بعد حظر "تيك توك" في أمريكا.. برلمانيات: التوعية خيرٌ من المنع

أثار إعلان مجلس النواب الأمريكي، الموافقة على مشروع قانون من شأنه حظر تطبيق (Tik Tok) من العمل في الولايات المتحدة أو فرض البيع، بأغلبية 352 صوتا مقابل 65، تساؤلات حول مدى إمكانية تطبيق ذلك في مصر.

بحسب الأستاذ بالمعهد القومي للاتصالات وعضو مجلس إدارة هيئة الرقابة المالية ماريان عازر، فإن حظر أي تطبيق متاح من الناحية التكنولوجية، ولكن الحظر ليس الحل بينما التوعية والرقابة بأضرار تلك التطبيقات هي الأساس إذا كانت المشكلة تتعلق بسوء الاستخدام أو خوف أولياء الأمور على أبنائهم.

وأوضحت عازر لـ"تليجراف مصر" أنه في حالة حدوث حظر لأي تطبيق، يمكن أن يظهر تطبيق آخر، نظرًا لانفتاح العالم بشكل كبير، كما أن الحظر يتم التغلب عليه بالتحايل ومحاولة الدخول بوسائل أخرى.

وأكملت عازر بالقول: "لا يمكننا العزل عن العالم، خاصة وأن تلك التطبيقات لها فوائد وعيوب".

واستشهدت بلعبة "الحوت الأزرق" التي أثارت جدلًا واسعًا بسبب وفاة عدد من المراهقين جراء استخدامها، ما دفع الكثيرين للمطالبة بحظرها. إلا أن الأمر يتطلب الرقابة والتوعية وتحديد مواعيد محددة لاستخدام مثل هذه التطبيقات، خاصة من قبل الأطفال، حيث يظهر تطبيق جديد بمجرد حظر تطبيق آخر، مما يجعل السيطرة عليه أصعب.

وشددت على أن قرار أمريكا بحظره بسبب تداعيات الأمن القومي يبدو منطقيًا، وأنها قادرة على حظره من الناحية التكنولوجية.

مكلف تقنيًا

واتفقت معها عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب مها عبد الناصر، مؤكدة أن حظر تطبيق التيك توك أو أي تطبيق آخر داخل مصر ليس بالأمر السهل، ولكنه صعب ومكلف من الناحية التقنية.

وأضافت عبد الناصر أن حظر أي تطبيق بشكل عام غير مُجدٍ، لأنه يمكن التحايل والدخول عليه من خلال طرق أخرى، قائلة: "أنا أرفض الحظر لأنه يأتي بنتائج عكسية ولم يعد يطبق في أي دولة باستثناء أمريكا التي تحاول إجراءه وهو أمر سيء لأن العالم مفتوح".

ليس من شأن البرلمان

وأكدت وكيل لجنة الإتصالات بمجلس النواب مارثا محروس في تصريحاتها لـ"تيلجراف مصر" أن حظر تطبيقات بعينها ليس من شأن مجلس النواب، مضيفة أن البرلمان منوط بمناقشة مشروعات القوانين والاتفاقيات الدولية وليس حظر التطبيقات.

جمع بيانات

وجاء قرار مجلس النواب الأمريكي وفقا لآراء عديدة لمسؤوليين أمريكين قالو إن ملكية TikTok الصينية من المحتمل أن تمنح بكين وسيلة لجمع البيانات عن الأمريكيين والتأثير على الرأي العام.

في المقابل قال معارضو مشروع القانون إنه لا ينبغي للحكومة أن تعمل على حظر الشركات وإثارة مخاوف بشأن حرية التعبير.

ويقولون أيضًا إن TikTok اتخذت خطوات لمعالجة المخاوف بشأن ملكيتها، بما في ذلك ضمان تخزين جميع بيانات المستخدم الأمريكية في نظام سحابته، وليس في الخارج، وأن المخاوف بشأن الخدمة مبالغ فيها.

ويدعو التشريع شركة ByteDance، الشركة الأم لـ TikTok، إلى تجريد نفسها وإلا سيتم حظر المنصة من متاجر التطبيقات، وسيكون لدى ByteDance ما يزيد قليلاً عن 5 أشهر من صدور مشروع القانون للامتثال للقرار.

تحريض الأمريكيين

وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قال النائب الجمهوري مايك جالاجر: "لا يتعلق مشروع القانون هذا بالرقابة، بل يتعلق بعكس الرقابة، وهي دعاية ودعاية أجنبية تحرض الأمريكيين ضد الأمريكيين".

وأعرب المشرعون ومسؤولو الإدارة عن مخاوفهم من أن شركة Bytedance ستعطي بيانات المستخدمين الأمريكيين للحكومة الصينية.

وقالت الشركة إنها لم تتلق أي طلبات من هذا القبيل ولن تمتثل إذا فعلت ذلك.

ومن المفترض أن ينتقل مشروع القانون في مرحلته التالية خلال أشهر حيث يتوجه إلى مجلس الشيوخ.

وردا على سؤال حول كيفية تعامل المجلس مع هذا الإجراء، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك): "دعونا نرى ما سيفعله مجلس النواب".

وقال إنه سيتشاور مع رؤساء اللجان الديمقراطية “لمعرفة وجهات نظرهم”. وقال الرئيس بايدن إنه سيوقع مشروع القانون إذا وصل إلى مكتبه.

كبح جماحه

وقد قاوم تطبيق  TikTok، الذي يصل إليه أكثر من 170 مليون أمريكي، الجهود السابقة لكبح جماحه في الولايات المتحدة الامريكية.

وفي عام 2020، حاول الرئيس آنذاك دونالد ترامب حظر التطبيق من خلال أمر تنفيذي لم توافق عليه المحاكم في واشنطن وقتها.

ولمكافحة الحظر المحتمل، أنفقت TikTok الملايين على ممارسة الضغط في واشنطن في السنوات الأخيرة.

منذ عام 2019، أنفقت الشركة الأم ByteDance ما يقرب من 21.3 مليون دولار على ممارسة الضغط الفيدرالي، وفقًا لـ OpenSecrets، وهي منصة غير حزبية لتتبع الأموال في السياسة، وتحليل نماذج الكشف عن جماعات الضغط بواسطة صحيفة وول ستريت جورنال.

ويمكن للشركة أيضًا أن تطعن في هذا التشريع أمام المحكمة، بحجة أنه ينتهك التعديل الأول للدستور.

وبعد أن حظرت ولاية مونتانا التطبيق، العام الماضي، منع قاض فيدرالي إجراء الولاية، مشيرًا إلى مخاوف تتعلق بحرية التعبير.

ومن المتوقع أن يحضر الرئيس التنفيذي لـ TikTok، Shou Zi Chew، اجتماع الكابيتول مع أعضاء مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، على الرغم من أن البعض قالوا إنه لا يمكن التأثير على رأيهم في هذه المرحلة.

وترى الشركة أن التشريع بمثابة حظر فعال.