الخميس، 24 أبريل 2025

01:01 م

البابا فرانسيس.. 12 عامًا من الثورة الروحية في الفاتيكان

البابا فرانسيس- أرشيفية

البابا فرانسيس- أرشيفية

سيد محمد

A .A

كشفت صحيفة “البايس” الإسبانية، عن الثورة الاجتماعية التي قادها البابا فرانسيس في الكنيسة الكاثوليكية في تقرير بعنوان “وفاة البابا فرنسيس، العاصفة الاجتماعية والمصلح في الكنيسة”، حيث أعلن الفاتيكان صباح أمس الاثنين 21 أبريل 2025، عن وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد تعرضه لجلطة دماغية حادة أدت إلى غيبوبة ثم فشل قلبي دائري لا رجعة فيه، بحسب ما أكده الفريق الطبي للكرسي الرسولي.

 وقد وقعت الوفاة في تمام الساعة 7:35 صباحًا، فيما صدر البيان الرسمي عن الكرسي الرسولي في الساعة 9:52 صباحًا.

وأعلن الكاردينال كيفن جوزيف فاريل، الحارس الرسمي للكرسي الرسولي في فترة "السدة الشاغرة"، النبأ قائلًا: "بقلوب يعتصرها الألم، نعلن وفاة قداسة البابا فرنسيس. لقد عاد أسقف روما إلى بيت الأب بعد أن كرس حياته بالكامل لخدمة الرب والكنيسة. علمنا أن نعيش الإنجيل بأمانة ومحبة وشجاعة، ووقف دائمًا إلى جانب الفقراء والمهمشين".

 12 عامًا من البابوية.. ثورة روحية واجتماعية

منذ انتخابه في 13 مارس 2013، بعد استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر، دخل خورخي ماريو برغوليو التاريخ كأول بابا من قارة أمريكا اللاتينية، وأول يسوعي يتولى السدة البابوية، وأول من اختار اسم "فرنسيس" تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي.

وقد جاءت ولايته مختلفة جذريًا عن أسلافه، حيث أعاد صياغة دور البابا كمُصلح شعبي، بعيدًا عن البروتوكول، ورافعًا شعار "كنيسة للفقراء". 

دافع عن المهمشين والمهاجرين، وهاجم بشدة النظام الرأسمالي المعولم، وتحدث بصراحة غير معهودة عن أزمات البيئة، وحقوق المرأة، والمثليين، والطلاق.

 رجل الإصلاح وسط الإعصار

قاده إيمانه الراسخ إلى مواجهة ملفات شائكة أبرزها فضائح الاعتداءات الجنسية في الكنيسة، حيث أجبر الأساقفة في تشيلي على الاستقالة، وواجه بحزم جماعات مثل سوداليتيوس في بيرو. لكن رغم جهوده، واجه مقاومة صلبة من داخل الفاتيكان، ومن بعض الأساقفة الوطنيين الذين لم يتبنوا إصلاحاته.

وفي إسبانيا، حيث كشفت صحيفة "إلباييس" عن مئات حالات الاعتداءات الجنسية، لم يتدخل بشكل مباشر، واكتفى بترك الأمر للمؤتمر الأسقفي، مما عرض الفاتيكان لانتقادات حادة.

 بين التوقعات والانقسامات

ولم يكن طريق فرنسيس مفروشًا بالورود، فقد واجه هجومًا عنيفًا من أجنحة كاثوليكية محافظة، خاصة في الولايات المتحدة، واعتُبر من قبل البعض "بابا يساريًا شعبويًا". 

في المقابل، أبدى بعض التقدميين خيبة أمل، معتبرين أن التغييرات لم تكن بالعمق الكافي، خصوصًا في ملفات مثل الرسامة الكهنوتية للنساء أو الإصلاح الهيكلي للكرسي الرسولي.

الكنيسة في عهد فرنسيس.. نحو "الهوامش"

في حياته، اختار فرنسيس التركيز على "الأطراف" – الأطراف الجغرافية، والاجتماعية، والدينية. تجنب زيارة دول كبرى مثل إسبانيا، وفضّل التوجه إلى دول منكوبة أو مهمشة، مثل العراق، السودان، الموزمبيق، وجزيرة لامبيدوزا التي كانت أولى محطاته بعد انتخابه، تضامنًا مع المهاجرين.

كما شهدت حبريته تحولًا رمزيًا مهمًا، حيث تزامنت لسنوات مع وجود بابوين أحياء، بعد استقالة بنديكتوس السادس عشر ووفاته في نهاية 2022، في سابقة تاريخية.

 "الرجاء".. الكلمة الأخيرة

في يناير 2025، وقبل أشهر من وفاته، نشر سيرته الذاتية تحت عنوان "الرجاء"، أراد أن يختصر فيها رسالته إلى العالم: أن لا نفقد الأمل في العدالة والرحمة والتغيير.

 كونكلاف تاريخي قادم

من المنتظر أن يكون المجمع القادم لاختيار خليفة البابا فرنسيس هو الأوسع نطاقًا في تاريخ الكنيسة، حيث يضم 135 كاردينالًا من 71 دولة، وهو الأعلى تمثيلًا من خارج أوروبا. 

ومع تعيين فرنسيس لـ 79% من الكرادلة الحاليين، يتوقع كثيرون أن يحمل الاختيار القادم مفاجأة كبيرة، وقد يشكل استمرارية لنهجه أو بداية مسار مختلف.

search