الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:42 م

حشود أمام المشرحة.. الطب الشرعي يصرح بدفن محفظ القرآن المنتحر في سوهاج

أهالي قرية "الرشايدة" أمام المشرحة

أهالي قرية "الرشايدة" أمام المشرحة

سوهاج - أحمد عبد الراضي

A A

صرح الطب الشرعي بدائرة مركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج، صباح اليوم الاثنين، بدفن جثة الشيخ إسماعيل عبد الحليم الخطيب، المدرس ومحفظ القرآن الكريم، الذي أنهي حياته شنقاً، داخل دار تحفيظ للقرآن الكريم بقرية "الرشايدة"، عقب أدائه لصلاة الفجر يوم الأحد، بطريقة مأساوية.

وتواجد العشرات من أبناء قرية الرشايدة وأهل وأصدقاء الشيخ الراحل أمام المشرحة، استعدادًا لتسلم جثمانه، تمهيدًا لتشييعه إلى مثواه الأخير، وتنفيذ وصيته الأخيرة بأداء صلاة الجنازة عليه في صلاة مفروضة أو بعد صلاة التراويح.
وتسبت وفاة الشيخ إسماعيل، في صدمة لأهالي قريته، نظراً لحفظه القرآن الكريم وعلومه، ولديه مكتب لتحفيظ القران داخل القرية، ومعروف عنه حسن السيرة، وقيامه بأعمال الخير.


ووقع مفتش الصحة الكشف الطبي على جثمان الشيخ الراحل، في وجود الطب الشرعي، الذي أمر بدفن الجثة لعدم وجود شبهة جنائية في الواقعة، وقيام المذكور بشنق نفسه، بواسطة حبل كتان مع وجود حبل يتدلي من سقف معلق به خطاف حديدي، ولا توجد ايه إصابات ظاهرية.
كما أيدت النيابة العامة بدائرة مركز العسيرات، تصريح الطب الشرعي بدفن الجثمان لعدم وجود شبهة جنائية في الواقعة، وصرحت بالدفن في مقابر العائلة.
كان علاء عبد الحليم الخطيب، شقيق محفظ القرآن الراحل، أكد أن شقيقه عانى بحالة نفسية سيئة قبل وفاته بيومين، وهدد والدته بالانتحار، مضيفًا بأن أفراد الأسرة وأصدقائه حاولوا إثناءه عن فكرة التخلص من حياته، حتى وصل الأمر لتهديده بالضرب في محاولة لمنعه، متابعا أنهم لم يظنوا أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، بالنظر إليه كمحفظ للقرآن الكريم ويعلمه.
وكشف عبد الفتاح محمود، عم "إسماعيل، أن والدته فوجئت بصراخه داخل المنزل، قبل انتحاره بيوم، وترديده لعبارات هدد فيها بالتخلص من حياته.
يذكر أن أهالي قرية "الرشايدة" الواقعة غرب مركز بالعسيرات جنوبي محافظة سوهاج، كانت استيقظت صباح الأحد، على نبأ تخلص أحد شبابها في مقتبل العمر، من حياته داخل حجرة، ملحقة خاصة بمكتب تحفيظ القران، ونُقلت الجثة لمشرحة المستشفى المركزي.


وتلقي اللواء محمد عبد المنعم شرباش مساعد وزير الداخلية لأمن سوهاج، اخطاراً من مأمور مركز العسيرات جنوبي المحافظة، يفيد بالعثور على جثة اسماعيل عبد الحليم الخطيب، يعمل مدرس لغة عربية ومحفظ قرآن، داخل مكتب تحفيظ قران خاص به بقرية الرشايدة دائرة المركز في ظروف غامضة.
وبالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية العثور على جثة المذكور، تتدلى من سقف مروحة، يرتدي كامل ملابسه، وتوجد سحجة دائرية غير مكتملة حول الرقبة.


وترك الشاب المذكور رسالة مؤثرة على حسابه الشخصي على فيسبوك قبل إنهاء حياته، جاء فيها "يارب كم كنت أتمنى ألاًّ آتيك بمعصية ولكن أتيتك بأكبر معصية وهى الانتحار، ولكن يارب عفوك ورحمتك وسعت كل شيء، فسامحني ياربي وأغفر لي، وأرجو أن يسامحني كل من أخطأت في حقه، وتصدقوا عليا ولو بشق تمرة، وأرجو من طلابي الأحباب الدعاء لي بالرحمة والمغفرة وختم المصحف كل رمضان لمن استطاع ذلك صدقة على روحي، وأرجو أن يسامحني أبي وتسامحني أمي وأخواتي وجدتي وأحبابي على مافعلته، وماحدش يزعل عليا ولا يلبس أسود أنا أكيد في مكان أحسن إوعي يا أمي تزعلي أو تلبسي أسود".
"ووصيتي الدعاء لي، وأن تصلوا عليا وقت من أوقات الصلوات المفروضة، وياريت التراويح، وتصلوا علىَّ صلاة الجنازة بمسجد الخطيب؛ لأودع الأحباب، وأن يذاع على الجنازة في كل المساجد زي أي جنازة عادية وصيتي للجميع أرجوا الالتزام بها"وتابع في وصيته "بالله عليكم لازم تلتزموا بالوصية دي مهما يحصل حتى لو اتأخرت الجنازة لتاني يوم عادي، كل ما في الدنيا مُتعِب وكل من فيها مُتعَب، لبَّيك إن العيشَ عيش الآخرة، وماحدش يكرر غلطي ده لأني والله مش حابب ده أصلًا، سامحوني وأسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة والجنة مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

search