الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:11 ص

زوج "الأم المثالية" لذوي الهمم: تكريمها ضمن "مستقبل أولادي"

الرئيس السيسي يكرم الأم المثالية لابن من ذوي الإعاقة

الرئيس السيسي يكرم الأم المثالية لابن من ذوي الإعاقة

محمد سامي الكميلي

A A

"شقيان مع زوجتي على العيال"، بدموع ممزوجة بالفرحة والألم عبر أحمد محمود، صاحب الـ65 عامًا، عن سعادته بتكريم زوجته شهيرة راضي، بالأم المثالية، خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2024، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.

مشاعر صادقة

عناق دام دقائق معدودة، ظهرت فيه مشاعر الحب والتقدير والامتنان، عندما رد الرئيس السيسي عليه بكلمات تحمل معاني الاعتراف بالفضل والمجهود والصبر، "باين.. ربنا يعوض صبرك خير".

صدمة كبيرة

بعد زواجهما بعام واحد، تحديدًا في 1989، ولد الطفل الأول مصابًا بشلل دماغي، صدمة كبيرة حلت على الزوجين عندما علما بالوضع الصحي لأول فرحتهما، لكنهما استطاعا سويًا التغلب على حالة الإحباط واليأس وتعاملا سويًا مع الوضع الجديد، هكذا روي الأب حكايته مع أولاده من ذوي الهمم لـ "تليجراف مصر".

أوضاع صحية صعبة

“رزقنا الله طفلة أخرى مصابة أيضًا بالمرض ذاته، الأمر الذي دفعني وزوجتي إلى اتخاذ قرار صارم بعدم الإنجاب مجددًا، تحسبًا لمجيء طفل أخر إلى هذه الدنيا مصابًا بإعاقة حركية وذهنية يعاني ونعاني معه الأمريّن”، أضاف أحمد محمود عن طريقة تعامله مع أوضاع أبنائه الصحية.

منع الحمل

تابع، "بدأت زوجتي بتناول العقاقير الطبية لمنع الحمل، إلا أن إرادة الله كانت أكبر من إرادتنا.. وحملت زوجتي للمرة الثالثة، وأنجبت طفلة أخرى مصابة بشلل نصفي بالجزء السفلي من الجسم".

كلمة بابا

أضاف، “بعد إنجاب طفلتي الثالثة سمعت كلمة بابا لأول مرة في حياتي، فالإعاقة الحركية والذهنية لأبنائي حرمتني وأمهم من سماع أصواتهم طيلة 34 عامًا”.

معاناة مع الألم

“الحالة الصحية المتردية لأبنائي الثلاثة أجبرت الأسرة لإجراء بعض العمليات الجراحية، إزالة مياه بيضاء على العين، وتغيير عدسات، وإطالة لأوتار الساق، الأمر الذي زادت تكلفته عن نصف مليون جنيه، على الرغم من كوني (صنايعي) أعمل بمجال صناعة المفاتيح، هكذا وصف الرجل المسن المعاناة التي يعيشها مع أولاده من ذوي الهمم”، يحكي الرجل عن معاناته.

فرحة كبيرة

"أول مرة في حياتي أفرح كده"، يصف أحمد محمود شعوره بلقاء الرئيس السيسي، متابعا، “الدنيا مش سايعاني.. أنا كنت بتنطط من الفرحة فور تكريم زوجتي كأم مثالية ومنحها وسام الكمال من الدرجة الثانية”.

إعاقة حركية

كشف "الستيني" أنه مصاب بالتهاب في الأعصاب فقط وليس مشلولًا، نافيًا إصابته بإعاقة حركية كما ظن الحاضرون.

دور بطولي

أشاد أحمد محمود بالدور البطولي لزوجته مع أبنائه قائلًا، "مراتي شايلة 3 أهرامات"، لافتًا إلى أنها تفني كامل جهدها وطاقتها من أجل إسعاد الأسرة.

مستقبل مؤمن

اختتم حديثه قائلًا، "مش عايز حاجة تاني من الدنيا بعد تكريم الرئيس ووسام الكمال.. مستقبل بناتي اتأمن".

يذكر أن وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، أعلنت الأم المثالية لابن من ذوي الإعاقة على مستوى الجمهورية عن عام 2024، وهي شهيرة راضي محمد عم،ر من محافظة مطروح.

شهيرة متزوجة منذ 38 سنة، تبلغ من العمر 55 سنة، وحاصلة على دبلوم تجارة، وحالتها المهنية ربة منزل.

لديها ثلاثة أبناء جميعهم من ذوي الإعاقة، الابن الأول يعاني من شلل دماغي، والابنة الثانية تعاني من شلل دماغي، والابنة الثالثة من شلل نصفي سفلي.

تجارة المفاتيح

تزوجت الأم عام 1986 في إحدى المحافظات من رجل لديه محل خاص لتجارة المفاتيح في نفس المنزل المقيمين به.

أنجبت الأم ابنها الأول عام 1989م، وتبين أنه من ذوي الإعاقة بالشلل الدماغي منذ ولادته، فقررت عدم الإنجاب مرة أخرى. قامت الأم بعمل تحاليل لمعرفة هل هناك عامل وراثي أم لا وتبين أنه ليس عاملا وراثيا.

أنجبت الأم الابنة الثانية عام 1990م، وتبين أنها منذ ذوي الإعاقة بالشلل الدماغي أيضاً.

عجز شديد

قررت الأم عدم الإنجاب مرة أخرى، واستخدمت إحدى وسائل منع الحمل، ولكنها لم تفِ بالغرض وحملت الأم للمرة الثالثة، بالرغم من حرص الأم على عدم الإنجاب ورفض الطبيب إجهاض الأم لخطورته على صحتها، ولكن شاء القدر أن تولد الطفلة الثالثة من ذوي الإعاقة بالشلل النصفي السفلي وعدم القدرة على الحركة السليمة وعجز شديد يتعدى 85%، تقبلت الأم والأب أبناءهم راضين بقضاء الله وعلى يقين بأن الله اختصهما بذلك لحكمة.

خير سند

بدأ مشوار الأم، حيث كانت إعاقة الأبناء إعاقة كلية ذهنية وحركية، فكانت هي كل شيء لأولادها، حيث كانت تقوم بالاعتناء بأبنائها الثلاثة من مأكل ومشرب وملبس، ولا ننسى أيضاً فضل الأب فقد كان خير سند ومعين لها و لأبنائه.

الأبناء الثلاثة

كبر الأبناء الثلاثة في العمر والحجم، فالابن الأول عمره 36 عاماً والابنة الثانية 33 عاماً والابنة الثالثة 32 عاماً، وأصبح المنزل المقيمون به صغيرا ويصعب التحرك بالأبناء داخله.

هاجر الأب والأم بالأولاد إلى محافظة أخرى، بعد أن اشتروا قطعة أرض، وبنى الأب منزلا مجهزا كلياً لأبنائه المعاقين.

search