السبت، 06 يوليو 2024

07:51 م

"زتونة" 60 سنة أمام النار.. يصارع لأجل البقاء

تصليح الألمونيوم والنحاس بطنطا

تصليح الألمونيوم والنحاس بطنطا

محمد عصر

A A
سفاح التجمع

قضى الحاج سيد الشهير بـ"زتونة"، صاحب الـ 75 سنة، 6 عقود من عمره، في أحد أحياء مدينة طنطا بمحافظة الغربية، جالسًا أمام النار حتى يكسب عيشه. 

بين نار الفرن ومطرقته، يواصل "زتونه" عمله، على مدار ساعات، لإصلاح الأواني المصنوعة من الألمونيوم والنحاس.

مسجد السيد البدوي 

ورشته الصغيرة تقع في حارة شعبية، مجاورة لمسجد السيد البدوي، تعرفها من ارتفاع الحرارة، عند المرور أمامها، وسماع دقات المطرقة، وبريق النحاس. 

أمام ورشته في وسط الحارة، يجلس ليمارس عمله، منتظرا قدوم الزبائن، الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

مهنة بالوراثة

يحكي عم السيد زتونه، قصته لـ"تليجراف مصر"، مشيرًا إلى أنه ورث هذه الحرفة، وعرفها منذ نعومة أظافره.

ويقول إنه تعلم سر الصنعة من والده، الذي دربه على كيفية اللحام، والتعامل مع الأدوات، وبدأ في ممارستها، منذ الصغر.

مصدر الرزق الوحيد

يؤكد أنه لم يتعلم في حياته سوى هذه المهنة، ولم يمتهن غيرها، مشيراً إلى أنه رغم تراجع عدد زبائنه، إلا أن العديد منهم يحفظ مكان ورشته، الذي لم يتغير على مدار عشرات السنين.

الحرفة انقرضت

يصارع "زتونه" من أجل بقاء مهنته، التي عفا عليها الزمن، بعد أن أوشكت على الانقراض، واختفت بشكل كبير.

وفي سبيل ذلك، علم أبنائه الصنعة لمساعدته في الورشة، ليستكملوا مسيرة والدهم، بعد تفرغهم من التعليم، للحفاظ على حرفة الآباء والأجداد.

سر الصنعة

ويوضح أن هذه المهنة تحتاج أدوات بسيطة، في اللحام والسمكرة، وهي النار والكاوية، والنشادر والقصدير، ومبرد و"شاكوش".

ويروي سر صنعته بأنه يبدأ بلحام الثقب في الأواني النحاسية، بوضع قطعة قصدير على المكان، ثم استخدام الكاوية، ووضع النشادر للتلميع وإزالة الشوائب.

يعمل ليل نهار 

رغم تقدمه في السن، لا يعترف الحاج "زتونة" بالراحة، يواصل العمل ليل نهار، فيذهب للمنزل فقط لتناول الغذاء، ثم يعود في المساء لورشته.

رغم حرفيته العالية، لا يطلب "سيد" الكثير من المال، بل يدع الأمر إلى تقدير الزبون، ويرضى بقسمته، ولا تغيب الابتسامة عن وجهه.

"الحمد لله اشتغلت فيها، طول حياتي، وهفضل شغال، فيها لآخر نفس"، بهذه الكلمات اختتم عم سيد زتونه، حديثه، مؤكدًا أنه سيظل شاهدا على اختفاء واحدة من أقدم الحرف المصرية القديمة.

search