الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:11 ص

حرب الرمال.. أزمة المغرب والجزائر السياسية تنتقل للملاعب

نهضة بركان واتحاد العاصمة

نهضة بركان واتحاد العاصمة

عبدالمنعم الالفى

A A

تتوالي الأزمات السياسة بين المغرب والجزائر، ولكن هذه المرة تنتقل إلي ملاعب كرة القدم.

بداية أزمة القمصان

بدأت أزمة فريق اتحاد العاصمة، وفريق نهضة بركان المغربي، الأحد الماضي 21 أبريل الجاري، عند وصول بعثة الفريق المغربي، إلي مطار هواري بومدين الدولي لمواجهة الفريق الجزائري، ورفضت السلطات الجزائرية خروج بعثة الفريق المغربي من المطار بأمتعتهم بسبب تواجد خريطة للملكة المغربية تضم أراضي الصحراء المتنازع عليها بين البلدين، على قميص الفريق المغربي.      

تطورات أزمة القمصان

رفض الفريق المغربي الإجراء، مؤكداً عدم امتلاكه قمصانا بديلة، ما جعل الاتحاد الأفريقي يتدخل، ويتواصل مع الجهات المسئولة في دولة الجزائر، طالباً منها حل القضية في أسرع وقت ممكن، واستجابت السلطات الجزائرية بالفعل لأمر (الكاف)، وجهزت قمصانا بديلة، لكن الفريق المغربي رفض أن يرتديها و أصر علي خوض المباراة بقمصانه التي جاء بها، ماتسبب في عدم إقامة مباراة الذهاب في الأراضي الجزائرية.

وبحلول موعد المباراة تقدم فريق اتحاد العاصمة، منفرداً نحو أرضية الميدان، مبادراً إلي تحية الجماهير التي تواجدت بصورة كثيفة في مدرجات أكبر ملعب في الجزائر، ملعب 5 جويلية الجزائري، وقاموا بالتقاط الصور الجماعية بالعلم الجزائري قبل بدايتهم في الحصة التدريبية، وبعد مدة وجيزة غادر لاعبو الفريق المغربي وحكام المباراة الملعب وعادوا إلى الفندق، وبالتالي لم تقم المباراة.

الفريق الجزائري يلتقط صورة بعلم الجزائر

الأتحاد الأفريقي يحسم الأزمة

ترتب علي ما حدث أن لجنة الأندية والمسابقات بالأتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، تدخلت وأعلنت الآتي:

خسارة نادي اتحاد العاصمة الجزائري بثلاثية نظيفة، أمام نهضة بركان المغربي، في ذهاب الدور نصف النهائي من بطولة الكونفدرالية الأفريقية، وجاء القرار على هامش عدم إقامة لقاء الذهاب الذي كان من المفترض أن يقام بين الفريقين على ملعب 5 جويلية 1962، في الجزائر، الأحد الماضي، في منافسات بطولة الكونفدرالية الأفريقية.

الأزمة السياسية بين الجزائر والمغرب

على الرغم من وجود عدد قليل من السجلات التاريخية من تلك الفترة الزمنية، إلا أن تاريخ الصحراء الحديث يمكن إرجاعه إلى مجموعات البدو الذين عاشوا تحت الحكم القبلي البربري وكانوت على اتصال بالإمبراطورية الرومانية مثل مجموعة صنهاجة، بالإضافة إلى دخول الإسلام واللغة العربية في نهاية القرن الثامن الميلادي.

لم تكن الصحراء الغربية المغربية أبدًا دولة قومية بالمعنى الحديث. كانت موطنًا للمستعمرات الفينيقية التي اختفت ولم يبق لها أثر يذكر.على الرغم من وصول الإسلام في القرن الثامن إلا أن المنطقة ظلت متخلفة بسبب التصحر.

من القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر، كانت الصحراء الغربية المغربية إحدى الروابط بين منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء وشمال إفريقيا. خلال القرن الحادي عشر تحالف اتحاد قبيلة صنهاجة مع قبيلة لامتونة لتأسيس سلالة المرابطين. امتدت فتوحات المرابطين إلى المغرب الحالي وغرب الجزائر وشبه الجزيرة الأيبيرية إلى الشمال وموريتانيا ومالي إلى الجنوب ووصلت إلى إمبراطورية غانا. بحلول القرن السادس عشر تعرضت سلطنة سونغاي القائمة على نهر النيجر لغزو من قبل الدولة السعدية. كما تم اجتياز الصحراء الغربية بواسطة بعض طرق التجارة عبر الصحراء.

في عام 1884، طالبت إسبانيا بالحماية على الساحل من كيب بوجادور إلى كيب بلانك وتم توسيع المنطقة لاحقًا. في عام 1958 جمعت إسبانيا مقاطعات منفصلة معًا لتشكيل الصحراء الإسبانية. وعلى الرغم من أن بعض القبائل في المنطقة كانت لها روابط تاريخية مع المغرب، إلا أن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لعام 1975 بشأن وضع الصحراء الغربية خلص إلى أن هذه العلاقات لم تكن كافية لإقامة أي رابطة للسيادة الإقليمية بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية.

في نوفمبر من ذلك العام بدأت المسيرة الخضراء في الصحراء الغربية عندما تجمع 300 ألف مغربي أعزل في مدينة طرفاية الجنوبية وانتظروا إشارة من الملك الحسن الثاني ملك المغرب للعبور إلى الصحراء الغربية المغربية. تخلت إسبانيا عن الصحراء الغربية المغربية في 14 نوفمبر 1975 نتيجة لضغوط من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حتى أنهم ذهبت إلى حد إخراج جثث القتلى الإسبانيين من المقابر. وفي وقت لاحق ضم المغرب فعليًا الثلثين الشماليين من الصحراء الغربية المغربية عام 1976 وضم بقية الإقليم عام 1979 بعد انسحاب موريتانيا.

في 27 فبراير 1976 أعلنت جبهة البوليساريو رسميًا قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وشكلت حكومة في المنفى، وبدأت حرب عصابات بين البوليساريو والمغرب واستمرت حتى وقف إطلاق النار عام 1991. كان من المقرر إجراء استفتاء بين السكان الأصليين كجزء من اتفاقات السلام لعام 1991 لمنحهم الخيار بين الاستقلال أو الاندماج في المغرب. حتى الآن لم يجر الاستفتاء بسبب تساؤلات حول من يحق له التصويت.

الصحراء الغربية التي يدور عليها النزاع بين الجزائر والمغرب

 الأزمة في عيون الصحافة الجزائرية

الصحفي الجزائري أحمد قرارية يتحدث لتليجراف مصر، عن أزمة القمصان بين نهضة بركان، و اتحاد العاصمة.

 وقال أن: القصة بدأت عند وصول نادي نهضة بركان المغربي إلي المطار حيث قام بإحضار أقمصة بها خريطة "سياسية" تضم أراضي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في سلوك استفزازي وغير رياضي 
لأن هذه القضية، مطروحة على طاولة الأمم المتحدة كقضية سياسية و بطريقة غير مباشرة تعتبر استفزازاً 
إضافة إلي أن القوانين الرياضية القارية و الدولية، تمنع مثل هذه الممارسات التي قام بها النادي المغربي.


 وأضاف:الجمارك الجزائرية تفطنت للأمر، وقامت بمراقبة الأقمصة للتفتيش، ويعتبر هذا  إجراء روتيني، وقانوني وبطريقة محترمة دون المساس بكرامة أعضاء النادي كما أن السلطات الجزائرية  تعاملت بحكمة في هذا الموضوع  واقترحت على النادي المغربي استعمال قمصان جديدة لا توجد فيها شعارات سياسية تفاديا لاي تأويلات 
بما أن قوانين الكاف تعطي الحق للجزائر برفض تلك القمصان ونفس القوانين تنص عليها الفيفا مثلما تنص عليه المادة الرابعة :حيث "يمنع استعمال أي رموز سياسية أو دينية أو ما يميز بين أي بلد أو شخص أو مجموعة بسبب العرق والدين والسياسة".
 

 وأختتم :(أظن أن هناك من يحاول زرع الفتنة من خلال هذه التصرفات الغريبة، فالرياضة عامة وكرة القدم خاصة هي فرصة للم الشمل والأبتعاد عن التعصب أو إدخال الأمور السياسية في الرياضة،  فمن أراد الفوز يفوز في الميدان وفي الملعب وليس بالاستفزازات ومحاولة استغلال الوضع السائد من أجل اشعال نار الفتنة).

الأزمة في عيون الصحافة المغربية 

الصحفي المغربي عزيز بلبودالي يتحدث لتليجراف مصر، عن أزمة القمصان بين اتحاد العاصمة، ونهضة بركان.

   قال أن: الأمر مازال مشتعل في الإعلام المغربي، وكل الوسائل تتناول الموضوع، وتابعنا قرار الجامعة الملكية المغربية للمصارعة، الذى نص علي، طبع الخريطة المغربية علي جميع القمصان الخاصة بلاعبي المصارعة، وتقبل  الأتحاد الدولي للمصارعة هذا الأمر وصدق عليه، بصفة رسمية.

خريطة المغرب على قمصان الفريق المغربي للمصارعة

وأكد على أن ما حدث في الجزائر يعتبر مساساً، بأحد المقدسات الوطنية،  وهي خارطة المغرب وما زالت المشاورات في المغرب، والعتاب هنا علي السلطات الجزائرية في أنها تدخلت في أمور لا تخصها من الناحية القانونية، التي يكفلها الأتحاد الأفريقي لكرة القدم، ومع العلم أن فريق نهضة بركان متواجد في البطولة ويلعب في المسابقة منذ شهور عديدة، بمصادقة لجنة الكاف قبل انطلاق المسابقة، ولم يجد أي اعتراض في اي بلد لعب بها.

وأضاف: الجميع في المغرب يتفق علي أن نهضة بركان تمسك بالأمور القانونية ولم يتخطي سيادة القانون ويسير في المسار الصحيح، ورفض لعب المباراة في ظل الحجز علي أقمصته التي يري أنها ليس بها أي مساس للشعب الجزائري، وأنها خريطة للمملكة المغربية المتعارف علها دولياً،ولا تحمل أي مدينة جزائرية.

وأختتم: أن طريقة المعالجة للمشكلة في الإعلام المغربي والجزائري تختلف تماماً، حيث أن في المغرب الإعلام يناقش الأمر بالعقل،  والقانون عكس الإعلام الجزائري الذي يناقش الأمر بتعصب شديد حسب كلامه.

وقائع سابقة

بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، (كان 2023)

حدث في بطولة كأس الأمم الأفريقية للمنتخبات المحلية التي أقيمت في العام الماضي 2023، في دولة الجزائر ، قامت السلطات الجزائرية برفض ترخيص جوي لرحلة متجهة مباشرة إلي الجزائر، كانت تنقل بعثة المنتخب المغربي ، والسبب أن في عام 2022، قررت الجزائر غلق مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية، بسبب توتر العرقات الدبلوماسية بين البلدين،مما ترتب عليه عدم ممشاركة المنتخب المغربي في البطولة رغم أنه كان حاملاً للقب آخر نسختين منها.

أديداس تتوصل لحل مع المغرب في مشكلة القمصان

بدأت أزمة القمصان من قبل في أكتوبر من عام 2022، بعدما صممت شركة أديداس العالمية الألمانية، قميص منتخب الجزائر والذى كان مستوحى من (فسيفساء الزليج)،الذي ينتمي إلي التراث و الثقافة المغربية،  والزليج عبارة عن صناعة تقليدية رائجة في المغرب لبلاط تزينه رسوم ونقوش ملونة مختلفة، ويستعمل في أرضيات وجدران البيوت أو القصور والمساجد.

وأعلنت شركة أديداس إعتذارها وتوصلت إلى "حلّ إيجابي" للنزاع بعد محادثات مع الوزارة المغربية، ولم يتم سحب القمصان التي أرتداها المنتخب الجزائري في عمليات الإحماء قبل المباريات، وأضافت الشركة في بيان لها، أن "التصميم مستوحى بالفعل من نمط فسيفساء الزليج، ولم يكن مقصده أبداً الإساءة إلى أي أحد". 

موعد مباراة العودة بين الفريقين

يستضيف فريق نهضة بركان المغربي منافسه فريق اتحاد العاصمة الجزائري على الملعب البلدي بمدينة بركان المغربية يوم الأحد المقبل الموافق 27 أبريل الجاري فى تمام الساعة 9 مساءً بتوقيت القاهرة و10 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.        

search