الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:16 ص

سجين أمريكي يتبرع براتبه لجهود الإغاثة في غزة.. ما القصة؟

حمزة المسجون بأحد سجون كاليفورنيا

حمزة المسجون بأحد سجون كاليفورنيا

تيمور السيد

A A

جمع متبرعون أكثر من 100 ألف دولار لرجل يدعى "حمزة" مسجون في الولايات المتحدة، تبرع براتبه البالغ 17.74 دولار نظير عمله بأعمال النظافة في أحد سجون كاليفورنيا، لجهود الإغاثة في غزة، فما القصة؟

في الشهر الماضي، شارك المخرج السينمائي جوستين مشوف، المقيم في لوس أنجلوس، والذي كان على تواصل مع الرجل البالغ من العمر 56 عامًا - والمعروف فقط باسم حمزة - صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي لسجل وقت حمزة لشهر أكتوبر داخل السجن، وشيكًا بقيمة 17.74 دولار تبرع بها لصالح جهود الإغاثة في غزة.

أشار سجل وقت حمزة لشهر أكتوبر داخل محبسه إلى 21 يومًا من العمل في أعمال النظافة، بإجمالي 136.50 ساعة.

وكتب مشوف على موقع “إكس”، "لقد تبرع أخ مسجون أتواصل معه بمبلغ 17.74 دولار لجهود الإغاثة في غزة، هذا التبرع هو مبلغ 136 ساعة من عمله النظافة في السجن، نرجو أن يضاعف الخالق تبرعه الصادق".

 


وسرعان ما انتشر منشور مشوف عن تبرع حمزة على نطاق واسع مع أكثر من 24000 إعجاب وأكثر من 8200 إعادة تغريد.

وعلى إنستجرام، شاركت منظمة "حركة الشباب الفلسطيني" قصة حمزة، وكتبت “إن بعض أعمق أشكال التضامن مع فلسطين في الولايات المتحدة تكمن في نظام السجون - ليس اليوم فقط ولكن تاريخيًا”.

وقالت المنظمة، إن "نظام السجن في الولايات المتحدة وفي فلسطين المحتلة هو في نهاية المطاف امتدادات لنفس المشروع الإمبراطوري – الذي يسعى إلى تجريم وجود المضطهدين، وجعلهم غير مرئيين، وتحييدهم كتهديد للنظام الاجتماعي السائد".

ووفقاً للسجلات القانونية التي استعرضتها صحيفة واشنطن بوست، أُدين حمزة بتهمة القتل من الدرجة الثانية في عام 1986 وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً مدى الحياة. وفي وقت اعترافه بالذنب، كان حمزة لا يزال مراهقًا.

في صفحة حملة GoFundMe التي أنشأها مشوف لحمزة، كتب “في الثمانينيات، أطلق حمزة النار بطريق الخطأ على أحد أفراد أسرته، مما أدى إلى مقتل الضحية، مما أدى إلى سجنه لأكثر من أربعة عقود، لقد عاش مع ألم فقدان أحد أفراد عائلته بسبب خطأ كل يوم منذ عقود، وأثناء وجوده في السجن، أصبح مسلمًا متدينًا ويطالب بالإفراج المشروط منذ عقود.

وقال مشوف، في بيان على صفحة الحملة، أنه من المقرر أن يتم إطلاق سراح حمزة نهاية شهر مارس المقبل.

ومنذ إنشائها، جمعت الحملة 102.187 دولار لرحلة عودة حمزة، وسيتم استخدام الأموال في الإيجار والمرافق والملابس والبحث عن عمل والتدريب، بالإضافة إلى خدمات الهاتف المحمول، وفقًا للحملة.

وأعلن حمزة ، في بيان نشره على موقع "إكس" يوم الأربعاء، قراره بتعليق الحملة، وكتب "من قلبي أشكركم جميعاً على كرمكم ولطفكم في التبرع بهذه الأموال لمساعدتي ومساعدتي عند إطلاق سراحي من السجن".

وأضاف “ومع ذلك، يجب أن أطلب من كل واحد منكم الآن أن يرجو أن ينظر ويفكر في معاناة الأطفال والأمهات والآباء في فلسطين واليمن وأفريقيا الذين يعيشون في ظل ظروف غير إنسانية، ويتعرضون للقصف كل ساعة من اليوم، دون ماء أو مأوى والدواء والغذاء، وهم أناس عاديون ومواطنون مثلكم جميعًا يعيشون حياتهم ليس لهم علاقة بالسياسيين، لكنهم يعانون بشكل إنساني”.

ويأتي تبرع حمزة لجهود الإغاثة في غزة في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل قصف القطاع منذ 7 أكتوبر، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 60 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، الأمر الذي أثار غضباً دولياً واسع النطاق.

وقد تم تهجير ما يقرب من مليوني شخص قسرًا بسبب القصف الإسرائيلي المكثف على القطاع، حيث يبحث 1.5 مليون فلسطيني عن مأوى في مدينة رفح الجنوبية.

وحذرت وكالات الإغاثة مرارا وتكرارا في الأشهر الأخيرة من أن الفلسطينيين يدفعون إلى حافة المجاعة بسبب نقص الغذاء والمياه، فضلا عن الوقود والإمدادات الطبية. 

وفي الوقت نفسه، حذر خبراء الأمم المتحدة من أن "الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل، تشير إلى حدوث إبادة جماعية".

search