السبت، 05 أكتوبر 2024

11:02 ص

"ناصر" يفصح عن وثائقه.. ومعلقون: رؤية تصحيحيّة نفتقدها في 2024

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

عبد اللطيف صبح

A A

ألمحت أسرة الرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر، إلى احتمال “اغتياله”، وأن وفاته لم تكن طبيعية.

وقال نجل الرئيس الزعيم الراحل، عبد الحكيم عبد الناصر، إن القدر لم يمهل أباه ليرى نصر أكتوبر المجيد بجيشه الذي بناه، واستدرك قائلا: "لم يمهله القدر أو الأعداء، هناك علامات استفهام كثيرة حول وفاته".

عبد الحكيم عبد الناصر

وأضاف عبد الحكيم، خلال حفل توقيع كتاب "عبد الناصر الأخير.. أخطر الاعترافات والتحولات في الوثائق السرية"، للكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل، في نقابة الصحفيين، أمس الأول، أن الكثيرين اعتقدوا، عن طريق الجهل أو سوء النية، أن هزيمة 1967 كانت النهاية، إنما كانت هي بداية.

وثائق درجة أولى

وقال عبد الحليم قنديل، عن الكتاب: “لأول مرة لدينا وثائق درجة أولى لم تمتد لها يدًا من الشك”، مُشيرًا إلى أن ما قاله عبد الناصر في تلك الوثائق نقد وتصحيح ذاتي، بل يصلح كـ"برنامج لإنقاذ مصر 2024".

وعن موقف عبد الناصر من هزيمة 1976 بعد حدوثها، يقول الكاتب "ناصر أبى أن يُحمِّل أحدًا غيره مسؤولية الهزيمة"، واستطرد: "عبد الناصر كتب بخط يده أنه رفض جزءًا من خطاب التنحي الذي أعده الراحل محمد حسنين هيكل كان يُحمل ناصر نصيبه من المسؤولية".

وقال قنديل: "ناصر كتب بخط يد: قلت له – يقصد هيكل – ماذا تعني بأتحمل نصيبي من المسؤولية؟ أنا أتحمل المسئولية كاملةً".

الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل

المسجونين السياسيين

قنديل تطرق خلال استعراضه للكتاب إلى الحديث عن الحقبة الناصرية وما يتردد بشأنها حول تضييق المجال العام وارتفاع عدد المسجونين السياسيين، قائلا "الوثائق المكتوبة بخط يد الزعيم الراحل حسمت كل النقاشات التي يُهيئ للبعض صحتها".

واستطرد "عبد الناصر حين رحل فجأة عام 1970 كان عدد المسجونين السياسيين، وأسميهم كما تريد أسميهم معتقلين سياسيين أو مسجونين بمن فيهم مسجون لاعتبارات التجسس لحساب إسرائيل، 273 شخصًا فقط".

وحين جاء الحديث عن قائد الجيش المصري في عهد عبد الناصر المشير عبد الحكيم عامر، قال قنديل: "ليت عبد الناصر قبل استقالة عامر منذ اللحظة الأولى عام 1962"، في إشارة إلى أنها ربما كانت فرصة لحماية مصر من هزيمة 1967.

رئيس اتحاد الكتاب الأسبق - محمد سلماوي

نقد ذاتي

وأشار رئيس اتحاد الكتاب الأسبق، محمد سلماوي، إلى أن الوثائق كشفت عن نقد عبد الناصر نفسه لسياساته، قائلا: "النقد الوارد بها شديد ويتفوق على نقد بعض أعداء تجربة عبد الناصر الذين ملأوا الصحف بالنقد اللاذع في السبعينات"، وتابع: "من يطلع على النقد يرى رؤية تصحيحية لم نصل لها بعد 50 سنة من رحيل صاحبها".

وتابع: "الوثائق التي تناولها الكتاب بالدراسة غاية في الخطورة، ربما تكون من أخطر الوثائق التي خرجت منذ رحيل عبد الناصر".

وأشار سلماوي، إلى أن قنديل قدم من خلال كتابه الأخير دراسة جيدة للعمل المؤسسي الذي خرجت به هدى عبد الناصر.

جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر

غياب المعارضة

دافع الناصريون عن فرض سياسة الحزب الواحد في عهد عبد الناصر في أعقاب ثورة يوليو 1952، وكشفوا عن نقده للتجربة نفسها بعد هزيمة 1962.

عبد الحليم قنديل قال إن: "شعبية عبد الناصر حجمت إنشاء أي تنظيم سياسي لأنه كان قادرًا على التواصل مع الشعب بشكل مباشر لما يتميز به من صفات القائد".

search