الجمعة، 12 يوليو 2024

12:13 م

نواف الأحمد.. مسيرة إنجازات "كويتية" دامت 62 عامًا

الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير الكويت

الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير الكويت

أحمد سعد قاسم

A A
سفاح التجمع

كان للشيخ أحمد الجابر الأحمد الصباح، الأمير العاشر لدولة الكويت، 6 أبناء، هم بترتيب الأكبر عمرًا: محمد، جابر، صباح، نواف، مشعل، فهد. توفي أكبرهم في لندن عام 1975، وقتل أصغرهم على بوابة قصر الحكم، أثناء الاجتياح العراقي للكويت، أغسطس 1990، أما الأربعة الباقون، فقد جلسوا بالتتابع على عرش البلاد.

يتولى الأخ الأكبر الإمارة، ويختار من يصغره سنًّا لمنصب وليّ العهد، وعندما يسلم الروح لبارئها، يصبح وليّ العهد أميرا، ويختار التالي له في الترتيب العمريّ وليًّا للعهد.. وهكذا.

إصلاح شامل

نواف الأحمد، الذي انتقل من عالمنا، أمس السبت، هو الخامس في ترتيب الأشقاء، والأمير السادس عشر للكويت. وكان وليًّا للعهد لفترة 15 عاما إلا قليلا، كان خلالها فاعلا في العديد من الإنجازات في مجالات مختلفة، سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وثقافية وصحية.

تاريخ طويل من العمل السياسي سبق ولاية الشيخ نواف للعهد، ففي في 21 فبراير 1961 عيّنه الشيخ عبد الله السالم أمير الكويت آنذاك، محافظاً لمحافظة حَوَلّي، وفي 1978 عين وزيرًا للداخلية، وفي 1988 عُيّنَ وزيرًا للدفاع، وفي 1991 وزيرًا للشؤون الاجتماعية والعمل، وفي 1994 عُيّن نائباً لرئيس الحرس الوطني، ثم في 2003 عُيّن نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية.

في ديسمبر 2020، وبالتزامن مع أول انتخابات برلمانية بعد توليه الإمارة، وعد الشيخ نواف الأحمد بتنفيذ برنامج إصلاحي شامل لمواجهة كل التحديات. وحدد معالمه في التعاون الفعال بين الحكومة ومجلس الأمة، والالتزام بالقانون، والحوار الإيجابي المسؤول بين فئات الشعب الكويتي، وتحقيق المصلحة الوطنية المشتركة. 

وأكد الأحمد حينها على أهمية الوحدة الوطنية، وخلال حديث للشعب الكويتي، وصفها بأنها "سلاحنا الأقوى"، داعيَا إلى تضافر جهود الكويتيين لتجاوز الصعوبات والأزمات.

تطور القطاع الاقتصادي

شهدت الكويت تطورا ونموا في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وخلقت فرص استثمارية تنافسية، وحصلت على المرتبة الأولى عربياً والثالثة عالمياً في قيمة أصول الصندوق السيادي، التي تضاعفت ثلاث مرات. وتعزز دور القطاع الخاص في تنويع مصادر الدخل، ومواكبة التطورات الاقتصادية العالمية. وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن الكويت ستحقق النمو الاقتصادي الأعلى بين دول الخليج هذا العام. كما أظهر تقرير إحصائي ارتفاع مستوى معيشة ورفاه المواطنين، وتمتعهم بأحدث الخدمات في مجالات مختلفة.

تنمويا، نفذت القطاعات الكويتية المختلفة العديد من المشروعات التنموية العملاقة، أبرزها في مجال النفط، مثل مشروع الوقود البيئي الذي عزز مكانة الكويت في صناعة تكرير النفط وإنتاج المشتقات النفطية الأكثر أماناً للبيئة، وساهم في تعزيز الاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة.

وشهدت صناعة النفط تطوير مشروع مصفاة الزور، وهي الأكبر في الكويت، وأحد أكبر المشاريع العالمية لتكرير النفط، ومشروع مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال الذي يحتوي على رصيفين معدين لاستقبال أكبر ناقلات الغاز الطبيعي المسال في العالم. وهو ما أثمر عن توقيع عدد من العقود المهمة لتطوير إنتاج النفط والغاز، وتدشين أول عملية بحرية في ميناء الزور، وبدء التشغيل الآمن لمركز التجميع 31 الاستراتيجي الذي يساهم في إنتاج النفط والغاز والمياه المعالجة.

 

الصحة والشباب

في مجال الصحة، تم الانتهاء من بناء وتسليم مركز التلقيح بجسر جابر، وبدأ العمل في وحدة الإنجاب المساعد بمستشفى الأحمدي، وتم إجراء أول عملية ولادة لطفل من الأنابيب في مايو 2021.

وأولى الشيخ نواف الأحمد اهتماماً كبيراً بفئة الشباب وأمر مؤسسات وهيئات الدولة بالعمل على رعايتهم وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية، مما جعل الكويت تحتل المرتبة الأولى عربياً والـ27 عالمياً في مؤشر تنمية الشباب لعام 2021 من بين 181 دولة. 

في هذا الصدد أيضاً، دخلت الكويت في قائمة الدول ذات التنمية الشبابية العالية جداً، وهو أعلى تصنيف عالمي، وتضم هذه القائمة 34 دولة فقط، بينها الكويت واليابان وفرنسا.

search