الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:34 م

دراسة حقوقية: ثلث سكان العالم يعانون الجوع

صورة تعبيرية عن الجوع

صورة تعبيرية عن الجوع

عبد اللطيف صبح

A A

توقعت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان أن تشهد المنطقة العربية وضعًا إنسانيًا متأزمًا خلال العام الجاري 2024، نتيجة استمرار النزاعات والظروف المناخية الطارئة وتراجع الاقتصادات، لافتة إلى أنه نحو ثلث سكان العالم يعانون من الجوع.

جاء ذلك التحذير عبر العدد الثاني من الدورية البحثية "جهود الدول العربية للّحاق بالركب.. رؤية تقييمية لأهداف التنمية محل استعراض عام 2024" الصادرة عن مؤسة ماعت.

يأتي العدد الثاني من دورية ماعت بعنوان "الأمن الغذائي في المنطقة العربية.. ملف متأرجح بين مضمون الغايات وواقع المؤشرات"، بهدف تسليط الضوء على تقييم واقع الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المعني بالجوع في كافة أقاليم المنطقة العربية.

انتشار الجوع

وأكدت ماعت أنه في الوقت الذي وضعت فيه الأمم المتحدة هدف القضاء على الجوع في صدارة الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة خلال عام 2024، كان معدل انتشار الجوع هو الأعلى في البلدان منخفضة الدخل والبلدان العربية الأقل نموًا.

وأوضحت أن ثلث السكان تقريبًا يعانون من الجوع، في حين كانت معدلات نقص التغذية في البلدان التي تشهد نزاعات أعلى بنحو أربعة أضعاف مقارنة مع البلدان التي لا تشهد نزاعات، وأصبح يعاني ما يقرب من 171 مليون شخص من مستويات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي.

 

وضع إنساني متأزم

وأوضحت ماعت أن توقعات عام 2024 تشير إلى أن المنطقة العربية ستشهد وضع إنساني متأزم خلال هذا العام، نتيجة استمرار النزاعات والظروف المناخية الطارئة وتراجع الاقتصادات. ولا سيما منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا (فلسطين والسودان) لكونهما المناطق الأكثر اضطرابا.

وأشارت المؤسسة إلى أنه في ظل وضوح حقيقة أن الدعم الدولي أصبح لا يواكب الاحتياجات الأساسية، فمن المتوقع أن يزداد العبء المتمثل في سوء التغذية ونقص الغذاء بمعدلات عالية في ظل ارتفاع مؤشرات التضخم، ما يقود في النهاية إلى نتائج فقدان الحياة.

العنف والصراعات

وفي هذا السياق قال الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل، إن العنف والصراع المسلح المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد في مختلف البلدان العربية وفي غالبية بؤر الجوع، وأنه كلما طال أمد القتال صار تأثيره أكثر تدميرًا.

وأشار عقيل إلى ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاليًا باستخدام الجوع سلاحًا لإيذاء وقتل المدنيين في غزة، ويفتك الجوع بما يزيد عن 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة.

وتابع: "بالإضافة إلى ما تقوم به قوات الدعم السريع في إطار الصراع المسلح في السودان، حيث تتعمد قوات الدعم السريع إثارة التهديدات الأمنية وتعطيل عمل الوكالات الإنسانية، ما أسفر عن تعرض ما يقرب من 5 ملايين شخص في جميع أنحاء السودان إلى مستويات طارئة من الجوع".

إيذاء المدنيين

وطالب عقيل بفتح معابر الإمدادات الغذائية لغزة والتوقف عن إيذاء المدنيين الأبرياء وتهديد أمنهم الغذائي، كما أوصي الحكومات العربية بتطوير نُظم الأغذية الزراعية لديها، وجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات والأزمات الناشئة، وأكثر كفاءة وشمولية واستدامة لتحقيق مقاصد الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة.

من جانبها دعت الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت هدى عماد، جامعة الدول العربية إلى تعزيز التعاون مع الدول ولا سيما التي تعاني من الصراعات طويلة الأمد، والاحتلال، وتضاؤل الموارد الطبيعية لإنتاج الغذاء، والاعتماد الكبير على الواردات من أجل مواجهة كافة تلك التحديات وتعزيز الاكتفاء الذاتي من الموارد.

كما أوصت الدول العربية بنشر مفاهيم الاستدامة وممارساتها على نطاق واسع، وتبادل التجارب الناجحة بين الحكومات والدول والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة، وإيجاد حلول مبتكرة ومبدعة، لتوفير مصادر جديدة للغذاء، تقوم على التكنولوجيا الحديثة.

search