الأحد، 08 سبتمبر 2024

06:07 ص

أحمد زكي.. إمبراطور معجون بالفن حتى النهاية

19 عامًا مرت على رحيل أحمد زكي

19 عامًا مرت على رحيل أحمد زكي

محمد صالح

A A

وقف ضابط الشرطة المتقاعد "هشام"، على بُعد خطوات قليلة من منزل جارته، يشعر بزهوة الانتصار لإبعادها عن زوجته، وبكبرياء زائف يُخبرها بأنه مازال الرجل القوي الذي عرفته سابقًا.

لم تكن هي المرة الأولى التي يظهر فيها زكي بشخصية ضابط الشرطة، فعلها من قبل في فيلم "الباطنية" كضابط بمكافحة المخدرات، وضابط الآداب بفيلم "الباشا"، ثم رجل أمن الدولة بفيلم "زوجة رجل مهم".

وجاءت رائعة المخرج محمد خان، في المركز الـ30 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري بالقرن الماضي. 

وتحل اليوم الذكرى الـ19 لوفاة الفنان الراحل أحمد زكي، الذي توفى في 27 مارس من العام 2005.

أحمد زكي رفقة ميرفت أمين في “زوجة رجل مهم”


الوجه الآخر


بذات الكبرياء، والبراعة أيضًا، ظهر أحمد زكي في أدوار معاكسة لما سبق، أكثر من فيلم كان يُطارد من جانب رجال الشرطة، من أبرزها فيلمه "الهروب"، الشاب الصعيدي "منتصر" الذي تحوله الظروف إلى شخص آخر، يهرب من ابن بلدته الضابط سالم الذي يحاول مباغتته، قبل أن يحتضنه في النهاية ويستقبلا وابًلا من الرصاص، ويموتا معًا.


أدوار متعددة


الأمر لا يمكن أن يُختزل في فكرة تجسيد الأدوار وعكسها بحسب، كثيرون فعلوا ذلك بالتأكيد، ولكن كيف ستؤدي الشخصية؟ ما المختلف الذي ستقدمه؟ كيف تنقل أحاسيسك ومشاعرك للمُشاهد في عدة لقطات؟ وكيف سيستقبلها الجمهور؟.

فضًلا عن ذلك، جاء أحمد زكي كأحد القلائل في تاريخ السينما المصرية على مر عصورها، الذي تألق في أدوار امتهن فيها عديد المهن وأبدع في تقديمها، المصوراتي سيد غريب في "اضحك الصورة تطلع حلوة"، السائق حمادة في "سواق الهانم"، تاجر السمك في "شادر السمك"، الدجال في "البيضة والحجر"، رأفت رستم الوزير في "معالي الوزير"، أدوار مختلفة في طبيعتها، متشابهة في الإبداع والتألق.

“مصوراتي” بمشاعر الأب


أفضل 100 فيلم مصري


في عام 1996، وعلى هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، اجتمع العديد من النقاد في مصر لوضع قائمة بأهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، تزامنًا مع الاحتفال بمئوية السينما في مصر.

كان طبيعيًا أن يظهر اسم الراحل أحمد زكي في القائمة لأكثر من مرة، وحل بالمركز الثالث كأكثر الممثلين المصريين ظهورًا بتلك القائمة بـ6 أفلام، مناصفة مع الفنانة شادية، وبعد شكري سرحان الذي جاء بالمركز الأول منفردًا بـ15 فيلمًا، يليه صلاح ذو الفقار وفاتن حمامة وسعاد حسني بالمركز الثاني بـ 9 أفلام.

الأفلام التي اختارها النقاد وشارك أحمد زكي في بطولتها هي "إسكندرية ليه" مع يوسف شاهين ونجلاء فتحي وفريد شوقي، و"أبناء الصمت" مع محمود مرسي ونور الشريف، و"البريء" مع محمود عبد العزيز وصلاح قابيل، و"الحب فوق هضبة الهرم" مع آثار الحكيم، و"أحلام هند وكاميليا" مع نجلاء فتحي، و"زوجة رجل مهم" مع ميرفت أمين.

“الحب فوق هضبة الهرم” - 1986


بخط يده

تزامنًا مع الذكرى الـ 19 لرحيل أحمد زكي، كشف الكاتب الصحفي محمود موسى عن ورقة كتبها الراحل بخط يده، كشف خلالها عن قائمته الخاصة بأفضل الأفلام التي نفذها في مشواره الفني.

روى محمود موسى، ما حدث في إحدى الليالي بفندق "هيلتون رمسيس" الذي كان يفضل الفنان الراحل الإقامة به، قائًلا: "كنت معه فيها في هيلتون رمسيس، أيام تمتعه بالعنفوان والصحة، سألني (كم فيلما لي كويسين؟)، قلت (25 فيلمًا)، يومها لم ينزعج بل وجده رقمًا جيدًا بالمقارنة بعدد الأفلام التي قدمها، فهو حتى وفاته لعب بطولة نحو 56 فيلمًا.

وأضاف: "أتذكر أنه أمسك بالورقة وبدأنا نتذكر أفلامه التي يرضى عنها ويحبها، هذه الورقة، وهي بخط يده مازالت بحوزتي، وقد بلغ عدد الأفلام التي تذكرناها أكثر من 35 فيلمًا، يومها شعرت أنه يكتبها لكي يذكر نفسه أنه على الطريق الصحيح، وأن ما قدمه سيبقى خالدًا في السينما المصرية.

القائمة ضمت مجموعة من الأفلام من بينها: "البريء"، و"الباشا"، و"زوجة رجل مهم"، و"الإمبراطور"، و"الراعي والنساء".

أفلام زكي المفضلة بخط يده


رجل السير الذاتية


تميز الفنان أحمد زكي بامتلاكه العديد من الأعمال السينمائية التي قدمت السيرة الذاتية لفنانين وسياسيين، وكان يرغب زكي في تنفيذ المزيد ولكن القدر لم يمهله فرصة لذلك. 

بدأ زكي بـ "ناصر 56" عام 1996، جسد خلاله شخصية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وفي 2001 قدم شخصية الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بفيلم "أيام السادات"، وكان فيلم "حليم" في 2005 هو آخر أفلام أحمد زكي التي تخص السير الذاتية، وآخر أفلامه على الإطلاق، حيث توفى قبل إنهاء تصويره واستكمله نجله الفنان الراحل هيثم زكي.


الفن حتى النهاية


في أيامه الأخيرة، وبينما اشتد المرض وتمكن من جسد الراحل أحمد زكي، فقد بصره بشكل كامل، ولكنه كان يُحب الفن، ويُحب الحياة، وتحدث مع من حوله بأنه سيغادر المستشفى ويعود للتمثيل، وطلب من الكاتب عماد أديب تنفيذ فيلم جديد يظهر خلاله كرجل أعمى، لكن القدر لم يسمح له.

search