الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:41 م

محمد فودة
A A

الشخصية الـ "ميدو"!!

مع بداية بزوغ نجم محمد صلاح في الدوري الإنجليزي، كان أحمد حسام ميدو محللاً في قناة بي إن سبورت، وأذكر أن صلاح أدى مباراة رائعة، وأشاد به جميع المحللين ومقدم البرنامج آنذاك هشام الخلصي الذي احترت كثيرًا في ماهيته، كما احترت في مشاعري تجاهه، فهو ذلك الشخص الذي لا تحبه، ولا تكرهه لكن تكره نفسك حين تراه!!
القصد، أن الجميع كانوا يمتدحون صلاح، ما عدا ميدو الذي أصر على أن الملك المصري لا يتمتع بالشخصية القوية، ومن الصعب أن يفرض نفسه فترة طويلة، لدرجة أن الخلصي بكل سماجته أحرجه قائلاً، لماذا تتبنى هذا الموقف ضد محمد صلاح!!
كيف لا تكون ميدو في نفسك؟!
الشخصية الميدو منتشرة في مجالات عدة، فهو شخص متضخم الأنا بشكل غير مبرر، وينسب لنفسه ما لا يتمتع به على الإطلاق، يتبنى وجهة النظر ونقيضها في سرعة البرق، 
يدعي الشجاعة، لكنه ينزوي خائفًا إذا ارتد عليه الأمر، فتجده ينتقد صلاح، وبمجرد أن يزوم عليه الجمهور، يقسم بأغلظ أيمان المؤمنين والكفار أنه لم يقصد ذلك،
يرفع لواء حامي حمى نادي الزمالك، الذي فر منه صغيرًا، وعاد إليه بعد أن ضاقت به أوروبا بما رحبت وصار نكتة القرن في عقود أفشل اللاعبين!
ميدو لا يعرف عادة ما يريد في الحياة، فالشاب الذي كان يتمتع بوسامة واضحة، وينال من الشهرة ما لم ينلها أحد في سنه، تحول إلى نصف مدرب، ثم انتهت مسيرته التدريبية، ونصف محلل، ثم ضاق الناس به ذرعا، ونصف مقدم برامج، وبأمانة لا أعرف من الذي يدمن سماع شخص يدعي معرفة كل شيء فيما لم يؤت من المعرفة نصيبًا، ويعيش على إرث لم يدم طويلاً حين زامل ظالاتان!
ميدو كان عدوًا لمرتضى منصور، ثم تحول فجأة إلى أكبر مدافع عنه، واختزل النادي في شخص رئيسه السابق الذي يدرك القاصي والداني أنه كان وراء تجريف القلعة الرياضية العظيمة، وتفريغها من رموزها ورجالها المخلصين، لكن ميدو الذي يدعى الوضوح والصراحة والجرأة، كان يطمع في أن ينال نصيبًا من عزبة مرتضى، ومهما دافع عن نفسه في هذا الجانب لا يمكن أن يصدق نفسه شخصيًّا لو قال هذا الكلام أمام المرآة!!
ميدو يسخر اليوم من اختيار صديق الأمس حسام حسن مديرًا فنيًّا للمنتخب الوطني، ويغمز ويلمز بطريقة لا تليق بتاريخه القصير، أو بقيمة حسام حسن أهم لاعبي الكرة في تاريخ مصر، اتفقنا أو اختلفنا على قدراته كمدرب، لكنه ميدو الكلاسيكي، الذي يعتقد أنه جدير بكل شيء، فهو القادر على تطوير الكرة المصرية، ونقلها إلى العالمية، فيما لم ينجح في أي نادي عمل به، لكن لا تنتهي من المقال قبل أن تقول سبحان الله!!
كيف لا تكون ميدو في نفسك؟!
حين تحب الخير لغيرك، ولا تنشر الطاقة السلبية في المحيط الذي تعيش فيه، أو تستكثر على الآخرين نجاحاتهم!!
حين لا تعيش الوهم، فتعتقد أنك فلتة زمانك، ولم تلد الأمهات مثلك، 
ربما ساعدت الظروف الحالية، والمناخ الذي يسود الرياضة المصرية خلال السنوات الأخيرة، على تضخم شخص مثل ميدو، فالساحة تمتلئ بمن هم أسوأ كثيرًا منه، لكنه يمثل من وجهة نظري نموذجًا مختلفًا لإنسان لديه قدرة فريدة على تقديم نموذج مبهر من اللاشيء!
 

title

مقالات ذات صلة

search