الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:35 م

"مجزرة النابلسي" استهداف بعد تجويع وطحين ملطخ بالدماء

مجزرة دوار النابلسي في غزة

مجزرة دوار النابلسي في غزة

ميار مختار

A A

استُشهد 104 أشخاص وإصيب أكثر من 700 آخرين، في مجزرة "النابلسي" بقطاع غزة، حيث كان يتجمع الفلسطينيون المحاصرون من دبابات العدو وشبحي الجوع والبرد، ينتظرون دورهم لتلقي جزء من الطحين لتناول طعام لم يدخل بطونهم الخاوية منذ شهور مضت.

 

دوار النابلسي

قُرب دوار النابلسي، شمالي قطاع غزة، استشهد 104 فلسطينيين وإصيب 760 آخرين، في مجزرة بشعة، حدثت بعدما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي تجمعًا لمواطنين ينتظرون الحصول على الطحين ومساعدات إنسانية، وهو ما أعلنه مكتب الإعلام الحكومي في غزة.

مع سبق الإصرار والترصد

المكتب الحكومي في غزة، نوه إلى أن الاحتلال ارتكب هذه المجزرة مع سبق الإصرار في إطار الإبادة الجماعية لأهالي القطاع، حيث كان يعلم بوصول الضحايا إلى المنطقة للحصول على مساعدات، لكنه قتلهم بدم بارد، ولم يكن بوسع المكتب سوى مناشدة العالم والدول العربية والإسلامية، للتدخل الفوري لوقف حرب الإبادة الجماعية، محملًا الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية عن هذه المجزرة المروعة.

هارون الرشيد

الطريق الساحلي، المعروف باسم "هارون الرشيد"، في منطقة "الشيخ عجلين" شهد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، التي فتحت نيرانها عبر الدبابات المتمركزة على هذا الطريق، باتجاه الآلف من المواطنيين في شمال القطاع المحاصر.

مجمع الشفاء وكمال عدوان

بعد ارتكاب المجزرة، جرى نقل الشهداء والجرحى إلى مجمع الشفاء ومستشفى كمال عدوان ومسشفى العودة، في  ظل غياب الإمكانات الطبية اللازمة، ونقص المعدات، في وقت خرج أكثر من 31 مستشفى عن الخدمة من القطاع من أصل 36، جراء القصف والتدمير والحرمان من الإمدادات الطبية والوقود والكهرباء، فضلًا عن استهداف 152 مؤسسة صحية جزئيًا، وفق وزارة الصحة.

وقال مدير التمريض بمستشفى كمال عدوان، في بيان اليوم، إن معظم الإصابات في القصف الإسرائيلي على دوار النابلسي حالاتهم حرجة، مرحجًا استشهاد معظم المصابين، خصوصًا مع عدم وصول مساعدات طبية ومواجهة أزمة في إنقاذ الجرحى.

الصحة الفلسطينية

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن المجازر الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال تشكِّل تحولًا جديدًا في مسلسل الإبادة الجماعية، ورجّح أن ترتفع حصيلة شهداء مجزرة شارع الرشيد قرب دوار النابلسي بعد وصول عدد كبير من الحالات الحرجة إلى مجمع الشفاء.

تنديد بالمجزرة

من جانبها، أعربت منظمة "أوكسفام" الخيرية، في بيان لها اليوم، عن صدمتها إزاء التقارير التي تفيد بمقتل أشخاص في غزة أثناء انتظارهم المساعدات الغذائية، وأضافت في منشور على منصة "إكس" أن تعمُّد إسرائيل استهداف المدنيين بعد تجويعهم يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية الدولية، وأن خطر الإبادة الجماعية بات حقيقة.

بدوره، أدان الأزهر المجزرة بأشد العبارات، قائلًا في بيانه "المجزرة هي مشهد يبرهن على ضعف المجتمع الدولي وعجزه أمام تجرد كل منسوبي جيش هذا الكيان المحتل من كل معاني الرحمة والإنسانية، وتشبعهم بالوحشية، وتلذذهم بحصد أرواح الفلسطينيين الأبرياء".

 وأدانت الرئاسة الفلسطينية، المجزرة، وقالت وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن "سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءًا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا، وتتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية كاملة، والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية".

كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات، المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بغزة، والتي خلّفت العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى.

بدورها أدانت مصر، عبر بيان أصدرته وزارة الخارجية، الاستهداف الإسرائيلي اللاإنساني لتجمع من المدنيين الفلسطينيين العُزّل الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات الإنسانية في دوار النابلسي شمال قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين، واعتبرت أن استهداف مواطنين مسالمين يهرولون لالتقاط نصيبهم من المساعدات الإنسانية جريمة مشينة، وانتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهتار بقيمة الإنسان وقدسية روحه.

كما أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مجزرة دوار النابلسي في غزة التي اتركبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق المدنيين العُزل بقطاع غزة صباح اليوم، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 70 شهيدا تجمعوا للحصول على الطعام.

الخروج من مربع الصمت

ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية إلى الانعقاد العاجل واتخاذ ما يُلزم إسرائيل بوقف القتل الجماعي والتطهير العرقي في غزة، داعية الدول العربية للخروج من مربع الصمت إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من جريمة إبادة، كما وحثت على التظاهر بشكل واسع تنديدًا بالمذبحة.

دخول المساعدات

وجرى إدخال 116 شاحنة إلى القطاع المحاصر، أمس، على النحو التالي، 92 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم، منها 89 شاحنة مساعدات، و3 شاحنات قطاع خاص، أما عبر معبر رفح، فتم إدخال 24 شاحنة من خلاله، منها 4 شاحنات غاز طهي، و18 تحمل موادًا غذائية ومياه، و2 للأدوية والمستلزمات الطبية، وفق تقرير عمل المعبر أمس.

وقال اتحاد بلديات قطاع غزة، في بيان اليوم، إن محافظتي غزة والشمال لم يصلهما أي كميات من الوقود منذ نهاية أكتوبر الماضي، وطالبوا بضرورة إدخاله للتمكن من توفير الخدمات الأساسية في القطاع.

عرضة للخطر

بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، على حسابه بمنصة "إكس"، اليوم، إن نقل المساعدات الإنسانية إلى غزة، يعرض جنود جيش الدفاع الإسرائيلي للخطر، مضيفًا "يجب تقديم الغطاء التام لمقاتيلنا الأبطال الذين يعملون في غزة والذين عملوا بشكل ممتاز في مواجهة حشد الغزيين الذين حاولوا المساس بهم والاعتداء عليهم، ما يعني أن هذا سببًا واضحًا لضرورة وقف إدخال المساعدات التي هي بالفعل مساعدة لتعريض الجنود للخطر وتعتبر بمثابة أوكسجين لحركة حماس".

search