الثلاثاء، 29 أبريل 2025

10:58 ص

المال والبنون.. طالب والديه بـ60 مليون درهم فقضت محاكم دبي لهما بـ7 ملايين

المستشار محمد نجيب

المستشار محمد نجيب

A .A

في نزاع قانوني طويل، فوجئ والدان بدعوى قضائية غير متوقعة من ابنهما، الذي طالب فيها بأحقية حصوله على 59.5 مليون درهم، قائلًا إنه أنفقها عليهما على مدار سنوات طويلة، وعلى الرغم من المطالبات المبالغ فيها، كان لمحاكم دبي كلمة الفصل في هذه القضية، حيث قضت بحكم لصالحهما، بل وألزمت الابن بسداد 7 ملايين درهم.

بدأت القضية في الوقت الذي قرر فيه الأب منح ابنه توكيلًا قانونيًا لإدارة مشروعاته الخاصة، وكان على مدار سنوات طويلة، يدعمه ويسلمه زمام الأمور بثقة تامة، بل ويعتمد عليه في إدارة ممتلكات العائلة.

ومع مرور الوقت بدأ التعاون الوثيق بين الوالدين وابنهما، يتحول إلى نزاع مرير، نتيجة لاكتشاف الأب مخالفات مالية في المشروعات التي كان يديرها الابن.

تجاوزات مالية وأخطاء فنية

تغيرت الأمور حين اكتشف الأب تجاوزات مالية وأخطاء فنية في العمل، فقرر اتخاذ إجراءات حاسمة، وألغى الوكالة التي منحها لابنه، بعد أن طالبه بتقديم المستندات التي تثبت صحة الأعمال التي نفذها، لكن الثاني لم يأخذ هذه المطالبات بمحمل الجد، وقرر مقاضاة والديه.

المستشار محمد نجيب، الممثل القانوني للوالدين في هذه القضية كان حاسمًا ودقيقًا في دفاعه، حيث أكد أن الأب منح ابنه كل الثقة ولم يكن يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، مشيرًا إلى أن الوالدين كانا يعاملان الابن بحسن نية، لكنهما تفاجأ بمطالبات غير متوقعة منه.
وركز نجيب، في دفاعه على ضرورة حماية حقوق الوالدين اللذين بذلا ما في وسعهما من أجل تربية ابنهما ودعمه، كاشفًا أن ما حدث كان نتيجة للاستهانة بمسؤولياته.

المستشار محمد نجيب، كان حريصًا على التأكيد أن الوالدين لم يكن لديهما أي نية لحرمان الابن من حقوقه، بل بالعكس، كانا يسعيان دائمًا إلى مساعدته وتقديم الدعم المطلوب له، ومع ذلك، أكد أن كل شيء كان ضمن حدود معينة، وأن المطالبات المبالغ فيها كانت بحاجة إلى التصحيح.

في نهاية المطاف، وبناءً على التحليل القانوني والمالي العميق الذي قدمه الخبراء، قضت المحكمة بحكم لصالح الوالدين، حيث أقرت بأن الابن لا يحق له المطالبة بالمبالغ التي أصر عليها، وحددت مبلغ 7 ملايين درهم كحق مستحق للوالدين، مع خصم المبالغ التي كانت مدفوعة له مسبقًا.

انتصار قانوني

الحكم لم يكن فقط انتصارًا قانونيًا للوالدين، بل كان أيضًا درسًا إنسانيًا في كيفية إدارة العلاقات العائلية في ظل الظروف المالية المعقدة، فبينما كان الابن يطالب بمبالغ ضخمة، كان الوالدين يدعمانه بكل ما يملكان، ولم يدخرا جهدًا لتحقيق مصلحته.

search