" في حالة غضب من الدراسة، ولا يرغب في استكمال دراسته بكلية الهندسة، كما لا يرغب في التواصل تلفونيًا معها، خلال تلك الفترة.

ضبط عمر

فور وصول المعلومة إلى فريق البحث، انطلقت مأمورية إلى مكان تواجد "عمر" بمنطقة كعابيش في الهرم، حيث بدأت المفاجآت تتكشف، وكانت أولاها العثور على سيارة "سيف الدين" في جراج العقار المقيم به "عمر"، وداهمت الشرطة الشقة، وألقت القبض عليه، ومعه عشيقته فاطمة داخل الشقة، وبسؤالهما عن "سيف" انهارا واعترفا تفصيليًا بالجريمة.

تعالى نسهر

بدأت الشرطة تحقيقًا مكثفًا مع عمر وفاطمة حول ملابسات مقتل "سيف"، حيث اعترفا بتفاصيل ما جرى يوم 13 أبريل 2018، أي قبل ثلاثة أيام من العثور على جثة سيف.

حيث بدأت الواقعة، باستدراج سيف إلى الشقة الكائنة بمنطقة كعابيش، بحجة قضاء بعض الوقت سويًا، والسهر حتى الصباح، وأضاف أن الاستدراج كان جزءًا من مخططه مع شريكته فاطمة، المبني على سرقة أموال سيف بعد تخديره.

خنقناه ورميناه

عمر اعترف أنه تمكّن من تخدير سيف وخنقه، واشتركت معه فاطمة في ذلك، حيث أجهزت على المجني عليه بـ"بطانية"، وكتمت أنفاسه، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، واستوليا على هاتفه المحمول ومبلغ 700 جنيه، كان بحتفظة نقوده. كما اعترفا أنهما وضعا جثته في "بطانية"، ثم حملاها إلى سيارته، وقاد "عمر" السيارة، وألقى الجثة في الكيلو 40 بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي.

تحقيقات 

وباشرت النيابة العامة التحقيقات في الحادث، حيث أمرت بحبس عمر وفاطمة على ذمة التحقيقات، ونسبت لهما اتهامًا بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وكذا ارتكاب جنحة سرقة الهاتف المحمول وأموال المجني عليه، وبعد انتهاء التحقيقات أحالتهما إلى المحاكمة الجنائية.

إعدام 

ونظرت محكمة جنايات الجيزة، القضية، وطرحتها على بساط البحث، وبعد سماع المرافعات والمداولة، عاقبتهما المحكمة بالإعدام شنقًا حتى الموت.

وطعن المحكوم عليهما على حكم الإعدام أمام محكمة النقض، التي نظرت الطعن، وقضت، اليوم، برفض الطعن وإقرار حكم إعدامهما.

ويعتبر حكم النقض واجب النفاذ، ولا يجوز الطعن عليه مجددًا بأي طريق آخر.

search