السبت، 05 أكتوبر 2024

01:27 م

ألعاب القمار الإلكترونية.. إدمان يهدد الشباب ويستنزف الجيوب

ألعاب القمار الإلكترونية

ألعاب القمار الإلكترونية

محمد حسن

A A

تخطى اللعب بالقمار، مرحلة وجوده في النوادي والملاهي الليلية، لينتقل هو الأخر لعالم الإنترنت، وسط التطور التكنولوجي الهائل الذي طرأ على العالم أجمع.

وتزايد استخدام ألعاب القمار الإلكترونية، الفترة الأخيرة، ليصبح أفة تتغذى على عقول وأدمغة الشباب، صعب التخلص منها.

وقد استدعى تزايد هذه الألعاب التدخل من الخبراء، الذين طالبوا بدورهم بضرورة حظرها في مصر، باستخدام كافة الطرق التوعوية والتشريعية والدينية؛ لعدم تزايد استخدامها بما يؤثر على الأمن القومي المصري.

حظر ألعاب القمار الإلكترونية

البداية كانت مع عضو مجلس النواب، الدكتورة حنان حسني يشار، والتي تقدمت باقتراح برغبة إلى رئيس المجلس المستشار حنفي جبالي، موجه إلى رئيس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تطالب فيه بحظر ألعاب القمار الإلكترونية في مصر.

وقالت يشار، إن هناك آفة خطيرة في مجتمعنا “ابتلي بها قطاع عريض من شبابنا والأخطر من ذلك أطفالنا”، وهي ألعاب القمار الإلكترونية المنتشرة على شبكات الإنترنت، وسط غياب تام للأسرة والوالدين.

وطالبت عضو مجلس النواب، وزارة الاتصالات في مصر، أن تتحرك تجاه الألعاب الإلكترونية التي تحتوي على عنف وخاصةً ألعاب القمار، وبحث آلية منعها سواء بالحجب أو الحظر كما حدث مع لعبة الحوت الأزرق، لحماية أبنائنا، حيث تشكل تهديدًا جسيمًا عليهم كما تهدد تماسك مجتمعنا و أجيالنا الجديدة، كما تخالف الشرع والدين.

وشددت على أن مثل هذه الألعاب الإلكترونية تؤكد بلا شك أن دور الأسرة غاب تمامًا ودور المدرسة لم يعد كما كان، وهو أمر أيضًا يحتاج إلى وقفة.

حرب إلكترونية على مصر

يقول الخبير القانوني والمحامي بالنقض أشرف سعيد فرحات، إن انتشار ألعاب القمار الإلكترونية في مصر، أمر منطقي في ظل عدم انشغال الشباب بأشياء مفيدة، وزيادة فراغهم، إضافة إلى تحقيق البعض أموال كثيرة من جلوسهم على الشاشات دون مجهود وفي وقت قياسي.

وأضاف فرحات لـ "تليجراف مصر"، أن هذه الألعاب ممنوعة ومجرمة في القانون، وبالتالي على الحكومة ممثلة في وزارة الاتصالات تكثيف مساعيها في ملاحقة كل من يثبت تورطه بها.

وتابع أن مصر تواجه حرب إلكترونية منذ فترات طويل، وهذه الحملات شنها الغرب لإلهاء الشعوب، لإبقائهم بعيدا عن التقدم والتنمية، وبالفعل نجحوا في ذلك مع البعض.

ونوه أن الشعب المصري يمثل بيئة خصبة لأفكار الغرب المسمومة، خاصة مع وجود أشخاص لديهم حلم الثراء السريع، فبدلا من العمل والاجتهاد، يسلك طريق آخر مخالف للقانون والشرع.

وأوضح أن عمليات النصب تعددت بشكل عام خلال هذه الألعاب الإلكترونية، من ضمنها ألعاب القمار؛ فالبداية تكون جميلة، ولكن بعد ذلك: "عينك ما تشوف إلا الخراب والإفلاس".

حلول بديلة

ونوه بضرورة البحث عن حلول لتجنب الاتجاه لهذه الألعاب، مشيرا إلى أن مصر بها جيل من الكفاءات، وهم في حاجة إلى التمكين باكتساب مهارات تكنولوجيا واستغلال فرص جديدة تساعدهم على التفوق في حياتهم الشخصية والمهنية، وعدم تركهم يخوضوا طريق الهلاك.

فرحات، هاجم انتشار ظاهرة “البلوجر” في مصر بشكل كبير، وتطلع العديد لأن يكونوا مثلهم، مطالبا الحكومة بمراقبتهم، فالإضافة إلى عدم تقديمهم محتوى هادف ومفيد، هناك فئة عريضة منهم متهربين من الضرائب.

تدخل تشريعي 

من جانبها، قالت عضو مجلس النواب، النائبة شادية خضر، إن ألعاب القمار الإلكترونية أصبحت ظاهرة، وتزايد استخدامها الفترة الماضية بشكل كبير، وبالتالي منعها يُمثل ضرورة حتمية.

ونوهت في تصريحات خاصة لـ “تليجراف مصر”، بأن سن تشريع لمواجهة الألعاب الإلكترونية وما ينتج عنها من جرائم، أمر محل دراسة، خاصة أن الموضوع يتطلب مواجهة تشريعية تردع القائمين عليها.

مشاكل تقود للانتحار

النائب أحمد البلشي، قال: “السوشيال ميديا جننت الشباب، بحلم الثراء السريع، وأصبح هناك من يستغل هذا الأمر، ويستغفل الشباب، ليقوموا في النهاية، بسرقتهم والنصب عليهم”.

وأضاف عضو الشيوخ لـ “تليجراف مصر”، أن حالات النصب الإلكترونية متعددة، وبالتالي يجب تعريف الشباب بها، وخلق لديهم حالة من الخوف من الاقتراب لهذه الأفكار.

وأكمل أن القمار الإلكتروني ليست ظاهرة جديدة، بل متواجد منذ فترة، مطالبا بضرورة توعية الشباب بمخاطره، المتمثلة في مشاكل مالية ومن ثم الإفلاس، ومشاكل قانونية تؤدي للحبس، وسوء الأداء في العمل ثم تدهور الحالة الصحية، الأمر الذي قد يدفع البعض في النهاية إلى الانتحار.

إدمان المقامرة

فيما يقول الدكتور محمد سمير، أستاذ علم الاجتماع، إن ألعاب القمار تتسبب في الإصابة بالإدمان، ويسمى “إدمان المقامرة” وهو عبارة عن زيادة الرغبة في المقامرة وهي غير قابلة للسيطرة عليها.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ “تليجراف مصر”، أن القمار يُحفز جهاز المكافأة في الدماغ، بما يؤدي إلى تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية، ليصل إلى حد الإدمان وتتزايد بعدها السلوكيات السلبية التي تتمثل في السرقة والاحتيال لتوفير الأموال.

وأشار إلى أن القمار الإلكتروني لا يختلف كثيرا عن القمار الواقعي، لكنه أكثر خطورة، لأنه متاح أمام الأطفال في ظل معرفة كل بيت بتفاصيل التكنولوجيا و"خبايا السوشيال ميديا".

معاقبة المتورطين 

وأكمل أن المصريين "أميين تكنولوجيا" ولديهم حب التجربة في أي شيء، حتى لو كانت سلبية، أو محرمة شرعا، وهو سبب انتشار ألعاب القمار الإلكترونية، لذلك معاقبة كل القائمين عليها أو من يتورط في اللعب يجب معاقبته حتى يكون عبرة لغيره.

حرام شرعا

الدكتور عبدالغنى هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قال إن تجربة هذه الألعاب أمر محرم شرعا، ومخالف للدين، معقبا: "المحرم في الحقيقة محرم في الافتراض، ونفس الحكم يطبق على ألعاب القمار الإلكترونية، فهو أمر محرم شرعا في كل الأحوال".

وعدد هندي في تصريحات خاصة لـ “تليجراف مصر”، أسباب زيادة مستخدمي هذه الألعاب، موضحا أن الأمر يتعلق بالفراغ الروحي وسط انشغال بالجانب المادي.

العودة للتربية الأخلاقية 

وطالب هندي، بضرورة التوعية بخطورة هذه الألعاب، وأضرارها المتعددة وتعدد حالات النصب بها، مشددا على ضرورة عودة التربية الأخلاقية والروحية من جديد.

وأكد عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أهمية دور الأسرة في مراقبة أبنائهم، وعدم تركهم بالساعات، في تصفح الإنترنت دون دراية بما يقوموا به.

search