كن يقظا.. هل يخاطر كريم عبد العزيز بنجوميته في "الحشاشين"؟
توليفة رائعة نسجتها "سينرجي" بكلمات وتأليف وحبكة عبد الرحيم كمال، ورؤى وتوجيه بيتر ميمي، وكان على رأس التوليفة المميزة اختيار كريم عبد العزيز بطلا للعمل.
لم يعتمد كريم على وسامته أو كونه "جان تمثيل"، يملك كاريزما مميزة لدى جمهوره، فاختار أن يشارك الجمهور أجواء رمضان هذا العام بشخصية مختلفة تماما ومعقدة على غير العادة من اختياره لشخصياته التي يقوم بأدائها.
بعد أن قدم "الاختيار"، وكان الضابط الوطني الحامي لأرضه وشعبه ضد الإرهاب، وبمنتهى السلاسة في الأداء، كسب تعاطفا كبيرا من الجمهور في كل مشاهده أثناء العمل الدرامي، ولم يفقده أبدا، فدائما هو البطل المناسب لكل عمل يقدمه.
كريم يفوز دائما
ربما يخطىء، ولكن يفوز دائما في النهاية، فلم يكره الجمهور (يحيى) في "الفيل الأزرق" رغم سلوكه غير السوي من كونه شخص مخمور أو ضعيف مصاب بالاكتئاب الدائم، بل انتظر الجزء الثاني واستقبله بنجاح، وقد ينتظر الثالث أيضا، حتى في تناوله لأعمال “اللايت” لم يقدم أبدا الدور أو شخصية الفلين “المكروه بالعمل الدرامي”).
عندما نشاهد "الحشاشين"، قد ندخل في جدلية حول اختيارات صناع العمل لأبطال العمل، وعلى رأس هذا الاختيارات تقديم كريم عبد العزيز لشخصية "حسن الصباح" التاريخية، فربما يرى الكثيرون أن غير من فكره الفني الذي تميز به الفترة الأخيرة على الساحة الدرامية باهتمامه بهموم وطنه وما يعانيه من إرهاب فشارك هو والكثير في تاريخه.
"الحشاشين" هو تكملة لسلسة أعمال تصرخ في وجه العالم “المتفرج”، بأن تكن يقظا، يقظ لما يفعله الإرهاب باسم الدين، لما يتسلل من فكر متطرف إلى عقول الشباب أو فقراء العلم أو ضعفاء المعرفة.
أزاح عبد الرحيم كمال الغبار على واحدة من أخطر الحركات السرية للاغتيال في تاريخ العالم الإسلامي، ففتش في تراث تاريخي ليعيد لنا حكيه بطريقة درامية سلسة في تناولها، ولكنها مركبة في إنتاجها، فعمل تاريخي مثل "الحشاشين" يحتاج إلى كم من الإكسسوار والديكور والملابس والمكياج، إلى تصوير المشاهد المختلفة في مناطق متعددة من كونه في حقبة زمانية مختلفة ومناخ مكاني مختلف أيضا.
محلمة تاريخية
“الحشاشين” يظهر ملحمة الصناع لإنتاج هذا العمل من معارك وإكسسوار، تم تنفذيها بأيدي مصرية، مثل الأسلحة المستخدمة من سيوف وخناجر، ما يجعله يستحق كل الشغف لمشاهدته، فضلا عن التصوير في أكثر من قارة وأكثر من بلد لـ"محاكاة الموت- قلعة الحشاشين"، التي كتب في التاريخ عن طقوسها المميزة وبنائها الأسطوري، وأداء شخصية بطل العمل والتي ينتظر أن يمتع كريم عبد العزيز الجمهور من خلالها، فيجد أنه أمام "حسن الصباح" المتطرف صاحب أكبر حركة اغتيالات سرية في التاريخ الإسلامي.
“حسن الصباح” اتسم بدهاء ومكر مكنه من اغتيال أهم وأكثر الشخصيات التاريخية، وتختلف معه في الفكر أو تعارضه في المنهج، كان لديه الكثير من العلم مكنه من وضع مبدأ نشر الخوف والرعب في نفوس من يعارضه، وكان يتبع طرقا مدهشة في قتلهم.
فرقة "الحشاشين" عرف عنها الدموية والجرأة في مواجهة الخصوم، وكان المسلمون السنة والصليبيون على السواء يخافون من وحشيتهم ودمويتهم، ومهاراتهم غير المتوقعة في التخفي والقتل.
وثق مؤرخون أن لا أحد استطاع أن يهزم “الحشاشين”، وأن حسن الصباح ظل محتميا في “الموت” قلعته في فارس، حتى جاء هولاكو ووضع خطة عسكرية للقضاء على طائفتي الإسماعيلية الحشاشين، ودمرت القلعة.
لغز الحشاشين
يبقى اللغز، هل "الحشاشين" مدافعون عن عقيدة أم قتلة مأجورين؟، فقد جاء التاريخ بأنهم اغتالوا غير المسلمين مثل الصليبي (كونراد) ملك بيت المقدس، وفى نفس الوقت تحالفوا معهم ضد صلاح الدين عندما أسقط الخلافة الفاطمية وأرسل "الحشاشين" في اغتياله أكثر من مرة.
كل هذا الجدل الذي تتضمنه الرواية التاريخية، يحمله صناع العمل على عاتقهم حين تقديم عمل مثل هذا، غير أن المتفرج قد يكون متعطشا لمثل هذه النوعية من الأعما، بعد الدعاء بأن العمل التركي قد تفوق في تلك النقطة الفترة الأخيرة، لكن يظل العمل الدرامي المصري له توليفته الخاصة التي تمكنه من تصدر الدراما التاريخية.
كريم عبد العزيز فنان قارىء يملك أدواته الفنية جيدا، وكونه يقبل بمثل هذه الشخصية ويخاطر بنجوميته فقد يتأثر جمهوره وينفر منه في تناوله مثل هذه الشخصية الدموية، إلا أنه في اختبار كبير وصعب هو وطاقم العمل، وخاصة عبد الرحيم كمال، فكيف كانت المعادلة لتقديم بطل محبوب في شخصية مثل الصباح وكيف كان النتاج؟، من هو حسن الصباح وهل سنتعاطف معه؟، ما هي “الموت”؟، ومن هم “الحشاشين”؟، هو ما سنشاهده خلال الموسم الرمضاني في عمل جدير بالمشاهدة، بطولة كريم عبد العزيز، وفتحي عبد الوهاب، ونور، وأحمد عيد، ونضال الشافعي، وإسلام جمال، وعدد كبير من الفنانين، من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمي.
الأكثر قراءة
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
ليه "كامل العدد +1"؟ لأن لسه في جوه.. هو لسه في جوه؟
13 مارس 2024 08:19 م
أكثر الكلمات انتشاراً