السبت، 05 أكتوبر 2024

11:33 ص

استنفار إيران بعد ضرب القنصلية.. كيف ترد طهران على إسرائيل؟

القصف الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق

القصف الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق

أحمد سعد قاسم

A A

في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أكد الكاتب الإسرائيلي يوسي منشروف، أن ردود الفعل الأولية في إيران على ضرب قنصليتها في دمشق واغتيال رضا زاهدي، أحد قادتها، تعكس غضبًا كبيرًا، ما يُظهر أن الضربة التي تلقتها كانت "قاسية"، بحسب تعبيره.

وأوضح منشروف، أن المجلس الأعلى للأمن الوطني في طهران قد اجتمع لاتخاذ قرارات بشأن عملية الاغتيال، مُشيرًا إلى أن هذا المجلس، الذي يضم قادة بارزين في النظام الإيراني، يُعد منتدى لصنع القرار رفيع المستوى في البلاد.

ومن خلال تصريحات الكاتب، تم التأكيد على أن السلطات الإيرانية تسعى جاهدة للحفاظ على شرف وصورة إيران التي تأثرت بشكل كبير بالاغتيال، حيث أبدت الإصرار على أن العدوان لن يمر دون رد فعل قوي.

الرد بحزم 

وبالإضافة إلى ذلك، أشار منشروف إلى أن عضو البرلمان الإيراني، جلال رشيدي كوتشي، قد دعا إلى الرد بحزم على العملية، وحذر من التأخير في التصعيد، مُقترحًا استهداف بعثة دبلوماسية إسرائيلية في إحدى دول المنطقة.

وتساءل الكاتب عما إذا كانت إيران ستستخدم يوم القدس العالمي كفرصة لتنفيذ عملية انتقامية، مُشيرًا إلى الطموح الإيراني للرد على إسرائيل بالعملة نفسها.

في السياق نفسه، يظهر تصاعد التهديدات عبر منصات التواصل الاجتماعي من قبل مؤيدي النظام الإيراني، حيث يتم نشر تهديدات بالهجوم على السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى التأكيد على أن أي مسؤول إسرائيلي كبير لن يكون آمنًا.

وفي ختام التقرير، تم التأكيد على أن إيران تبحث عن فرص عملياتية وثغرات أمنية لضرب إسرائيل، في حين قد تستهدف بعض الدول المنطقة في محاولة للرد على العملية التي استهدفت أحد كبار العلماء النوويين الإيرانيين.

القائد في فيلق القدس، محمد رضا زاهدي

القوات البرية

رضا زاهدي كان من بين القادة البارزين في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث قضى فترة خدمته في سوريا ولبنان بين عامي 2008 و2016.

شغل زاهدي مناصب مهمة خلال مسيرته، حيث كان قائدًا لقوات الحرس الثوري البرية بين عامي 2005 و2008، وكان يقود قاعدة "ثأر الله" في نفس الوقت، وتولى أيضًا منصب نائب رئيس عمليات الحرس الثوري منذ عام 2016 حتى عام 2019.

خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية، كان زاهدي يشغل مناصب متعددة في الحرس الثوري، حيث قاد اللواء 44 "قمر بني هاشم" منذ عام 1983 حتى 1986، وفي عام 2005 كان قائدًا للقوات الجوية للحرس الثوري الإيراني لفترة قصيرة.

رجل الظل

زاهدي، الذي كان يشغل مناصب رئيسية في الحرس الثوري، كان يعمل بشكل سري في فيلق القدس، وهو ما يعزى بشكل أساسي إلى دوره الاستخباراتي المميز في هذا الفيلق.

وبوفاة زاهدي، يكون قد تم قتل القائد الثالث في الحرس الثوري منذ بداية الصراع في غزة، إلا أنه كان الأبرز بينهم، حيث يعتبر واحداً من أبرز القادة الذين فقدوا حياتهم، بعد قاسم سليماني في بغداد في بداية عام 2020 وحسين همداني في حلب في أكتوبر 2015.

أمريكا تتنصل

وذكر موقع "أكسيوس"، أن الولايات المتحدة قامت بإبلاغ إيران بأنها لا تتحمل أي مسؤولية عن الهجوم الذي وقع على القنصلية الإيرانية في دمشق. 

وأوضحت واشنطن لطهران أنها غير مطلعة على أي تفاصيل حول هذا الحادث ولم تكن مدركة مسبقًا للضربة الإسرائيلية.

وتشير الرسالة التي تلقتها إيران من إدارة الرئيس جو بايدن إلى قلقها من تصاعد الوضع بعد الضربة الإسرائيلية. 

وأفاد التقرير بأن هذا الهجوم قد يؤدي إلى تصعيد المواجهات في المنطقة، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف الهجمات التي تشنها الميليشيات الموالية لإيران ضد القوات الأمريكية.

إيران تتعهد بالانتقام

أعلنت إيران التزامها بالرد على الهجوم الذي استهدف محمد رضا زاهدي، الذي يعد أحد كبار الضباط في الحرس الثوري الإيراني، ويُعد أكبر ضابط يُقتل منذ اغتالت الولايات المتحدة، قائد فيلق القدس، قاسم سليماني في عام 2020.

وأكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني أن واشنطن لم تكن لها أي دور في الهجوم، وأضاف أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بالحادث إلا بعد إبلاغها من قبل إسرائيل قبل وقوعه بدقائق، وفقًا لتقرير "أكسيوس".

وأوضح المتحدث أن الولايات المتحدة أبلغت إيران فور علمها بالحادث، وأن إدارة بايدن تعبر عن قلقها بشأن الضربة لأن إيران لم تشارك مباشرة في الصراع الحالي وتعتمد بشكل رئيسي على وكلائها.

المخابرات الإسرائيلية

وذكر موقع "أكسيوس"، أن جهاز المخابرات الإسرائيلي كان يراقب محمد رضا زاهدي لفترة طويلة، حيث كان يُعتقد أنه المسؤول عن تسليح وتنسيق "حزب الله" وجميع الميليشيات الموالية لإيران في لبنان وسوريا.

وأكد مسؤول أمريكي أن حكومة إسرائيل لم تطلب موافقة أمريكية للقيام بالعملية، بل أبلغت واشنطن قبل تنفيذها بدقائق قليلة.

وأضاف المسؤول أن تحذيرات إسرائيل لم تكن مفصلة، حيث أبلغت واشنطن عن العملية بعد وصول الطائرات العسكرية إلى موقع الهدف، مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تخبر أمريكا أيضًا بنية قصف مبنى في مجمع السفارة الإيرانية.

search