الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:47 م

حرق الزي العسكري الأمريكي أمام سفارة إسرائيل في واشنطن.. ما القصة؟

الجنود الأمريكيون في وقفة احتجاجية

الجنود الأمريكيون في وقفة احتجاجية

ميار مختار

A A

تعددت أشكال تضامن الشعب الأمريكي مع قطاع غزة والفلسطينيين المحاصرين هناك، ووصلت إلى غضب واعتراض وتنديد واضح من جنود أمريكيين انتهت خدمتهم، الذي صرحوا علانية عن رفضهم الإبادة الجماعية في القطاع.

حرق الزي العسكري

في وقفة احتجاجية أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة واشنطن، وقف عدد كبير من الجنود الأمريكيين بهدف نصرة القضية الفلسطينية وتأييدًا للطيار الأمريكي، آرون بوشنل، وخلال احتفال تأبيني أحرق قدامى المحاربين الأمريكيين، والناشطون المناهضون للحرب، في وسط مدينة سان خوسيه، ملابسهم العسكرية في لفتة رمزية وشخصية.

الجنود المحتجون في وقفة أمام السفارة

أقفوا النار

الملابس التي قام الجنود بخلعها، بعدما كانوا يرتدونها، كُتب عليها "أوقفوا إطلاق النار الآن"، هاتفين بعبارات مفادها أن السياسة الخارجية الأمريكية موّلت وسلّحت الإبادة الجماعية في غزة.

آرون بوشنل

كان المشهد الأخير في حياة "آرون بوشنل"، الطيار الأمريكي الذي يبلغ من العمر 25، هو إضرام النيران في جسده أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن، صارخًا "فلسطين حرة"، بعد ما قال في مقطع فيديو سبق الحادث "اسمي آرون بوشنيل، عضو نشط في القوات الجوية الأمريكية، ولن أكون شريكًا بعد الآن في الإبادة الجماعية، الآن أنا على وشك المشاركة في عمل احتجاجي متطرف، ولكن مقارنة بما شهده الناس في فلسطين على أيدي مستعمريهم، فهو ليس متطرفًا على الإطلاق، وهذا ما قررت طبقتنا الحاكمة أنه سيكون طبيعيًا".

الطيار الأمريكي الذي أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن

علقت قائدة جناح الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع السبعين، العقيد سيلينا نويز، على الحادث قائلة، “عندما تحدث مأساة كهذه، يشعر بها كل فرد في القوات الجوية، نعرب عن تعازينا العميقة لعائلة وأصدقاء الطيار الكبير بوشنيل”.

وتجمع المئات لإضاءة الشموع في شيكاغو، تكريمًا لبوشنل وجميع الذين فقدوا حياتهم في النضال من أجل فلسطين.

صور للضابط الأمريكي الذي أحرق نفسه

تكلفة الحرب

ضمن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الجنود الأمريكيون، تبادلوا الحديث عن تكلفة الحرب وتقديم الدعم الأمريكي لإسرائيل خلال فترة الحرب، كما سلطوا الضوء على قرابة الـ30 ألف ضحية فلسطينية منذ بداية الحرب على قطاع غزة. 

كان ذلك بعد خطابات مؤثرة للغاية، بما في ذلك خطاب لأحد قدامى المحاربين في حرب فيتنام، والذي كان جزءاً من حزب الديمقراطيين الاشتراكيين، وقام بتنظيم الكثير من الفعاليات المناهض للحرب، كما ذكر ناشطون أميركيون في حساباتهم.

موجة غضب

صحيفة "بوليتكو" الأمريكية، اعتبرت حينها، وفاة الجندي الأمريكي “بوشنيل” ذروة موجة عدم الرضا المتنامية ضد سياسة البيت الأبيض بشأن غزة، وأعربت عن خشيتها من أن يؤدي حادث بوشنيل إلى تبلور مزيد من الأفعال العلنية لموظفي الدولة أو عناصر في مختلف أفرع القوات المسلحة للتعبير عن مشاعرهم ضد السياسات الراهنة.

صيام لمدة يوم

في نهاية يناير الماضي، أعلنت مجموعة موظفين حكوميين أمريكيين الصيام عن الطعام ليوم واحد، وذلك للتضامن مع غزة، وفي مسعى منهم للفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية هناك وللتنديد بسياسة جو بايدن تجاه إسرائيل.

وهو ما قالته مجموعة "الفيدراليون المتحدون من أجل السلام"، في بيان لها، وهي مجموعة من العمال ينتمون لأكثر من 20 وكالة حكومية، حيث أعلنت تنظيم إضراب عن الطعام لمدة يوم واحد، يعبر عن شعورها بالإحباط من الأحداث التي تشهدها غزة، وقالوا إن "يوم الصيام واحد يأتي بمثابة رد على استخدام إسرائيل للتجويع كسلاح حرب من خلال تعمد حجب الغذاء ومنع دخوله إلى غزة".

احتجاجات يومية

وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، أصبحت الاحتجاجات ضد إسرائيل حدثًا شبه يومي في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي هجومه الوحشي ضد غزة في 7 أكتوبر، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 29 ألف شخص في الحرب على غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة.

مع تزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، كانت السفارة الإسرائيلية موقعًا للاحتجاجات، ولكن نادرًا ما أدت إلى أعمال عنف.

في ديسمبر الماضي، أحرق أحد المتظاهرين نفسه أمام القنصلية الإسرائيلية في أتلانتا بجنوب شرق الولايات المتحدة.

search