الإثنين، 25 نوفمبر 2024

10:13 ص

إجراءات صارمة.. اقتصاد الأرجنتين خطوة للوراء

رئيس الأرجنتين خافيير ميلي على ورقة 100 دولار في أحد المظاهرات في بوينس آيرس

رئيس الأرجنتين خافيير ميلي على ورقة 100 دولار في أحد المظاهرات في بوينس آيرس

روان رضا

A A

شهدت الأرجنتين منذ تنصيب الرئيس خافيير ميلي في ديسمبر الماضي، سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية الجذرية التي تهدف إلى تنشيط الاقتصاد المتعثر في البلاد. وعد الرئيس ميلي، الذي أعلن نفسه "ليبرتاريا" بتحويل الأرجنتين إلى قوة عالمية من خلال تنفيذ مجموعة من التدابير، بما في ذلك رفع القيود، والخصخصة، والتخفيضات الضريبية، واستبدال البيزو بالدولار. 

ومع ذلك، كان لهذه الإصلاحات عواقب وخيمة على الشعب الأرجنتيني، مما أدى إلى تفاقم التضخم والفقر والبطالة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “إل باييس” الإسبانية.

من هو خافيير ميلي؟

ولد خافيير ميلي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1970 وحصل على درجتي الماجستير في مجال الاقتصاد قبل أن يذهب إلى رحلة مهنية ناجحة في مجال البنوك، وكتب تسعة كتب وخمسين ورقة أكاديمية.

الإصلاحات الاقتصادية الجذرية للرئيس ميلي

على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، اتبع الرئيس ميلي أجندة تعديل مالي قوية، حيث نفذ أكثر من 300 إجراء لتحرير الاقتصاد من خلال المراسيم التنفيذية.

وشملت هذه التدابير إلغاء القيود التنظيمية الكاملة لسوق الإيجارات، والسماح لشركات الرعاية الصحية الخاصة بتحديد أسعارها الخاصة، وإلغاء اللوائح الصناعية والتجارية المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك، شرعت الحكومة في خصخصة الشركات المملوكة للدولة.

عواقب سلبية على الشعب الأرجنتيني

لسوء الحظ، كان لسياسات ميلي الاقتصادية آثار سلبية على سكان الأرجنتين؛ حيث ارتفع التضخم بشكل كبير، متجاوزا حتى معدل التضخم في فنزويلا، حيث وصل إلى 276 ٪ على أساس سنوي.

وارتفع معدل الفقر نحو 60٪، بينما زادت البطالة أيضا، وخرج العديد من المواطنين إلى الشوارع مطالبين بتحسين الظروف الاقتصادية.

التحديات والمعارضة لأجندة الرئيس ميلي

وقد عزا الرئيس ميلي التدهور الاقتصادي إلى سياسات أسلافه ولا يزال صامدا في سعيه لتحقيق تحول جذري. 

ومع ذلك، فقد واجه عقبات من الكونجرس الوطني، الذي أعاق جهوده لتفكيك جهاز الدولة، ونظام العدالة، الذي أوقف إصلاحاته العمالية التي تم سنها من خلال المراسيم التنفيذية، وفقا لما ذكرته صحيفة "كلارين" الأرجنتينية.

الحكومة تدافع عن الإجراءات وسط التدهور الاقتصادي

ودافع المتحدث باسم الرئاسة “مانويل أدورني” عن تصرفات الحكومة لكنه امتنع عن التنبؤ بموعد بدء الانتعاش الاقتصادي. 

وجادل أدورني بأن التغيير في التوقعات وتجنب التضخم المفرط هما من علامات التقدم، على الرغم من الأشهر الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب تصحيح التفاوتات والتشوهات المتصورة.

تحذير من أزمة اجتماعية

يأتي ذلك فيما حذر منتقدو سياسات ميلي، مثل الاقتصادي خوان مانويل تيليشيا، من أن الحكومة تعطي الأولوية لاحتياجات السوق على احتياجات المجتمع، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاجتماعية، وتصارع أبناء الطبقة الوسطى مع انخفاض الدخل، مما يؤدي إلى انخفاض الاستهلاك. 

وشهدت الشركات الصغيرة والمتوسطة انخفاضا كبيرا في المبيعات، وانخفاض عدد تسجيلات السيارات الجديدة، وعلاوة على ذلك، يواجه أفقر المواطنين ظروفا عصيبة، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية ويعاني جزء كبير من السكان من الجوع، وفق صحيفة "كلارين" الأرجنتينية.

مؤشرات مختلطة 

وفي حين حققت الحكومة بعض المؤشرات الإيجابية، مثل الفائض المالي وزيادة تراكم الاحتياطي؛ يجادل الخبراء بأن هذه المؤشرات قد تخفي قضايا اجتماعية واقتصادية أعمق، وتتصاعد المخاوف بشأن القدرة على الحفاظ على مثل هذه السياسات على المدى الطويل، حسب ما نشرت صحيفة “إل باييس” الإسبانية.

search