السبت، 05 أكتوبر 2024

11:36 ص

قدمنا له طوق النجاة لكنه رفض.. كواليس استقالة رئيس وزراء اسكتلندا

رئيس الوزراء الاسكتلندي المستقيل حمزة يوسف

رئيس الوزراء الاسكتلندي المستقيل حمزة يوسف

تيمور السيد

A A

بعد عام تاريخي تولي فيه حمزة يوسف، رئاسة الوزراء في اسكتلندا، كأول رئيس وزراء مسلم في تاريخ أوروبا والغرب عموما، أعلن يوسف استقالته من منصبه بعد أسابيع عصيبة قضاها في محاولة تجنب إسقاطه بتصويت سحب الثقة.

جاء هذا القرار بعد انفراط عقد التحالف الذي كان يعقده الحزب الوطني الاسكتلندي "إس إن بي" (SNP) مع حزب الخضر، والذي أعلن انسحابه من هذا التحالف مما جعل حكومة يوسف أقلية في البرلمان.

سحب الثقة

كان يوسف يحاول البقاء على رأس الحكومة رغم فقدان الأغلبية، إلا أن الدعوة لتصويت سحب الثقة والذي كان مقررا هذا الأسبوع دفعه في النهاية لإعلان استقالته من الحكومة وزعامة الحزب الوطني، فما الذي جعله يتخذ هذا القرار بالرغم من كونه يمثل قصة نجاح أبهرت الجميع، وفقا لرويترز.

ورث يوسف عن رئيسة الوزراء السابقة نيكولا ستورجن تحالف الحزب الوطني مع حزب الخضر، بعد أن عجز الحزب الذي يقود الحكومة في تأمين أغلبية بالبرلمان سنة 2021، 

وكان هذا التحالف مبنيًا على التزامات من أهمها التزام الحكومة بخفض الغازات الملوثة بنسبة 75% بحلول سنة 2030 لتعود لمستوى سنة 1990.

وقد تم إقرار هذا الالتزام رسميًا من قبل الحكومة، قبل أن تعلن لجنة التغيرات المناخية، وهي هيئة رقابية مستقلة بالمملكة المتحدة، أن اسكتلندا لا يمكنها تحقيق هذا الهدف بحلول سنة 2030. 

وهو ما أعلنت الحكومة أنها تتفق معه وتعلن سحب هذا الالتزام، الأمر الذي أغضب "الخضر" والذي قرر الانسحاب من التحالف.

صوت واحد لضمان البرلمان

كان يوسف في حاجة إلى صوت واحد إضافي بالبرلمان ليحافظ على منصبه، وكانت الأعين مسلطة على البرلمانية "آش ريغان" التي كانت عضوة سابقة بالحزب الوطني قبل أن تنتقل إلى حزب "ألبا" (ALBA) المعروف بأنه يضع الانفصال عن المملكة المتحدة على رأس أولوياته، لكن يوسف رفض عرض الحزب، رغم أنه كان سينقذ منصبه وحكومته.

لماذا رفض يوسف هذا العرض

قال مصدر مقرب من يوسف، إن الأمر الأول مرتبط بـ يوسف شخصيًا حيث لا يريد أن يدخل في "متاهة" جديدة، ويخشى أن يصبح تحت ضغط "ألبا" لوضع موضوع الانفصال أولوية قبل أي شيء آخر، وفقا للجزيرة.

ومن جهة أخرى، رفض عددا من نواب الحزب الوطني التحالف مع "ألبا" بسبب الموقف من زعيم الحزب "أليكس سالمون" والذي كان سابقًا زعيمًا للحزب الوطني وكان متهمًا بعدد من القضايا الجنسية وتمت تبرئته من جميع القضايا باستثناء واحدة لا تزال أمام القضاء.

وأضاف المصدر أن يوسف يعلم أنه قد لا يعود لمنصبه في زعامة الحزب من جديد، وأن الأمر متروك لنواب الحزب لاختيار الزعيم الجديد أو التشبث بـ يوسف كزعيم، في ظرف سياسي صعب موسوم بتراجع شعبية الحزب بعد أن حكم البلاد 17 عامًا.

وسيكون أمام الحزب الاسكتلندي، 28 يومًا من أجل اختيار زعيم جديد، وفي حال عجز عن ذلك ستتم الدعوة لانتخابات عامة بالبلاد.

الانفصال عن المملكة مرفوض

وترجح السياسية والقيادية بحزب "ألبا" إيفون ريدلي، سبب استقالة يوسف، ورفض عرض حزبها إقامة تحالف جديد كان سينقذ الحكومة، للضغوط التي تعرض لها يوسف من نواب حزبه “الذين يرون أن موضوع الاستقلال عن المملكة المتحدة ليس أولوية لهم ويخشون أن التحالف معنا سوف يحرجهم أمام الرأي العام”، وفقا لرويترز.

وعبرت ريدلي، عن أسفها لاستقالة يوسف "لأن وصوله لمنصب رئيس الوزراء أعطى نموذجًا ملهمًا للمسلمين بالمملكة المتحدة وقصص نجاحهم"، مضيفة: "لقد قدمنا له طوق نجاة ولكنه رفض، وهذا مؤسف لأنه كان سينقذ حكومته ويعزز موقفه في العمل على استقلال اسكتلندا".

search