السبت، 06 يوليو 2024

08:34 م

أزمة النبيذ الأحمر في أستراليا.. وفرة هائلة تُهدد صناعة بأكملها

كوب من النبيذ الأحمر (صورة أرشيفية)

كوب من النبيذ الأحمر (صورة أرشيفية)

جاسر الضبع

A A
سفاح التجمع

في مدينة "سيدني" بأستراليا، يمكن لعشّاق النبيذ الاستمتاع بزجاجة من النبيذ الأحمر مقابل عشرة دولارات فقط. 

وتأتي هذه الفرصة في وقت يجد فيه سوق النبيذ الأسترالي نفسه يعاني من فائض كبير، بسبب التوترات التجارية مع الصين التي أثرت سلبًا على صادرات النبيذ.

هذا الفائض الكبير في النبيذ الأحمر، الذي يمكن أن يملأ حوالي 900 حوض سباحة أولمبي، يعتبر بالتأكيد خبرًا سارًا للمستهلكين، ولكنه يثير القلق بالنسبة لمنتجي النبيذ الذين يأملون في أن تؤدي زيارة وزير الخارجية الصيني المقبلة إلى تخفيف الضغوط عليهم.

زجاجات نبيذ أحمر

في عام 2021، شهدت العلاقات الدبلوماسية بين أستراليا والصين توترًا كبيرًا، مما أدى إلى انهيار سوق النبيذ الأسترالي، التي كانت الأكبر بالنسبة للبلاد. تأتي هذه الأحداث ردًا على مطالب "كانبرا" بإجراء تحقيق دولي حول أصول فيروس "كورونا" ودعمها لحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.

الانهيار المفاجئ للسوق، التي تقدر قيمتها بأكثر من 1.3 مليار دولار أسترالي سنويًا، أدى إلى دفع هذه الصناعة الضخمة إلى الركود، مع مشاهد شائعة لآلات الحصاد وهي تقتلع الشتلات الصغيرة في مزارع الكروم المهجورة في جنوب مدينة "نيو ساوث ويلز" وجنوب أستراليا.

شجرة عنب في مزرعة كروم أسترالية

"برونو برومبال"، أحد كبار مالكي مزارع الكروم في أستراليا، يصف الوضع بأنه "كارثي"، حيث اضطروا لترك زراعة النبيذ والتوجه نحو زراعة محاصيل أخرى. 

وأضاف "لوضع الحالي يجبر الصانعين على بيع النبيذ بأسعار منخفضة للغاية، بينما يتمتع الصين بالسيطرة على السوق".

مع زيارة مرتقبة من وزير الخارجية الصيني "وانج يي" إلى أستراليا، يتحمل الأمل في إمكانية التوصل إلى تسوية في "حرب النبيذ". 

وقد أعلنت وزارة التجارة الصينية عن إمكانية رفع الرسوم الجمركية عن النبيذ الأسترالي، مما يعزز الآمال في تحقيق انفراجة خلال اللقاء المرتقب بين "وانج" ووزيرة الخارجية الأسترالية "بيني وونج".

زجاجة نبيذ أسترالية من النوع الفاخر

الجمارك السبب

قبل رفع الرسوم الجمركية من قبل الصين في عام 2020، كان حوالي 95% من النبيذ الأسترالي المباع في الصين يتميز بلونه الأحمر الفاقع. إلا أن رفع التعريفات الجمركية أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار التجزئة، مما ترك مليارات اللترات دون مكان للبيع، وهو ما أثر بشكل كبير على الصناعة النبيذية الأسترالية.

شركة "كالابريا فاميلي" للنبيذ، في مدينة “نيو ساوث ويلز”
search