الجمعة، 20 سبتمبر 2024

05:37 م

17 ألف كم "أسفلت".. ماذا استفدنا من الكباري؟

صورة تعبيرية_ كباري

صورة تعبيرية_ كباري

أسامة حماد - محمد عدلي

A A

منذ أن بدأت حقبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2014، وعجلة العمل لا تتوقف في كافة أنحاء مصر لتنفيذ رؤية الجمهورية الجديدة، من خلال مشروعات عملاقة في كافة المجالات لتحقق التقدم والتنمية بالبلاد، وقد كان لمشروعات البنية التحتية، وعلى رأسها مشروعات الطرق والكباري النصيب الأكبر من تلك المشروعات.

في الـ10 سنوات الماضية أنفقت مصر نحو 1.3 تريليون جنيه، لتطوير شبكة الطرق والكباري، حيث تم إنشاء 7 آلاف كم من الطرق الجديدة، و1000 كوبري ونفق، بالإضافة إلى 34 محورا جديدا على النيل، و تطوير 10 آلاف كيلومتر من شبكة الطرق القديمة.

إعجاز هندسي

وفي هذا الصدد قال اللواء عادل ترك، رئيس الهيئة العامة للطرق والكباري السابق، ورئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للطرق والكباري الحالي، أن ما حدث خلال العشر سنوات الماضية في مجال الطرق والكباري هو معجزة هندسية بكل ما تحمله الكلمة من معني.

وأضاف “ترك" لـ"تليجراف مصر"، أن شبكات الطرق والكباري الأداة الأولى والأساسية لتحقيق التنمية المستدامة لأنها شريان الحياة التي تجذب الاستثمار وتفتح فرص عمل جديدة.


أساسية لخطط التنمية

لفت “ترك” إلى أن الطرق اكتسبت الطرق أهمية خاصة من خلال الدور المهم الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن أنها تُعتبر من أهم الهياكل الأساسية التي تعتمد عليها خطط التنمية لأي بلد، منوهًا أن الطرق ساهمت مع تحسن وسائل النقل في تسهيل عملية الحركة والانتقال، وخفض تكاليف النقل، والتقليل من نسبة الحوادث المرورية.


البنية التحتية

وقال رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، علاء عابد، إن الاستثمارات التي وردت خلال الفترة الماضية والتي سترد خلال الفترة المقبلة هي نتيجة للبنية التحتية والتوسع الأفقي والمدن الجديدة التي أنجزها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأوضح عابد لـ"تليجراف مصر" أن البنية التحتية تمهيد للاستثمار، فلا توجد استثمارات مباشرة أو غير مباشرة في العالم الا في الدول التي بها بنية أساسية قوية، من طرق ومواصلات موانئ وكهرباء وماء ووسائل اتصال وأمن وأمان بالقدر الكافي.

واستكمل رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب أن البنية التحتية والطرق والكباري التي أنشئت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مهدت للاستثمار لان أحد شروط الاستثمار والتنمية المستدامة أن يكون هناك بنية تحتية قوية.
وأشار إلى أن الدولة تعمل في الـ 27 محافظة في انشاء بنية تحتية سواء حياة كريمة أو خطة الدولة أو الخطة الاستثمارية التي تسعى إليها.

عوائد طويلة الأجل

من جانبه قال محافظ الإسكندرية والقليوبية الأسبق، ونائب رئيس حزب المؤتمر الحالي، الدكتور رضا فرحات، إنه رغم الانتقادات التي وجهت إلى مشروعات البنية التحتية مثل الطرق والكباري إلا أنها تعد أساسية للتنمية المستدامة،  ولكن العوائد المالية لها تكون طويلة الأجل ودونها لن تتحقق العوائد قصيرة الاجل أيضا، موضحًا أن البنية التحتية في الدولة المصرية قبل عهد الرئيس السيسي كانت في حالة سيئة وتمثل عائق كبير امام جهود التنمية وجذب الاستثمار.

رأس الحكمة

وتابع رضا فرحات خلال تصريحات لـ"تليجراف مصر" أن المستثمر  يضع في اعتباره أهمية تطوير البنية التحتية والطرق والكباري  والمرافق لنجاح المشروعات الاستثمارية الاقتصادية خاصة فيما يتعلق بمشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر، والدليل على ذلك ما شهدناه بأن تطوير الطرق المؤدية الى منطقة رأس الحكمة والطريق الدولي الساحلي وطريق الضبعة حيث أن المحاور والمطارات التي أنشئت بتلك المناطق ساهمت في إقامة استثمارات بمبالغ ضخمة توازي الاحتياطي النقدي الموجود في البنك المركزي.

وكشف نائب رئيس حزب المؤتمر أن هناك اتفاق حول تقدم مصر  في تقارير التنافسية العالمي بالنسبة لمؤشرات البنية التحتية، وهذا نتيجة للمشروعات التي تكلفت تريليونات الجنيهات، متابعًا أن المشروعات والمحاور التي أقيمت وطريق الجلالة جعلت مصر من اهم  المناطق الجاذبة للاستثمار في الشرق الأوسط وافريقيا وتعزز من  الدور الإقليمي للدولة المصرية.

طوق نجاة

وأشار فرحات، إلى أنه رغم اشراف القوات المسلحة على مشروعات الطرق والكباري والبنية التحتية، الا انه كان لشركات القطاع الخاص النصيب الأكبر للعمل في تلك المشروعات، بمشاركة أكثر  من 3000 شركة وهذا كان طوق نجاة للعمالة الغير  منتظمة  والحالة الاقتصادية في ظل حالة الاغلاق التام التي شهدتها البلاد أثناء أزمة كورونا.

انطلاقة اقتصادية

وأردف أن مصر تمتلك خامة جيدة تهيء لانطلاقة اقتصادية قوية خلال الفترة المقبلة حيث أن انشاء المدن الجديدة وربطها من خلال الطرق والكباري والمحاور وتطوير الموانئ والمناطق الاقتصادية  والصناعية يعزز من مكانة مصر كواحدة من اهم الدول في الشرق الأوسط وافريقيا في  الاستثمار خاصة بعد استقرار  سعر الصرف بعد أن كان يمثل عائق أمام الاستثمارات وعدم استقرار سعر الصرف والسوق الموازي كان يؤثر على دخول المستثمر  الذي كان لا يستطيع ان يجري دراسة الجدوى بشكل صحيح.

مؤشرات الأمان

واستكمل نائب رئيس حزب المؤتمر أن المواطن البسيط من الممكن ألا يشعر بأثار الإنجازات التي تحققت في مد الطرق والكباري بشكل مباشر، لكن المستثمرين  والمصانع ومن يستخدم وسائل النقل تحقق لهم تلك الإنجازات وفرة في الوقود والوقت، متابعًا أن مؤشرات الأمان  في الطرق في مصر ارتفعت بصور كبيرة بعد ارتفاع تصنيفات جودة الطرق وهذا قل من معدلات الحوادث بعد  تنظيم الطرق وتقسيم وتخصيص الحارات لمختلف المركبات  وتطبيق المعايير الهندسية على المحاور والطرق بصورة جيدة.

نقل السلع

ولفت إلى  أن مشروعات حياة كريمة بربط الطرق المؤدية للمحاور التي أنشأتها الدولة المصرية يساهم في تحسن حياة 60 مليون مواطن في الريف وتوفير لهم نقل السلع والمحاصيل الزراعية وتسهل لهم الخدمات.

وأكد أن نجاح الدولة المصرية في إقامة شبكة الطرق والكباري يعد انجاز كبير يخلق محاور جديدة للتنمية قائلًا "على سيبل المثال طريق محور الضبعة اصبح حوله الدلتا الجديدة وأراضي زراعية، وهذا من اساسيات التنمية المحلية أن تحاول خلق مجتمعات جديدة وانشاء قرى جديدة لتستطيع الاتجاه الى التنمية المستدامة.

إنجازات الطرق

وأختتم أن التوسع في الطريق الدولي وتردد الأتوبيسات والمونريل وتطوير المترو وانشاء القطار الكهربائي السريع، والقطار الخفيف الذي يصل الى العاصمة الإدارية الجديدة، انجاز يحسب للدولة المصرية خلال ال10 سنوات الماضية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.

إجراء ضروريّ

كما أكد أستاذ الطرق والنقل بجامعة حلوان، محمد الصادق، إنه كان من الضروري على الدولة إجراء تطوير شامل لشبكة الطرق الحالية، وإنشاء محاور وطرق جديدة، بهدف ربط أنحاء الجمهورية، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة والتي ستعمل على تخفيف الضغط على وادي النيل والدلتا، وتوسعت الرقعة العمرانية.

وأضاف في تصريحات لـ “تليجراف مصر"، أن تلك التطورات ساهمت في تقدم مصر من المركز 118 إلى المركز 28 في مقياس جودة الطرق.

search