الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:14 ص

تطورات حاسمة في العلاقات السعودية الإسرائيلية.. هل التطبيع ممكن؟

ابن سلمان ونتنياهو وبايدن

ابن سلمان ونتنياهو وبايدن

أحمد سعد قاسم

A A

شهدت الأيام الأخيرة تطورات حاسمة بشأن عودة مباحثات التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بعد توقفها مع بدء شن إسرائيل عمليتها العسكرية على قطاع غزة ردًا على هجمات 7 أكتوبر الماضي.

تعكس هذه التطورات تحولًا استراتيجيًّا في منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأت البلدين في تبادل الإشارات والتصريحات التي تشير إلى إمكانية التطبيع في ظل تغيرات جيوسياسية واقتصادية في المنطقة.

وصرّح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، بأن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية قامتا بجهود مكثفة خلال الشهر الماضي فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل. 

وفي إطار نقاش أثناء مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، أشار بلينكن إلى أن الجهود الثنائية بين السعودية والولايات المتحدة المتعلقة بالتطبيع مع إسرائيل، قد تقترب بشكل كبير من الانتهاء.

اتفاق دبلوماسي طويل الأمد

قال مسؤولون أمريكيون وسعوديون، إن إدارة بايدن تسعى للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي طويل الأمد في الأشهر المقبلة يضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول التزام جديد بإقامة دولة فلسطينية مقابل اعتراف الرياض دبلوماسيًا بها، وفق وول ستريت جورنال.

وفق الصحيفة الأمريكية، يعرض البيت الأبيض على الرياض علاقة دفاعية أكثر رسمية مع واشنطن، والمساعدة في الحصول على الطاقة النووية المدنية -مصدر طاقة منخفض الكربون- والدفع مجددًا لإقامة دولة فلسطينية.

وحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن المباحثات في مرحلتها النهائية من التفاوض، وترى واشنطن أن النجاح في الوصول لاتفاق بأنه "الجائزة الكبرى" باعتبار السعودية أكبر بلد إسلامي.

ويرى المسؤولون الأمريكيون إن تطبيع تل أبيب مع الرياض من شأنه أن يحمي أمن إيران من التهديدات القادمة من طهران. 

وبالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، توفر هذه المناورة فرصة لتحقيق انفراجة دبلوماسية كبيرة، وهو من شأنه أن يوسع اتفاقيات أبراهام التي أبرمها خصمه الجمهوري دونالد ترامب عندما كان في منصبه، والتي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب.

عقبة في وجه التطبيع

لا يزال إقناع نتنياهو بتبني المحادثات بشأن إقامة دولة فلسطينية يمثل "عقبة صعبة"، حيث يعارض أعضاء اليمين في حكومته، والكثير من الجمهور الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية بعد هجوم 7 أكتوبر الماضي، وفق مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.

في المقابل، أكد قادة السعودية لعقود من الزمن أن الدولة الفلسطينية تمثل أولوية، وقال كبار دبلوماسييها إن إيجاد طريق لحل الدولتين هو جزء من ثمن التطبيع. 

وأشار مسؤولون سعوديون سرًا للولايات المتحدة الآن إلى أنهم قد يقبلون ضمانات شفهية من إسرائيل بأنها ستشارك في محادثات جديدة بشأن الدولة الفلسطينية لتأمين الأجزاء الأخرى من صفقة التطبيع، وفق وول ستريت جورنال.

عزلة إيران

وأكد المسؤولون، أن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة قد يساعد إسرائيل في استراتيجية الخروج المحتملة من غزة عقب انتهاء الصراع. 

كما قد وضعت الولايات المتحدة خطة لمرحلة "ما بعد الحرب"، تشمل تعزيز الأمن في غزة من خلال استخدام قوات من الدول العربية.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن هدفًا آخر لهذه المناقشات هو تقليل نفوذ الصين في المنطقة، وتعزيز عزلة إيران، من خلال تعزيز العلاقات بين الرياض وأقرب حليف لواشنطن في المنطقة.

بالنسبة للسعوديين، يعد الحصول على المزيد من الالتزامات الدفاعية الملموسة من الولايات المتحدة هدفًا مهمًا. 

ووفق مسؤول أمريكي، فإن مساعدة البنتاجون للرياض في تعزيز دفاعاتها ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية هي مجال اتفاق محتمل، لكن تفاصيل المحادثات حول المساعدة الدفاعية والنووية لم يتم الإعلان عنها.

وناقش بلينكن التطبيع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال زيارة إلى جدة في 20 مارس الماضي. وقال في اليوم التالي إن "الاتفاق يبدو في متناول اليد". 

وأكد بلينكن آنذاك، "نحن نشهد تقدمًا إيجابيًا، وهو حقيقي بالفعل، لكن لا يمكنني تحديد الإطار الزمني لذلك، ومع ذلك، أعتقد أننا نقترب من النقطة التي سنتوصل فيها إلى اتفاقات".

يقوض أمن إسرائيل

ويعارض نتنياهو بشدة إنشاء دولة فلسطينية، بحجة أن ذلك من شأنه أن يقوض أمن إسرائيل.

وفي يناير الماضي، قال رئيس وزراء الاحتلال، إن إسرائيل يجب أن تحافظ على سيطرتها الأمنية على غزة والضفة الغربية في المستقبل.

لكن نتنياهو خفف أيضا من معارضته لإقامة دولة فلسطينية عدة مرات خلال فتراته السابقة كرئيس للوزراء، تحت ضغط من واشنطن، ومع ذلك، فمن المرجح أن يتطلب القيام بذلك هذه المرة إعادة تنظيم ائتلافه الحاكم الحالي، والذي يضم أحزاب اليمين المتطرف.

وكان المؤيد الأعلى صوتًا داخل الحكومة الإسرائيلية لاتفاق التطبيع السعودي هو الوزير بيني جانتس، وهو عضو في حكومة الحرب المكونة من 3 أعضاء ومنافس لنتنياهو، وتظهر معظم استطلاعات الرأي أن جانتس هو الرجل الأكثر شعبية في إسرائيل اليوم.

وفي بداية الشهر الجاري، قال جانتس في بيان، إن اتفاق التطبيع السعودي وكذلك الجهد الدولي الذي تشارك فيه الدول العربية المعتدلة لتوفير الأمن والمساعدات في غزة "في متناول اليد".

search