الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:31 ص

أصغر راوية بالصعيد.. "رؤى" تحكي مليون بيت من السيرة الهلالية

سوهاج - أحمد السيد

A A

لم تكن تعلم رؤى ناجح، ابنة قرية شطورة بسوهاج، أنها ستصبح أصغر راوية في صعيد مصر، بعد أن ورثت قصص سيرة بني هلال، التي تصل إلى مليون بيت عن والدها.

نشأت الطفلة، في عائلة تناقلت السيرة الهلالية أبًا عن جد، حتى وصل الأمر إليها، فكانت بعينيها الصغيرتين، تشاهد والدها يروي الحكايات، لأهالي بلدته الصغيرة في ليالي السمر.

الحفظ السمعي

حرصت "رؤى" على مرافقة والدها منذ نعومة أظافرها، وبدأت في التقاط أبيات السيرة الهلالية وترديدها، حتى حفظتها قبل أن تتعلم القراءة والكتابة.

الفتاة لم تحفظ الأبيات فقط، بل تعلمت الأداء الحركي، وطريقة الإلقاء على الربابة لجذب المشاهدين، حتى يكتمل العرض.

تلميذة بدرجة راوية

"رؤى" روت لـ"تليجراف مصر"، قصتها مع السيرة الهلالية، وكيف باتت أصغر طفلة تشدو بسيرة بني هلال في الصعيد.

تقول "الفضل في ذلك لوالدي، الذي كان يصطحبني معه في الحفلات، ووجدت نفسي أكرر الأبيات تلقائيا، وكلما حفظت أكثر، كانت الهدايا تنهال علي، حتى أصبحت معروفة في مدرستي بين التلاميذ".
 

تحفظ مليون بيت

وتشير إلى أن سيرة بني هلال تبلغ نحو مليون بيت، إلا أنها تحفظ معظمها، لأنها السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس، وتتمنى أن تجوب العالم العربي كله لتشدو بها.

وتضيف "أشارك الآن والدي في الحفلات، غناء وسردا لسيرة بني هلال، بالرد عليه بأبيات شعرية، ويجد هذا الأمر رواجًا كبيرًا في الصعيد".
وتضيف بأنها تكون في قمة سعادتها عندما تسرد الملحمة الطويلة لهجرة بني هلال، التي تمتد لتشمل تغريبة بني هلال، وخروجهم إلى تونس. 
 
المضروب بالسيرة

والد "رؤى" تدخل في الحوار، موضحًا أن أهالي الصعيد يطلقون عليهم "المضروب بالسيرة"، لشغفهم بها، ونقلها بين الناس، لكونها أهم مصادر الثقافة في البلاد العربية.

ويفيد بأن السيرة الهلالية بها كنوز عديدة، ومنها تتفرع قصص كثيرة، مثل قصة الأمير أبو زيد الهلالي، وقصة أخته شيحة، المشهورة بالدهاء والاحتيال، وسيرة الأمير ذياب بن غانم الهلالي، وزهرة ومرعي، وغيرها من السير، التي تشكل في مجموعها ما يعرف بسيرة بني هلال.
 

search