الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:07 م

الدولار والبورصة والذهب.. كيف استقبلت الأسواق قرار تحرير الجنيه؟

عملات من فئة الـ100 جنيه على خلفية من الدولارات

عملات من فئة الـ100 جنيه على خلفية من الدولارات

ولاء عدلان

A A

استقبلت الأسواق المصرية صباح اليوم الأربعاء، خبرًا شكل أربك حساباتها، إذ قرر البنك المركزي تحرير سعر الصرف بعد أن تعززت الرهانات خلال الأيام القليلة الماضية على تأجيل القرار بعد صفقة رأس الحكمة البالغة قيمتها نحو 35 مليار دولار. 
وقال الخبير المصرفي الدكتور عزالدين حسانين، إن القرار إيجابي جدًا لكنه شكل مفاجأة إذ مالت توقعات المؤسسات المالية الدولية في أعقاب إعلان الحكومة عن إبرام صفقة رأس الحكمة في 23 فبراير الماضي لترجيح تأجيل القرار لاسيما بعد أن تمكنت الصفقة من توجيه ضربة قاسية للسوق الموازية ودفعت سعر الدولار فيها إلى سقوط حر من مستويات الـ63 جنيهًا إلى ما دون الـ50 جنيهًا للدولار الواحد بعد أن كسر حاجز الـ70 جنيهًا خلال يناير الماضي.

السوق السوداء

أوضح حسانين، أن القرار يسهم في تقويض السوق الموازية على نحو كبيرـ وقد يؤدي إلى اختفائها تمامًا بشرط أن يضخ المركزي سيولة دولارية كافية في البنوك العامة بالدولة ودون قيود لتلبية احتياجات جميع المستثمرين والمستوردين والإفراج عن السلع المتراكمة في الموانئ. 
وبحسب متعاملين في سوق العملات، ارتفع سعر الدولار الموازي صباح اليوم بنحو 14% ليقفز إلى 53.5 جنيهًا ارتفاعا من مستوى إغلاق أمس البالغ 46.7 جنيه، لكن هذا أيضًا تزامن مع تحرك سعر الصرف رسميًا في البنك المركزي باتجاه مستوى 49.6 جنيه ما يمثل 37.7% خفضًا في قيمة الجنيه من مستواه السابق البالغ 30.8 جنيه للدولار الواحد.

وعلى شاشات البنوك التجارية، تراوح سعر الصرف بين 49.5 و50.8 جنيه في ختام التعاملات.
وتوقع حسانين، أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تقلبات حادة بسعر الصرف قبل أن يستقر لدى مستويات 36 جنيهًا للدولار وفقًا لتقديرات صندوق النقد المعلنة مطلع هذا العام، لكنه حذر من احتمالات أن تعاود السوق السوداء نشاطها حال عدم تمكن البنوك من تلبية احتياجات السوق من العملات الصعبة، مشيرًا إلى أن هذه الاحتمالات تبقى ضعيفة مع رفع صندوق النقد اليوم لقيمة التمويل من 3 إلى 8 مليارات دولار وارتفاع التوقعات بشأن ضخ الصندوق لمبلغ قد يصل إلى 3 مليارات دولار دفعة واحدة لتعزيز مرونة الاقتصاد المصري. 

البورصة والتعويم 

أغلقت مؤشرات البورصة المصرية تعاملات اليوم على تراجع جماعي وسط خسائر سوقية للأسهم بنحو 48 مليار جنيه، بعد أن ربحت خلال مستهل التعاملات أكثر من 80 مليار جنيه بالتزامن مع كسر مؤشرها الثلاثيني إيجي إكس 30 لمستويات 32 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه، متأثرا بصدمة الإعلان عن قرار تحرير سعر الصرف. 
وفي ختام تعاملات الأربعاء، استقر مؤشر الأسهم الأكثر نشاطًا عند مستويات 29743 نقطة منخفضًا بنحو 3% وسط تراجع شبه جماعي لقطاعات السوق باستثناء قطاعات البنوك والطاقة والمواد الأساسية والمنسوجات، وعلى صعيد حركة الأسهم ارتفعت أسهم 43 شركة فقط مقابل تراجع 128 سهمًا. 
وأوضح خبير الأسواق المالية حسام عيد، أن نزول السوق في نهاية التعاملات أمر طبيعي بعد ارتفاعها بقوة في المستهل واختبارها مستوى الـ32 ألف نقطة التاريخي، تحت التأثير النفسي لقرار تحرير سعر الصرف الذي شكل مفاجأة للأسواق، ومن المتوقع أن يطلق موجة من إعادة تسعير الأسهم المتدولة ويعزز جاذبية الاستثمار في البورصة لتحلق إلى مستويات تاريخية قد تتجاوز الـ33 ألف نقطة خلال الفترة المقبلة. 

الذهب يلمع 

شهدت أسعار الذهب زيادة ملحوظة في أعقاب الإعلان عن قرار تحرير سعر الصرف، ليقفز سعر عيار 21، المفضل لدى المصريين، إلى 3200 جنيه مع حلول الساعة الـ3:00 بتوقيت القاهرة، بعد أن استهل تعاملات اليوم عند مستويات 2980 جنيهًا، ما يشكل زيادة بنحو 220 جنيهًا خلال ساعات فقط. 
سجل جرام الذهب عيار 24 مستوى 3657 جنيهًا، وارتفع سعر جرام الذهب عيار 18 إلى مستوى 2743 جنيهًا، وصل سعر الجنيه الذهب دون احتساب المصنعية نحو 25600 جنيه. 
وأشار عضو رابطة تجار الذهب أمير رزق، إلى أن بعض التجار أوقفوا التعاملات والتسعير إلى حين استقرار أسعار المعدن النفيس في ظل تقييم السوق لتأثير قرار تحرير سعر الصرف. 

وتوقع أن تسهم قرارت المركزي الخاصة بتحرير سعر الصرف ورفع أسعار الفائدة 6%، في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن للمدخرات ومخزن للقيمة بعيدا عن مخاطر “الكاش”، فضلا عن كونه أداة للتحوط من التضخم، لافتا إلى أن أسعار الذهب العالمية خلال هذه الفترة تتجه للصعود وتسجيل مستويات تاريخية بالتزامن مع اتجاه البنوك المركزية الكبرى للتخلي عن سياسات التشديد النقدي وبدء إجراءات خفض أسعار الفائدة. 
 

search