الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:48 ص

أطباء يكشفون المصير المخيف لأطفال غزة بعد الحرب

اطفال من غزة ينتظرون استلام وجبات الطعام نصيبهم الضئيل من المساعدات

اطفال من غزة ينتظرون استلام وجبات الطعام نصيبهم الضئيل من المساعدات

أحمد سعد قاسم

A A

يقول الأطباء وخبراء التغذية، إن أطفال غزة الذين نجوا من نقص التغذية والقصف المستمر والأمراض المعدية والصدمات النفسية، لن يكونوا في أحسن حال بعد الحرب.

الأطفال سيواجهون مصيرًا قد يكون هو الأسوأ بسبب المشاكل الصحية التي أصيبوا بها جراء الجوع ونقص المواد الغذائية الأساسية.

وفق صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن تأثير الجوع سيحد من القدرة على تطوير أدمغتهم وأجسادهم بشكل كامل. ونتيجة لذلك، سيكون العديد منهم أقصر وأضعف جسديًا.

قدر أقل من الغذاء

وبحسب الإحصائيات الأخيرة، فقد توفي أكثر من 25 شخصًا بسبب مضاعفات مرتبطة بسوء التغذية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية . ويواجه مئات الآلاف من الأشخاص خطر المجاعة مع استمرار إسرائيل في حصارها.

يقول ذو الفقار بوتا، الطبيب ورئيس قسم صحة الطفل العالمية في مستشفى الأطفال المرضى في تورونتو: "على أبسط المستويات، إذا كنت تعاني من ضعف التغذية والنمو، فإن دماغك يتوقف عن النمو".

ووفق الصحيفة نفسها، فإنه على المدى القصير، سيكون هناك قدر أقل من الغذاء المتاح لأطفال غزة، ففي هذا الأسبوع، أدت غارة جوية إسرائيلية إلى مقتل سبعة من عمال الإغاثة إلى إعلان العديد من منظمات المساعدة أنها ستعلق عملياتها.

مجاعة وشيكة

وأطلق العديد من المؤسسات الإنسانية إنذارات بشأن مجاعة "وشيكة" في غزة، وحثوا الحكومة الإسرائيلية، على السماح بدخول المزيد من الغذاء.

ورغم كل التأكيدات على عرقلة إسرائيل عملية دخول المساعدات، إلا أنها تزعم عدم تدخلها وتلقي باللوم على الأمم المتحدة لعدم قيامها بما يكفي لتقديم المساعدة.

وأدت المجاعات أو أزمات الجوع الشديدة السابقة، بما في ذلك تلك الموجودة في إثيوبيا والسودان واليمن، إلى نزوح جماعي للاجئين إلى البلدان المجاورة، حيث يمكن لعمال الإغاثة توزيع الغذاء. لكن في غزة، يُمنع معظم الناس من المغادرة، ونادرًا ما يتمكن عمال الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين، وخاصة في الشمال، المعزول عن بقية العالم.

50 طفلا أسبوعيا يصابون بالجفاف

وطبقا للأعراف الاجتماعية وقوانين حقوق الإنسان، فمنع المساعدات يعد انتهاكًا للقوانين التي تم العمل بها على مدار عقود ماضية خلال الصراعات.

وقال حسام أبو صفية، رئيس مستشفى كمال عدوان في غزة، إن المستشفى يعالج نحو 50 طفلًا أسبوعيًا من حالات الجفاف الشديد وسوء التغذية، مضيفًا أن الأمهات غالبًا ما يأتين ويقولن إن طفلهن لم يتناول وجبة كاملة منذ أيام.

ويفتقر المستشفى إلى الغذاء والمياه النظيفة للمرضى والموظفين.

وقال أبو صفية إن معظم العمال، بما فيهم هو، فقدوا حوالي 30 بالمائة من وزن الجسم.

الخبز فقط

ويعيش أكثر من 90% من الأطفال الصغار والنساء الحوامل والمرضعات في غزة على وجبتين غذائيتين أو أقل، مثل الخبز، يوميًا.

وقال أنورادها نارايان، كبير مستشاري التغذية في اليونيسف، إنه كان بإمكانهم في السابق الحصول على المزيد من البروتين والفواكه والخضروات الطازجة والحليب.

وأضافت أن اليونيسف لم تتمكن من إيصال ما يكفي من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام إلى شمال غزة، وهي عجينة زبدة الفول السوداني المليئة بالفيتامينات والمعادن اللازمة لعلاج سوء التغذية الحاد. كما أن محدودية النظام الطبي لعلاجه وتوزيعه يزيد من عرقلة الجهود المبذولة لعلاج الأطفال.

ويؤثر نقص العناصر الغذائية على الأمهات الحوامل، وحذر المتخصصون الطبيون من أن الأطفال حديثي الولادة قد يموتون بسبب انخفاض الوزن عند الولادة، وسوف يحمل أطفال غزة علامات المجاعة عندما يكبرون، مما يحد من فرص التعليم والقوى العاملة.

search