السبت، 06 يوليو 2024

06:59 م

أليكسي نافالني.. هل انتهى "صداع بوتين"؟

المعارض الروسي

المعارض الروسي

ميار مختار

A A
سفاح التجمع

سيطرت وفاة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، على تغطيات وسائل الإعلام الدولية، أمس الجمعة، بعد إعلان الإدارة الإقليمية لدائرة السجون الفيدرالية الخبر، وتأكيدها أن التحقيق في أسباب الوفاة لا يزال مستمرًا، مع مطالبات بتحقيق دولي في وفاة “عدو بوتين اللدود”، كما يعرف.

نافالني العدو اللدود

البيان الذي صدر أمس، قال إنه في السجن الإصلاحي رقم 3، شعر المتهم أليكسي نافالني بتعب شديد بعد انقضاء فترة الراحة اليومية التي يأخذها السجناء، وبلغ به التعب حد أنه فقد وعيه، مبينًا أن الكادر الطبي توجه فورًا لإسعافه، إلا أنه مات رغم المحاولات ، ويجري الآن التحقيق في أسباب الوفاة. 

المعارض الروسي أليكسي نافالني في زنزانته بالسجن

"عدو بوتين اللدود"، أو كما يسميه الإعلام هكذا، يبلغ من العمر 47 عامًا، وهو محام ومُعارض سياسي بارز، درس القانون والاقتصاد في روسيا، قبل أن يحصل على منحة جامعية للدراسة في جامعة “ييل” الأمريكية.

الفساد في روسيا، حسب رأيه، كان السبب الأول في تحقيق رغبته بخصوص إنشاء مدونة على الإنترنت لنشر تحقيقاته عن تفشيه في أوساط النخب الحاكمة الروسية، لا سيما الشخصيات المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان صداعا في رأس بوتين ونظامه، ومن هنا أصبح المنتقد الأوحد والمعارض الأبرز لحزب "روسيا المُوحدة" المحسوب على الكرملين.

المعارض الروسي المعروف عنه الخطابات الحادة ضد بوتين

في 2011 أنشأ المعارض الروسي مؤسسة لمكافحة الغش والفساد، ينشر من خلالها مقاطع فيديو لفضح صفقات أعمال مشبوهة، بالإضافة لأسلوب الحياة الفاخر للسياسيين والمسؤولين في الدولة، وبدورها حصدت ملايين المشاهدات.

5 سنوات قضاها نافالني في السجن بتهمة بالتخطيط لاختلاس أموال من شركة حكومية، وذلك خلال فترة عمله كمستشار لحاكم منطقة كيروف عام 2009، لم تكن هذه هي العقوبة الوحيدة، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 19 عامًا إضافية في أغسطس 2023 بتهمة التطرف.

قطع طرق ومقاطعة انتخابات

كان نافالني قد دعا سابقًا إلى الاحتجاج ضد حكم بوتين، مطالبًا بمقاطعة الانتخابات التشريعية عام 2011 ما تسبب في اعتقاله لمدة 15 يومًا، كما شارك في انتخابات البلدية وترشح ليكون عمدة موسكو في 2013 وحصد 28% من الأصوات، ولكنه لم يفز.

في 2017، رفضت اللجنة الانتخابية ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2017 بسبب سجله القضائي غير النظيف، وفق السلطات.

نافالني يبرز علامة الحب للإعلام والصحافة خلال جلسة له بالسجن

وفي 2018، قاد تظاهرات داعيًا إلى قطع الطريق أمام بوتين من أجل الوصول إلى الكرملين، وفي 2019، وتحديدًا في سبتمبر، قادت السلطات حملات تفتيش واسعة ضد نافالني ومحيطه ممن ينشطون معه، ونفذ 200 أمر بالتفتيش في 41 مدينة في روسيا، ودائمًا كانت تكرر حملات اعتقاله وسجنه من قبل الحكومة الروسية لمدة تتراوح بين 10 و30 يومًا.

في أغسطس 2020، تعرض المعارض الروسي لمحاولة تسمم ما تسبب في دخوله إلى غيبوبة، قبل اعتقاله في 17 يناير 2021 فور وصوله من برلين بعد تلقيه العلاج.

الغرب يهاجم

الحكومة البريطانية، استدعت الدبلوماسيين في السفارة الروسية، مساء أمس، بهدف إعلامهم أن موسكو "تتحمل المسئولية الكاملة"، وشددت وزارة خارجيتها في بيان، على ضرورة أن يكون "التحقيق بشكل كامل وشفاف".

المعارض الروسي ينظم احتجاجات ويتم اعتقاله

متحدث الخارجية البريطانية، قال “إن المعارض الروسي تعرض في السنوات الأخيرة للسجن من قبل السلطات الروسية بتهم ملفقة، كما أن روسيا سممته بغاز أعصاب محظور، وأرسلته إلى مستعمرة عقابية في القطب الشمالي”، فيما قال وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون، “إنه لا بد من التحقيق في وفاة نافالني”. 

صورة المعارض الروسي على جدار السفارة الروسية بلندن

كما عبر الأمين العام لحلف "الناتو"، فور إعلان وفاة نافالني، عن قلقه من التقارير الإعلامية حول وفاته، قائلًا "أشعر بحزن عميق وقلق إزاء هذه التقارير من روسيا عن وفاة أليكسي نافالني".

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، "من الواضح أن بوتين قتل نافالني، ويجب أن يتحمل المسؤولية"، فيما اعتبر البيت الأبيض، أنها "مأساة فظيعة في حال تأكدت".

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، للإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر"، إن تاريخ الكرملين "الطويل والقذر" في إيذاء معارضيه “يثير أسئلة حقيقية وواضحة حول الوفاة”.

المعارض الروسي 

واتهم رئيس لاتفيا، إدغارز رينكيفيتش، الكرملين باغتيال المعارض بقوله "نافالني قُتل بطريقة وحشية على يد الكرملين"، فيما قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن روسيا "المسئولة الوحيدة"، وكتب ووزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني، عبر منصة إكس، "مقاومة نافالني لنظام القمع كلفته حياته".

بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إن روسيا "المسؤولة الوحيدة" عن وفاة نافالني، فيما وصف المستشار الألماني أولاف شولتس وفاة نافالني بـ"المحزنة"، كما حملت الخارجية النرويجية موسكو مسؤولية الوفاة.

search